ذوو الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع الإنساني ، ومراعاة ظروفهم واجب وطني وإنساني، كما إن احترام القوانين الخاصة بهم دليل على رقي المجتمع وتحضره، لكن ثقافة ذوي الإعاقة غير مكتملة الملامح في مجتمعاتنا العربية بمقارنة دول المجتمعات الغربية التي باتت احترام القوانين وحقوق المعاق التزاماً أخلاقياً واجتماعياً يدل على رقي حضارتهم الإنسانية .

تلك عبارة أثرت بي عندما تحدث إلي معاق يحكي معاناته المتعلقة بخرق الأسوياء أبسط حقوقه في حصوله على مواقف خاصة للمعاقين حيث قال “ إن ارتضيت أن تأخذ موقفي فخذ إعاقتي “ فاستوقفتني العبارة جعلتني أتساءل أين الضمير ؟؟.

إن بعض المؤسسات الاجتماعية لذوي الإعاقة خرجت عن الأطر والأهداف المرسومة لخدمة ذوي الإعاقة وتفعيلهم من خلال الشراكة المجتمعية في صناعة القرار وجعل ذوي الإعاقة أوراق رابحة من أجل المصالح الشخصية. إن المعاق يا سادتي شهادات عليا وخبرات متميزة، طاقات متفجرة متوفرة لدى المعاق لكن حرم من أبسط حقوقه في التوظيف فيما يتناسب مؤهلاته وخبراته، حيث نرى معاقاً حائزاً على بكالوريوس يصبح عامل في البدالة أو الاستقبال، وبذلك يعتبر الاستهانة بقدراته صفعة قوية بوجهه!!!

نظرات شفقة تتقاذف عليه من هذا وذاك باعتباره مخلوقاً غريباً نزل من السماء، والبعض يساير المجتمع بعبارته الرنانة بأن المعاق جزء من المجتمع لكن من خلف صدروهم الاستعطاف واعتباره مخلوقاً ضعيفاً.

مواقف من حياتنا اليومية جعلتني أقر في قرارة نفسي أن ثقافة ذوي الإعاقة الاجتماعية مازالت غير مكتملة الملامح، لذا وجب على الجهات الرسمية والمؤسسات الاجتماعية والأسرة التعاضد والسعي في اكتمالها من أجل أجيالنا الآتية .

الناشطة الاجتماعية عبير علي سلوم