بعد تجاهل الإعلام والصحافة المحلية لمواقف “التوابع” من الجمعيات السياسية والتي بادرت بالوقوف على منصة الانقلاب. يحق لنا في بلد الديمقراطية “البحرين” أن نفتح هذا الملف لنقرأه قراءة هادئة. جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) والتي يجوز لنا أن نصفها بأنها المكون الثاني من ناحية الظهور السياسي على صعيد “المعارضة” –بين قوسين- بعد جمعية الوفاق. وإن كانت (وعد) قد انسلخت من عباءتها الديمقراطية لتختبئ تحت العباءة الولائية. لكن لنتعامل مع “وعد” ككيان مستقل بذاته وفكره السياسي.
إن المتتبع لخط سير (وعد) منذ بداية عهد الإصلاح، يدرك تماماً أن ثمة في الوراء ما يحول دون ثبوت موقفها السياسي الذي يشهد تذبذباً واضحاً نلتمسه عبر بياناتها وتصريحات قياداتها. انطلقت الشرارة الأولى لذلك حينما اعتزمت مع جمعية “الوفاق” مقاطعة الانتخابات النيابية العام 2002 متذرعة بأن دستور البلاد يمثل إرادة فردية لا شعبية .. ولكن, لنأخذ المقاطعة كموقف ونقارنها بقرارهما المشاركة في انتخابات العام 2006 والذي يحق لنا أن نتساءل حول دوافع هذا الموقف وأبعاده ؛ فإن كانت السلطة قد أجرت تعديلاً يجعل من الدستور ممثلاً للإرادة الشعبية؛ فهذا يدحض الشبهات الرامية إلى أن الدستور البحريني غير شرعي، وإن كانت السلطة لم تجرٍ تعديلاً يجعل من الدستور ممثلاً للإرادة الشعبية فإن (وعد) و(الوفاق) قبلتا الامتثال إلى دستور غير شرعي في برلمان غير شرعي من وجهة نظرهما وهذا النفاق بعينج!.
لقد مرت السنوات حتى العام 2009 حينما قال الشيخ علي أكبر ناطق نوري أحد مستشاري مرشد الثورة في إيران أن البحرين هي المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة فأصدرت “وعد” في 21/2/2009 بياناً عنونته بـ (وعد تستنكر تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بشأن عروبة البحرين) مما اكسبها طابعاً إيجابياً لدى الشارع العام بأنها جمعية سياسية لا تتوانى عن الدفاع عن عروبة البحرين , ولكن .. وبعد انجراف “وعد” بشكل مطلق خلف جمعية الوفاق إبان الحركة الانقلابية الأخيرة..نراها قد تغاضت عن شتى أنواع التدخلات الإيرانية في الشؤون البحرينية !
إن الإجابة عن التساؤلات حول ماهية الموقف السياسي لـ (وعد) في ضوء ما نراه من متناقضات يتلخص في المؤتمر الذي عقد في 9/9/2009 والذي جمع أعضاء من جمعيتي “الوفاق و وعد “ حينها ذكر نائب الأمين العام لـ (وعد) فواد سيادي ما نصه “الوفاق أخفقت في أن تكون ممثلة للمعارضة في مجلس النواب، معتبراً أنه كان أجدى لو تم إشراك باقي الجمعيات في أدائها البرلماني من خلال مطبخ جامع للمعارضة” فمن تدبر في هذا الاقتباس استوعب أسباب الانفصام في الموقف السياسي لجمعية “وعد”! لكن رغم ما ذكرت فإن من يقوم بهذه الأفعال اليوم من تلك الجمعية لم ينسف تاريخها كمعارضة رزينة طابعها وطني فحسب بل جرها لتكون حركة طائفية مشوهةَ بذلك تاريخها العريق
عبدالرحمن فزيع