صورنا تحكي قصصنا، وبقدر ما تحكي فإنها تحمل معاني غامضة بل وأحياناً تصرفات غير متوقعة، نتذكر ماضينا من خلال صور التقطناها لأنفسنا في هذا المكان أو ذاك، نتذكر من كانوا يشاركوننا اللحظة، لكن هل نتذكر اللحظة؟ هل نتذكر مشاعرنا في كل صورة؟

لماذا نبتسم في معظم صورنا الفوتوغرافية بالرغم من أن حالتنا قبل التقاط الصورة بثوانٍ معدودة لم نكن في وضعية الابتسام؟ أليس غريباً أن نتفوه بكلمة تجعل أفواهنا منفرجة بشكل عرضي كي تظهر أسناننا في الصور؟

في الواقع أننا نميل إلى تغيب مشاعرنا الحقيقية عن الصور، فنتكلف الابتسامة ونصنع البسمة على شفاهنا، كم من ضحكات مصطنعة تم التقاطها سرعان ما عادت الأوجه إلى عبوسها بعدها بثوان؟!

تحكي الصور أحياناً عن حب مصطنع وتقارب متكلف، مشاعر تم اصطناعها على عجل قبل الضغط على زر التقاط الصورة، ربما لو استطاع فلاش الكاميرا أن ينزع عنا هذا التكلف والمشاعر التي ولدت في غير لحظتها لظهرت الصور حقيقية أكثر ومعبرة عن واقعنا في تلك اللحظة بشكل أكثر.

أحمد مصطفى الغـر