نيقوسيا (أ ف ب) - شهدت نهائيات كأس أوروبا التي تقام نسختها لعام 2012 في كل من بولندا واوكرانيا، لحظات مميزة مثل القرعة التي شهدتها نسخة 1968 لتحديد هوية المتأهل إلى النهائي، او الثلاثية التي سجلها الفرنسي ميشال بلاتيني عام 1984، او الهدف الذي سجله الهولندي ماركو فان باستن عام 1988 ودموع الايطاليين في نسخة 2000، وصولاً إلى المفاجأة الكبرى التي حققتها الدنمارك واليونان في نسختي 1992 و2004.
^ القرعة تحدد هوية المتأهل الى المباراة النهائية التي لعبت مرتين عام 1968:
كانت حقبة اخرى وبطولة ترعاها قواعد مختلفة. ففي 1968 وخلال مباراة الدور نصف النهائي التي اقيمت في مدينة نابولي الجنوبية، لم يتمكن اي من المنتخبين الايطالي المضيف ومنافسه السوفياتي من الوصول إلى الشباك خلال الدقائق التسعين ثم في الشوطين الإضافيين (صفر-صفر). لم تكن ركلات الترجيح تدخل في قواعد البطولة حينها، وبالتالي، لجأ الفريقان الى القرعة التي حددت هوية المتأهل الى المباراة النهائية من خلال قطعة نقدية معدنية تولى الحكم رميها في الهواء. اختار قائد إيطاليا جاسينتو فاكيتي الذي توفي عام 2006، جهة الوجه من القطعة النقدية واصاب في خياره. في تلك الحقبة لم تكن هناك هواتف محمولة أو أي من وسائل الاتصال الحديثة ولم تعرف هوية المتأهل إلى النهائي الا عندما خرج فاكيتي من نفق غرف ملابس راكضاً نحو أرضية الملعب للاحتفال مع زملائه، حين أدرك الجمهور الايطالي أن منتخبهم سيتواجد في المباراة النهائية التي كانت لها قصة أخرى أيضاً لأنها تكونت من مباراتين. القانون حينها يجبر طرفي النهائي على خوض مباراة معادة في حال التعادل، وهذا ما حصل بين إيطاليا ويوغوسلافيا (1-1). وبعد يومين أقيمت المباراة المعادة وخرجت إيطاليا فائزة 2-صفر لتتوج بلقبها القاري الأول والأخير.
^ ثلاثيتان رائعتان لبلاتيني عام 1984:
هدف بالقدم اليمني وآخر باليسرى وثالث بالرأس: بهذه الطريقة سجل بلاتيني ثلاثيته الرائعة خلال مباراة فرنسا مع يوغوسلافيا (3-2) في دور المجموعات من نسخة 1984 التي انهاها رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم حالياً كأفضل هداف برصيد 9 اهداف، وهو رقم لم يتمكن احد من الوصول اليه في نسخة واحدة. ولم تكن الثلاثية امام يوغوسلافيا الاولى لبلاتيني اذ حقق الامر ذاته في المباراة السابقة لبلاده في تلك النهائيات امام بلجيكا (5-صفر)، ليصبح أول لاعب يسجل ثلاثيتين في نهائيات كأس أوروبا. كما سيبقى الفرنسي صاحب رقم 10 في أذهان حارس اسبانيا لويس اركونادا الذي شعر باحراج كبير خلال المباراة النهائية بعد ان مرت الكرة بين يديه وتهادت داخلت الشباك بعد ركلة حرة من بلاتيني الذي توج باللقب الاوروبي بعد فوز بلاده 2-صفر.
^ فان باستن وهدف من الأحلام في 1988:
إنه هدف من الأحلام، سجل بفنية عالية وفي مباراة حددت في نهايتها هوية البطل، كان ذلك في نهائي نسخة 1988. كان فان باستن بعيداً عن تركيز الكاميرا كون التغطية لم تكن بالجودة التي وصلت إليها اليوم. كان متواجداً على الجهة اليمنى لمنطقة المنتخب السوفياتي عندما وصلته الكرة العرضية المتقنة لارنولد ميوهرن، فتلقفها مباشرة وسددها بيمناه “طائرة” من زاوية ضيقة وصعبة جدال”تنفجر” في شباك الحارس العملاق رينات داساييف. اصبحت الطريقة التي سجل بها هذا الهدف الرائع ماركة مسجلة باسم فان باستن، ولطالما تمت مقارنة الاهداف المماثلة بذلك الذي سجل في ليلة ال25 من تموز/يوليو 1988 على الملعب الاولمبي في ميونيخ (2-صفر لهولندا)، وآخرها في الموسم المنصرم من الدوري الإسباني عندما سجل المهاجم الدولي الفرنسي كريم بنزيمة “هدفا على طريقة فان باستن” لمصلحة فريقه ريال مدريد.
