حلاوة كرة القدم على مر تاريخها الطويل أنها لم تعترف لا بالتوقعات، التكهنات أو المنطق أبداً ، فالرياضة الأكثر شعبيةَ في العالم تتميز عن نظيراتها بمفاجآتها الدائمة وابتعادها غالباً عن حسابات العقل لتذهلنا مع كل دورة أو بطولة كبرى بمنتخبات تكون مع بدايتها خارج إطار الترشيحات نوعاً ما، لتظهر في الدورة عن قيمتها الحقيقية وتفاجئ الجميع لتستحق بالفعل أن يطلق عليها اسم الأحصنة السوداء. وبالرغم من أن ظاهرة الأحصنة السوداء موجودة في مختلف البطولات، إلا أن بطولة الأمم الأوروبية هي الرائدة بهذا المضمار، حيث ذخرت النسخ الـ13 الماضية من البطولة الأهم على صعيد القارة العجوز بمفاجآت من العيار الثقيل فمن يورو 1992 وفوز الدنمارك المشارك بدعوة خاصة بلقب البطولة، إلى عام 2004 وتفجير اليونان لأحد أكبر المفاجآت بالتاريخ الكروي بعدما رفع أبناء الجزيرة الهيلينية الكأس الغالية إثر تغلبهم على أصحاب الأرض البرتغاليين في النهائي، مروراً بوصافة بلجيكا 1980 وتشيكيا 1996، فلطالما ظهرت منتخبات «صغيرة» نسبياً قارعت القوى التقليدية أوروبياً أحياناً كثيرة، لا بل وسحبت البساط بالكامل من تحتها في مناسبات أخرى.

لذا فسيكون من الشيق وقبل انطلاقة المنافسات اليوم الوقوف على أبرز المنتخبات التي قد تشكل أحصنة البطولة السوداء، وهذه الفرق هي أربع:

بولندا:

لا أحد يستطيع ان يعتبر أصحاب الأرض(بالتشارك مع أوكرانيا) لقمةً سائغة إن كان في مجموعته أو بالبطولة بشكلٍ عام، فالبولنديون يمتلكون في صفوفهم العمود الفقري لبوروسيا دورتموند أبطال ألمانيا المتمثل بالثلاثي الرهيب، بيشتشيك، كوبا وليفاندوفاسكي، فالظهير الأيمن الناري بشتشاك تألق بشكلٍ ملفت هذا الموسم وأصبح مطلوباً بقوة من عملاق الليغا ريال مدريد، وهو ما يعكس قيمة هذا اللاعب الكبيرة، أما كوبا فأقل ما يقال عنه أنه حمل الجبهة الهجومية اليمنى للفريق على أكتافه بعد اصابة جوتسه وكان أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار أسود الفستفالين بتقديم المستويات العالية، وصولاً إلى ليفاندوفاسكي الذي لا داعي للكلام عن قدراته التهديفية الفريدة وأهميته بالمباريات الكبرى حيث سجل أربع مرات بآخر مباراتين أمام البايرن ليحسم لقب الدوري والكأس لفريقه، وبالمجمل فالـ30 هدفاً الذي استطاع اللاعب تسجيلهم هذا الموسم جعلوه أحد أبرز المطلوبين من الأندية الأوروبية الكبرى.

روسيا:

لاعبي المنتخب الروسي بأغلبيتهم قد يكونوا مجهولين بالنسبة للذين لا يتابعون الدوري الروسي، لكن هذا الأمر لا ينقص بالمرة من قيمة هذه العناصر المميزة بالفعل، فالفريق الذي وصل لنصف نهائي النسخة الماضية يمتلك مزيج رائع من أصحاب الخبرات الكبيرة واللاعبين الشباب المليئين بالحيوية والمهارة، حيث يتجاور لاعبين من أمثال زيركوف، أرشافين وباوليشينكو مع مواهب شابة يأتي على رأسها الموهوب جداً صاحب الـ21 عاماً آلان دزاكييف الذي يلقب بميسي الروس، كما يمتلك الفريق خط خلفي صلب جداً بقيادة ثنائي سسكا موسكو بيريزتسكي وإيجناشيفيتش، بالإضافة إلى وجود الحارس الرائع أكينفييف بين خشبات الدب الروسي الثلاث.

كرواتيا:

لا شيء أبداً يمنع الجيل الكرواتي الحالي من إعادة أمجاد الجيل الذهبي العالمية لكن على الصعيد الأوروبي هذه المرة، فالفريق المعروف تاريخياً بروحه القنالية العالية يمتلك حالياً مجموعة مميزة من المواهب المتشرة في كل أصقاع القارة العجوز.

بدايةً بالظهير الرائع داريو سيرنا، مروراً بخط الوسط المليء بالأسماء الوازنة من طينة لاعب البايرن برانيتش(الذي على رغم إستبعاد هاينكس له من تشكيلة البافاري إلا أنه ما زال لاعباً مؤثراً على الصعيد الدولي)، ونجم بوروسيا دورتموند الواعد والموهوب إيفان بيريسيتش، لاعب دينامو زغرب المطلوب من الكثير من أندية القمة الأوروبية ميلان باديل إلى ثنائي وسط توتنهام المميز نيكو جرانكار وألهم والأفضل طبعا هو نجم نجوم المنتخب ونادي توتنهام لوكا مودريتش الملقب بكرويف الشرق، كما يمتلك الفريق قوةً هجومية محترمة عبر هدّاف إيفرتون نيكيتسا يلافيتش صاحب الـ9 أهداف من 13 مباراة لعبها مع التوفيز في البريميرليغ.

السويد:

ببساطة فأي فريق يمتلك نجماً مثل زلاتان إبراهموفيتش سيكون مرشحاً بأي لحظة لإحداث المفاجآت، وبالنسبة للسويد فنجم الميلان ليس كامل الحكاية، فالفريق الاسكندنافي يمتلك حول مهاجمه العملاق مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على تقديم الدعم لزلاتان والتأدية على أعلى المستويات وبمواجهة أعتى الفرق، وأبرز هؤلاء هو الثلاثي ألميندر من جلاتسراي، كيم كالستورم نجم ليون الفرنسي، ومؤخراً برز على الساحة اللاعب رامسوس إيلم موهبة خط وسط ألكمار الهولندي والذي كان مطلوباً بقوة من ليفربول.