كتبت - هدى عبدالحميد: أكَّدت فعاليات أنَّ زيارة الرئيس الإيراني محمود نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية محاولة لاختلاق أزمة مع دول الخليج العربية وتصدير الأزمات الاقتصادية الداخلية، باختلاق المشاكل مع الجيران وتحويل الأنظار عن القضية السورية، وتخفيف الضغط على بشار الأسد، وربما هي محاولة للمقايضة للتخفيف على سوريا. وقالت في تصريحات لـ»الوطن» إنَّ إيران تحاول الحفاظ على نظامها المتهالك، بتحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية التي تعاني منها ولتخفيف الضغط الدولي عليها، فيما يتعلق بالملف النووي. وأضافت أنَّ «زيارة نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية التي تحتلها إيران منذ عام 1971 هي زيارة استفزازية، وأنَّ قراره بتسيير رحلات إلى الجزر الإماراتية التي تحتلها بلاده، والتصريحات التصعيدية التي تعقبها تدل على أنَّ نجاد شخصية لا تحترم قواعد الجيرة ليس مع الإمارات فقط، فخطابه شمل جميع جيرانه، وهو لا يعرف فن كسب الأصدقاء، فقد استفز العالم من قبل، وتسبب في مشاكل يدفع ثمنها شعبه. ولا يتقن حل المشاكل في داخل بلاده أو في الخارج. وأشاروا إلى أنَّ نجاد بارع في اختلاق الأزمات واستفزاز الآخرين، خاصة الإمارات رغم أنها «الرئة الاقتصادية لبلاده»، والرئة التي يمكن أنْ يتنفس من خلالها مع العالم، إذا أجاد فن التعامل مع العالم فهو يؤزِّم العلاقة مع جيرانه، علماً بأنه أحوج إلى هذه الدول في هذا التوقيت الصعب، وفي ظرف يحتاج لـ»بوصلة سياسية»، من أجل أنْ يعيش شعب بلاده كما تعيش شعوب جيرانه. معتبرين أنَّ موقفه لا يختلف مع الرئيس الكوري الشمالي بإطلاق صاروخ باليستي، الذي تسبب في إحداث أضرار لدول الجوار، فهو لا يقل في «الخبل السياسي» عن نجاد لافتين إلى أنَّ هذين النظامين لديهما إصرار غريب على خلق أعداء بدون مناسبة، بل لديهما رغبة في زيادة حجم معاناة شعبيهما وعدم اكتراث بأوضاعهما المعيشية. زيارة استفزازية أكَّد النائب خميس الرميحي أنَّ زيارة نجاد إلى جزيرة أبوموسى استفزازية من الدرجة الأولى، وانتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وتتناقض مع سياسية حسن الجوار، التي تنتهجها دول المجلس في التعامل مع إيران، مؤكداً أنَّ هذه الزيارة لن تغيّر شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية، التي تؤكد على أنَّ سيادة الإمارات العربية المتحدة على هذه الجزر. وأشار إلى أنَّ هذه الزيارة تأتي ضمن سياسية إيران لخلط الأوراق، من أجل الخروج من الأوضاع الداخلية التي تعيشها إيران، إضافة إلى أنها رسالة تهديد إلى دول الخليج عن ملفات كثيرة، مثل الملف السوري والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على إيران، لذلك أرادت إيران أنْ تخلط الأوراق حتى تخفف الضغوط على بشار وتخفيف الضغوط الدولية عليها، ومحاولة تهديد دول خليجية من الالتزام بالعقوبات التي فرضتها القوى الكبرى على إيران. وأوضح أنه اعتباراً من شهر يونيو المقبل سوف يطبق الحظر النفطي على إيران، وهي رسالة للمملكة العربية السعودية بعدم تعويض النقص الذي سيحدث في السوق العالمية، مؤكداً أنَّ كل هذه الرسائل بعثت في الاتجاه الخطأ وفي التوقيت الخطأ، وأعتقد بأنَّ دول الخليج العربي أقوى بكثير مما تتصور إيران، وأنَّ أيَّ محاولة للضغط عليها والقفز بالمشاكل التي تعيشها إيران من خلال الرسائل التهديدية بأن تثنيها في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالحظر النفطي أو القرارات الدولية التي طبقت ضد نظام بشار الأسد. وأشار إلى أنَّ نجاد شخصية لا تحترم قواعد الجيرة ليس مع الإمارات فقط، فخطابه شمل جميع جيرانه، وهو لا يعرف فن كسب الأصدقاء، فقد استفز العالم من قبل، وتسبب في مشاكل يدفع ثمنها شعبه. ولا يتقن حل المشاكل في داخل بلاده أو في الخارج. إيران تغطي على سياساتها الداخلية وقال الناشط السياسي بدر الحمادي إنَّ زيارة نجاد إلى جزيرة أبوموسى جاءت مخالفة لما يتبعه القادة الخليجيين أنْ تكون هناك حسن نوايا من النظام الإيراني مع جيرانه، ولكن النظام الإيراني في كل مرحلة من المراحل منذ فترة الشاه وما قبل الشاه إلى هذا اليوم يثبت لدول الجوار، وخاصة الخليج العربي مدى