كتب - هشام الشيخ:

أكد الشيخ صلاح الزياني أن اتباع المسلمين لأسباب النصر والتمكين الواردة في القرآن الكريم وإقامة شرع الله في نفوسنا وبيوتنا هو سبيل الأمة لتحرير فلسطين من أيدي الصهاينة، وقال إن المسلمين مطالبون اليوم بالتعرف على معاناة إخوانهم الفلسطينيين في جميع أراضي فلسطين المحتلة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لقضيتهم حتى يستطيعوا الوقوف أمام العدو الصهيوني، سواء -في ذلك- الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس المحتلة.

وأوضح لـ«الوطن” أن الكثيرين لا يعلمون حقيقة أن المسجد الأقصى يعاني من التضييق في وصول المصلين إليه فلا يسمح بدخوله إلا لكبار السن حتى من أهل القدس، وأن فلسطينيي الأراضي المحتلة في عام 1948 يسعون إليه يومياً ويسافرون من مناطق بعيدة من أجل عمارته بالصلاة فيه وإلا خلا المسجد من المصلين، محذراً من تناسي المسلمين للقضية الفلسطينية وتفريطهم في تقديم الدعم الواجب لإخوانهم هناك.

وبين أن الفلسطينيين مازالوا يعيشون ظروفاً معيشية غاية في الصعوبة، حيث يحاصرهم الجدار العازل، والطرق مقطعة بالحواجز ونقاط التفتيش التي يتعرضون فيها للإهانة والإذلال، إضافة إلى تفشي البطالة والمستوى المعيشي المتدني، وترويج اليهود للمخدرات في أوساط الفلسطينيين، كما إن وجود الأيتام وأسر الشهداء -إن شاء الله- كل هؤلاء من يقوم برعايتهم؟ وإذا تخلينا عنهم من ينصرهم إذاً؟

ودعا المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال من العرب والمسلمين إلى إقامة المشاريع الإغاثية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وعدم التخلي عنهم وتركهم يعانون من الاحتلال والاعتماد على المساعدات الغربية.

وحول أسباب النصر والتمكين، أوضح أنها مذكورة في القرآن الكريم وإذا أتى بها المسلمون جاء النصر وإلا تأخر النصر كما هو الحال الآن، يقول الله تعالى: “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور”، وقوله تعالى “ولينصرن الله من ينصره”، وقال لننظر إلى أحوالنا اليوم هل أقمنا الصلاة؟، هل امتلأت المساجد بالمصلين، ورمضان يأتي قريباً وفي أول أيامه نجد المساجد تعج بالمصلين ثم تخلو تدريجياً حتى نهايته، وكثير من الناس لا يصلون إلا في رمضان.

وأضاف: الله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”، وفي الحديث “وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ”، ولو أدى أثرياء المسلمين زكاة أموالهم لما بقي فقير في بلاد المسلمين، في الوقت الذي يعيش فيه 78% من أهل القدس وحدها تحت خط الفقر، والفلسطينيون بشكل عام يعيشون على المساعدات الغربية التي إذا تأخرت أدى ذلك لتأخر رواتبهم ومعاشاتهم.

وأكد ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأحد أسباب تحقيق النصر، وقال كيف يتحقق النصر والمنكرات منتشرة مثل الربا والخمور والزنا. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم “ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله جل وعلا”. وقال إن ذنوب المسلمين هي عدة العدو وزاده في قتاله لهم.

وأشار إلى قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، وذلك بإقامة دينه سبحانه وتعالى وهو شرط لتحقق النصر، وإقامة شرع الله في نفوسنا وبيوتنا، حتى لو كان المؤمنون فئة قليلة مثل ما حصل في بدر، أما في حنين كاد يتحول النصر إلى هزيمة والمسلمون كثرة حين أعجبتهم قوتهم، يقول الله تعالى “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ، ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ”.

ودعا الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام ونبذ المصلحة الحزبية، وحقن الدماء فيما بينهم حيث إن اقتتالهم حرام شرعاً، وهو ما يريده الكيان الصهيوني ويحب أن يحدث.