^ الفرنسيون يقلبون الطاولة على جيرانهم الايطاليين عام 2000:
كانت ايطاليا تتحضر للاحتفال بلقبها الثاني في البطولة القارية بعد 1968 بفضل الهدف الذي سجل ماركو ديلفيكيو، لكن سيلفان ويلتورد فاجأهم بهدف التعادل في الوقت القاتل من الوقت الأصلي وجرهم الى التمديد الذي كان بطله ابن الدوري الإيطالي لاحقاً دافيد تريزيغيه لأنه سجل الهدف الذهبي الذي اعتمد للمرة الاخيرة في البطولة القارية، ومنح الفرنسيين لقبه الثاني على التوالي بعد ان توجوا أبطالاً للعالم عام 1998 على ارضهم. بكى الايطاليون كثيرا وتحسروا على خسارتهم اللقب الذي كان قريبا جدا منهم واصبحوا محط نكتة تنقلت حول أرجاء العالم: “هل تعرفون كيف تضعون الغطاء مجدداً على زجاجة شمبانيا قد فتحت للتو؟ اسألوا الإيطاليين! لكن رجال “الازوري” نجحوا في تحقيق ثأرهم عام 2006 عندما انتزعوا من “الديوك” لقباً أغلى بكثير بعد أن تغلبوا عليهم في نهائي مونديال المانيا بركلات الترجيح.
^ مآسي فراي في 2004 و2008:
هناك لحظات أخرى في تاريخ نهائيات كأس اوروبا بعضها ظريف وبعضها محزن مثل حال الكسندر فراي، أحد أفضل المهاجمين في تاريخ سويسرا، لان هذا اللاعب اختبر المآسي مع كأس اوروبا. ففي 2004 وخلال النهائيات التي اقيمت في البرتغال ارتكب فراي حماقة عندما بصق على لاعب وسط انكلترا ستيفن جيرارد فقرر الاتحاد الأوروبي إيقافه ما حرمه من مواصلة المشوار مع منتخبه، ثم لاحقه سوء الطالع في نسخة 2008 التي استضافتها بلاده مشاركة مع النمسا، اذ تعرض للإصابة في المباراة الافتتاحية وغاب عن ما تبقى من مشوار بلاده.
^ مفاجأة الدنمارك واليونان في 1992 و2004
كان الدنماركيون يحضرون انفسهم لمتابعة كأس اوروبا التي استضافتها السويد عام 1992 أمام شاشات التلفزة بعد فشل منتخبهم في التأهل إلى النهائيات، لكن الحظ اسعفهم عندما طلب منهم المشاركة نتيجة حرب يوغوسلافيا التي تسببت باستبعاد منتخب الأخيرة. كانت تلك بداية القصة بالنسبة للحارس العملاق بيتر شمايكل ورفاقه في المنتخب، اذ تمكنوا من بلوغ نصف النهائي عن المجموعة الاولى الى جانب السويد المضيفة وعلى حساب العملاقين الفرنسي والانجليزي، ثم اكتملت المفاجأة ببلوغهم المباراة النهائية على حساب حاملي اللقب، المنتخب الهولندي، وذلك عبر ركلات الترجيح (تعادلا 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي) التي تعملق فيها شمايكل بصده ركلة بطل 1988 ماركو فان باستن. واكتملت المفاجأة الدنماركية في النهائي لأن المنتخب الأحمر والأبيض تمكن من التفوق على بطل آخر هو المنتخب الألماني المتوج قبل عامين بلقب مونديال ايطاليا 1990، وذلك بفوزه على ال”مانشافت” 2-صفر.
صحيح ان الدنماركيين فاجأوا الجميع عام 1992 لكن منتخبهم كان يضم على اقله لاعبين من طراز شمايكل وبراين لاودروب، في حين أن بطل نسخة 2004، اي المنتخب اليوناني، لم يكن يضم في صفوفه اي نجم كبير وكان انغيلوس خاريستياس ويورغوس كارغونيس أبرز لاعبيه. لكن هذا الأمر لم يمنع فريقا يدربه الالماني الفذ اوتو ريهاغل من مفاجأة الجميع والتأهل بفضل أسلوبه الدفاعي إلى الدور ربع النهائي الى جانب البرتغال المضيفة وعلى حساب اسبانيا وروسيا، ثم تخطي فرنسا بهدف لخاريستياس قبل مواجهة تشيكيا في دور الاربعة والفوز عليها بهدف وحيد أيضاً بعد التمديد.
واعتقد الجميع أن إنجاز اليونان سيتوقف عند النهائي لأنها ستواجه البرتغال المضيفة في المباراة النهائية، إلا أن ريهاغل عرف كيف يتعامل بواقعية مع المد الهجومي البرتغالي على أمل جر المضيفين إلى التمديد وركلات الترجيح إلا أن خاريستياس أهداه ما لم يكن بالحسبان بهزه الشباك البرتغالية في الدقيقة 57 وكان ذلك كافياً لمنح بلاده لقبها الأول والأخير.