^دبلوماسي أمريكي: ينبغي يومياً

تذكير المالكي بمشاركة السنة في القرار

بغداد - (وكالات): أعلن صلاح العبيدي المتحدث باسم تيار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أن إيران تضغط على “بعض الجهات” بهدف وقف مسار سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي.

وقال في تصريح إن “وفداً رفيع المستوى من التيار الصدري يجري مفاوضات في إيران بخصوص الأوضاع السياسية في العراق، خصوصاً مسألة سحب الثقة من المالكي”. وتحدث العبيدي عن “ضغوط إيرانية تمارس على بعض الجهات من أجل الحيلولة دون ذلك”، مضيفاً “سنبحث كل هذه الأمور من أجل التوصل إلى نتيجة”.

وأعلنت مصادر في التيار الصدري أن الزعيم الشيعي غادر النجف إلى إيران قبل يومين. وتطالب قائمة “العراقية” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، الخصم السياسي الأبرز للمالكي، ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وتيار مقتدى الصدر، بسحب الثقة من المالكي.

وبلغت الأزمة السياسية في العراق مؤخراً مستوى غير مسبوق منذ أن بدأت فصولها عشية الانسحاب الأمريكي قبل ستة أشهر، في تطور بات يشل مؤسسات الدولة ويهدد الأمن والاقتصاد. وبعد أن كانت الأزمة تدور حول اتهام رئيس الوزراء المدعوم من طهران وواشنطن بالتفرد بالسلطة، اتخذت منحى أكثر جدية مع طرح مسألة سحب الثقة من المالكي، الشخصية الشيعية النافذة الذي يحكم البلاد منذ 2006. وشدد العبيدي على “مواصلة التيار الصدري المطالبة بسحب الثقة من المالكي”. من جانبه، اعتبر الدبلوماسي الذي عينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي شؤون السفارة الأمريكية في العراق بريت ماكغورك أنه من الضروري “يومياً تذكير” رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتحسين مشاركة المواطنين السنة في عملية صنع القرار.

وقال في جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي إن “الانقسامات بين السنة والشيعة عميقة جداً” في العراق. وتابع “أن طيف النزاع الديني موجود، والعراقيون ما زالوا يحاولون التعافي منه، علينا مساعدتهم”.

وأضاف ماكغورك أن “الخوف والريبة وتصفية الحسابات تسيطر على الحياة السياسية”.

وذكر أن قادة كردستان العراق “يواجهون المشاكل مع حكومة بغداد التي لديها بدورها مشاكل مع الأكراد”.

لكن قبل توليه شؤون أكبر سفارة أمريكية في العالم، على الدبلوماسي ماكغورك الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

من جهته، ربط المالكي الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد بعوامل وأطراف خارجية، مؤكداً أن “المؤامرات التي تستهدف العملية السياسية ستفشل”.

وقال المالكي “كلما تقدمنا خطوة واجهتنا تحديات جديدة لم يكن العامل الخارجي بعيداً عنها أبداً فالعراق القوي غير مرغوب ولا مرحب به ويراد لجسد العراق أن تنخره الطائفية البغيضة”. وأضاف أن “ما تحقق من إنجازات على صعيد الاستقرار الأمني والقضاء على الإرهاب وفتح فرص الاستثمار لم يرقَ للبعض ممن يحاولون التمدد على حساب العراق ويعملون على ألا يستعيد العراق دوره بدفع من أطراف فتحت لهم الأبواب وفرشت لهم السجاد الأحمر”. من ناحية أخرى، أمر المالكي بإيقاف الاستملاكات التابعة للوقفين السُني والشيعي في أنحاء البلاد، ودعا الوقفين للجوء إلى المحكمة الاتحادية في حال الخلاف.

وقالت رئاسة الوزراء في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن المالكي “وجه بإيقاف الاستملاكات التابعة للوقفين السُني والشيعي كافة في جميع المحافظات، ودعوة كل طرف يشعر بالغبن إلى اللجوء للمحكمة الاتحادية”. وأضاف البيان أن المالكي أمر أيضاً خلال استقباله رئيسي الوقفين السُني عبدالغفور السامرائي والشيعي صالح الحيدري “أن تبقي المساجد والمقابر إدارتها الحالية كواقع حال، سواء منها السُنية أو الشيعية”. وجاء قرار المالكي بعد مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات في هجوم انتحاري استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد، ما أثار مخاوف وتحذيرات من أمكان انزلاق البلاد مجدداً نحو العنف الطائفي.