استكباره وانفراده بظلم من يكون تحت سيطرته، أو من يكون محاذاة حدوده وما يسمى دول الجوار. وأكَّد أنَّ زيارة الرئيس الإيراني نجاد إلى جزيرة (أبوموسى) شكلاً وموضوعاً لا ينطبق مع حسن الجوار، وحسن النوايا والعلاقات التي تبينت خلال سنوات طويلة، خاصة مع الإمارات العربية المتحدة التي تخدم إيران في كثير من شأنها الداخلي إذ تعتبر الرئة الاقتصادية لبلاده»، والرئة التي يمكن أنْ يتنفس من خلالها مع العالم، حيث أنَّ هناك تواصلاً لا يخفى على الجميع من تجار إيرانيين يأخذون كل ما يريدونه من أسواق الإمارات من كل البضائع، سواء كانت غذائية أو خلافه، من أجل سد النقص الموجود في السوق الإيراني فأعتقد أنه كلما زادت الضغوط الداخلية على النظام الإيراني من شعبه والشعوب الأخرى الإيرانية العربية والمسلمة والقوميات الأخرى من طريقة حكمه الاستبدادية، نجده يريد أنْ يصطدم بالخارج من أجل التغطية على سياسته الداخلية التي تعتمد على النار والحديد، فهو دائماً وأبداً يبطش في القوميات والمناطق التي يحتلها النظام الإيراني. أضاف: خلال القرن الماضي ابتداءً من عام 1925 ودولة الأحواز والشريط العربي الحدودي الساحلي والخليج العربي الشرقي وصولاً إلى بولوشستان، كل هذه المناطق تقع تحت سيطرة النظام الإيراني، ولكن لا تعامل هذه الشعوب المعاملة التي كما يدعيها، فكلما زادت الضربات والاحتجاجات في الداخل حاول أنْ يغطيها بالاحتكاك أو بعمل الدعاية السياسية في محاولة للتغطية على الأمور الداخلية. وأشار إلى أنَّ موقف نجاد لا يختلف مع الرئيس الكوري الشمالي بإطلاق صاروخ باليستي، الذي تسبب في إحداث أضرار لدول الجوار، فهو لا يقل في «الخبل السياسي» عن نجاد. فهذان النظامان لديهما إصرار غريب على خلق أعداء بدون مناسبة، بل لديهما رغبة في زيادة حجم معاناة شعبيهما وعدم اكتراث بأوضاعهما المعيشية. أضاف: فهذا دليل مقارن مع كوريا الشمالية كلما زاد الخناق على النظام الكوري واحتاج إلى كثير من المعونات، حاول في إطلاق بعض الصواريخ أو التهديد بتجارب خارجة على الاتفاقيات الدولية، من أجل جذب الأنظار والحصول على المعونات وهذه الطريقة، تسمى بالابتذال السياسي وهي خروج على المعاهدات من أجل التغطية على الأوضاع الداخلية، التي أصبحت تثير الشعوب بممارسة النظام السلطوي، الذي يضعف الداخل فلا يضع قيمة لشعوبه يريد إثارة الزوابع، وهذا ينطبق على النظام الإيراني في مسألة تعديه وعدم احترامه للإيرانيين. إيران تصدر أزماتها وقال رئيس تحرير صحيفة «البلاد» مؤنس المردي إنَّ زيارة نجاد الأسبوع الماضي إلى جزيرة (أبوموسى) الإماراتية بالخليج العربي التي تحتلها إيران منذ عام 1971 زيارة استفزازية بتوقيتها وطبيعتها والتصريحات التي تزامنت معها، ما هي إلا طبيعة إيران التي تتعالى دائماً على العرب، واعتبرها مجرد أبواق فارغة فهم لا يستطيعون فعل شيء. وقال مؤنس المردي «لعل البعض يستغرب مثل هذه الزيارة التي تخسر إيران من ورائها إقليمياً ودولياً، أكثر مما تكسب في وقت هي أحوج ما تكون فيه لتهدئة الجبهات وتقليل عدد الخصوم، لافتاً إلى أنَّ توقيت الزيارة وأسبابها لا يمكن أنْ تكون بمعزل عن الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي تعصف بالداخل الإيراني، مؤكداً أنَّ هذه الزيارة تأتي في محاولة تصدير الأزمات الاقتصادية الداخلية باختلاق المشاكل مع الجيران، إضافة إلى محاولاتها تحويل الأنظار عن القضية السورية وتخفيف الضغط على بشار الأسد، وربما هي محاولة للمقايضة للتخفيف على سوريا». وأضاف «فهي محاولة للحفاظ على نظامها المتهالك بتحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية، التي تعاني منها إيران ولتخفيف الضغط الدولي عليها فيما يتعلق بمسألة النووي». وثمَّن التحرك السريع من وزراء الخارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للاجتماع وإعلان التضامن الكامل، مع دولة الإمارات العربية المتحدة وتأييدهم لكل الخطوات التي تتخذها الإمارات، من أجل استعادة حقوقها وسيادتها على جزرها المحتلة، ومطالبتهم لإيران بإنهاء احتلاله لهذه الجزر، والاستجابة إلى دعوة الإمارات لإيجاد حلٍّ سلمي وعادل عن طريق المفاوضات الثنائية، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90