عواصم - (وكالات): عبرت الأسرة الدولية عن غضبها إثر مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مجزرة جديدة وقعت في ريف حماة وسط سوريا، كما أعربت عن خشيتها من اندلاع حرب أهلية في البلاد، في حين لم يتمكن المراقبون الدوليون من الوصول إلى موقعها أمس، فيما نفت دمشق وقوع المجزرة، مؤكدة أن ما حصل في القبير وسط البلاد “جريمة ارتكبها الإرهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والأطفال”، كما نفت منع فريق المراقبين الدوليين من الوصول إلى القبير، وأكدت أنهم “دخلوا” إلى البلدة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن “وفداً من فريق المراقبين الدوليين زار مزرعة القبير بريف حماة”، وذلك غداة إعلان المعارضة السورية وحقوقيين مقتل 55 مدنياً في المزرعة. غير أن الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين قال في بيان إن وفد المراقبين لم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير. ولفت مود إلى أن “عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى مزرعة القبير من أجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية”، مشيراً إلى أن “المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجري توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الأحيان يعادون أدراجهم. ويجري توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة”. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن 55 شخصاً قتلوا في مجزرة القبير معظمهم من عائلة واحدة. وأضاف أن “العدد الموثق لدينا بالأسماء حتى الآن لضحايا مجزرة القبير هو 49 شخصاً غالبيتهم من آل اليتيم”، مشيراً إلى أن من بين القتلى “18 امرأة وطفلاً”، لافتاً إلى أن 6 قتلى سقطوا كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير. من جهته، أعلن المجلس الوطني السوري في اتصال أن 80 مدنياً بينهم 22 طفلاً و20 امرأة، قتلوا في القبير، داعياً على لسان الناطق باسمه محمد سرميني “الجيش السوري الحر إلى تصعيد هجماته العسكرية من أجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف أنحاء البلاد”. من جانبه، أفاد الناشط أحمد الأحمد من ريف حماه، أن الناشطين “وثقوا بالأسماء مقتل 78 شخصاً نتيجة مجزرة القبير”. وفي نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مراقبي الأمم المتحدة تعرضوا “لإطلاق نار من أسلحة خفيفة” أثناء توجههم لموقع المجزرة، ووصف من جهة أخرى المجزرة بأنها “مروعة ومقززة”، مؤكداً أن الرئيس السوري بشار الأسد “أفشل خطة عنان وفقد كل شرعية”. بدوره عبر المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان عن “اشمئزازه وتنديده” بمجزرة القبير. وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “يجب معاقبة المسؤولين، لا يمكن أن نسمح بأن تصبح المجازر واقعاً يومياً في سوريا”، مشيراً إلى أن “العنف يتفاقم” في البلد. ودعا المبعوث المجتمع الدولي إلى “رفع مستوى” تدخله و«التحرك بسرعة” لإنهاء العنف وحل الأزمة السورية. وتابع “إذا لم تتغير الأمور فإن مستقبل سوريا سيكون بلا شك القمع الوحشي والعنف الطائفي وحرباً أهلية كاملة”، مؤكداً أن “السوريين كافة سيكونون خاسرين”. وذكر عنان بأن المجتمع الدولي يدعم خطته بشكل موحد، ودعاه إلى “رفع مستوى هذه الوحدة” و«التحرك بسرعة” لإنهاء هذا العنف وحل الأزمة السورية. وأدان البيت الابيض المذبحة ووصفها بأنها “أعمال قتل شائنة تستهدف المدنيين” ودعا مجدداً الدول الأخرى إلى التوقف عن دعم الرئيس بشار الأسد والانضمام إلى دعم عملية انتقال سياسي هناك. ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالمجزرة، مؤكدة أنها جريمة “لا تغتفر” ومطالبة “بتحقيق كامل” في “الجرائم المروعة”. وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من إسطنبول على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرة أن “العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه بالأمس في حماة أمر غير مقبول”. من جهتها، نددت وزارة الخارجية الروسية بالمجزرة الجديدة “الهمجية” معتبرة أنها “استفزاز” يهدف إلى إفشال خطة عنان. من جهته، دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى “انتقال سلمي للسلطة في سوريا”، وذلك أثناء محادثات مع هولاند في باريس، مشيراً إلى أن النظام السوري فعل كل شيء لإفشال خطة عنان. من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” الذي أعلن الرئيس فرنسوا هولاند عن تنظيمه، سيعقد في 6 يوليو المقبل في باريس. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في استانا أن بلاده ستمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز “تدخلاً خارجياً” في سوريا. وأكد دبلوماسي روسي أن “موسكو ستقبل انتقال السلطة في سوريا على غرار ما حدث في اليمن إذا قرر الشعب السوري ذلك”. وأكدت الصين “رفضها القاطع” لحل الأزمة السورية عن طريق “تدخل عسكري خارجي” أو محاولة “تغيير النظام بالقوة”. وحض المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس المجتمع الدولي على مساعدة الدول التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلادهم. ميدانيا، تواصلت أعمال العنف في سوريا حيث قتل 15 شخصاً بحسب المرصد.