حذرت رئيسة قسم برامج تعزيز الصحة بالمنطقة الصحية الثالثة والرابعة بإدارة تعزيز الصحة د.كوثر العيد من أن “ذرات الغبار تستطيع نقل أنواع خطيرة من البكتيريا التي يمكن أن تصل لداخل رئة الإنسان عند استنشاقها، مما يؤدي لإصابة الإنسان بالالتهابات الرئوية الحادة، وذلك طبقاً لآخر الأبحاث الطبية الحديثة”.
وشددت د. كوثر، رداً على ما شهدته المملكة من طقس مغبر، على أن “ذرات الغبار وما تحمله من مواد عضوية وغير عضوية بتركيز عالٍ تؤدي لتهيج الجهاز التنفسي العلوي والسفلى، مما قد يزيد من أعراض التنفس لدى المرضى المصابين بأمراض الصدر المزمنة”، لافتة إلى أن “أعداد توافد الحالات المرضية على المستشفيات بسبب أمراض الرئة والأنف والتهاب العينين الرمدي ترتفع بنسب كبيرة خلال العواصف الترابية”.
وكانت البحرين شهدت الأسبوع الماضي طقساً مغبراً شديد الكثافة، فيما تأثرت البلاد برياح شديدة السرعة أثارت الأتربة والغبار في معظم المناطق.
وبّينت د. كوثر أنه “خلال العواصف الترابية يتشبع الهواء بذرات الغبار التي يتعرض لها الجميع بصورة مباشرة، سواء عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر، وتنتج أعراض الجهاز التنفسي عند استنشاق ذرات الغبار”، موضحة أن “ذلك يعتمد كثيرًا على حجم الذرات المستنشقة، حيث إن الذرات الأصغر يكون تأثيرها أكبر في الجهاز التنفسي لأنها يمكن أن تتخطى أجهزة الفرز والتصفية الطبيعية في الجهاز التنفسي في الأنف وتصل لعمق الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية الداخلية والحويصلات، أما الجزيئات الكبيرة فتعلق عادة في الجهاز التنفسي العلوي”، لافتة إلى أن “الأعراض قد تظهر عند الأصحاء بعد يومين من التعرض للغبار، ومن الملاحظ عند حدوث العواصف الترابية زيادة أعراض الحساسية لدى مرضى الحساسية المزمنين “الربو”، والخلاصة إن العواصف الرملية والغبار الشديد قد يسببان آثارًا صحية سيئة على الجهاز التنفسي والعينين، لذلك يجب تقليل التعرض لذرات الغبار بقدر الإمكان”.
ودعت وزارة الصحة المصابين بالربو والحساسية الصدرية إلى اتخاذ التدابير الاحترازية ضد الأجواء المغبرة التي تسود البحرين، وعدم الخروج من المنزل إلا لحالات الضرورة القصوى.
وفي رد على سؤال حول مقاومة التأثير الضار للغبار على الصحة، شددت د.كوثر على أن “أتباع أنماط الحياة الصحية مثل التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، والنوم الكافي كلها أمور تزيد من مناعة الجسم ضد عدد من الأمراض، ومن بينها أمراض الجهاز التنفسي، إضافة لضرورة غسل الوجه بشكل متكرر وغسل الانف والفم لمنع وصول الغبار إلى الرئتين، والإكثار من شرب الماء، وأغلاق النوافذ والأبواب بشكل محكم ووضع فوط مبللة على الفتحات الصغيرة في النوافذ”.
وذكرت تقارير أن “الرياح الشمالية الغربية زادت سرعتها خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة لسيطرة منخفض موسمي تركز بالأجزاء الجنوبية والوسطى من باكستان وامتد حتى منطقة الخليج العربي، ما أدى لهبوب الرياح الموسمية المعروفة محلياً باسم “البارح”، ويستمر هبوبها عادة 40 يوماً قابلة للزيادة أو النقصان”.
ونصحت د. كوثر المرضى المصابين بالحساسية خلال العواصف الرملية “بتجنب البقاء في الأماكن المفتوحة المعرضة للغبار، والانتظام على علاج الحساسية الموصوف لهم من الطبيب، والتواصل مع الطبيب خلال هذه الفترة لتعديل جرعة العلاج إذا تطلب الأمر، أما لقائدي السيارات فيجب عدم الخروج من المنزل، إلا في الضرورة القصوى كالخروج للعمل أو غيره من الأمور الضرورية الملحة، وأن وضع الكمامات أو فوطة أو كلينكس مبلل على الأنف والفم قد يفيد في حالة الخروج، وأثناء القيادة لا بد من توخي الحيطة والحذر للتقليل من الحوادث المرورية كأن يضيء السائق الأنوار التي تنبه السائقين الآخرين لوجود السيارة، وذلك لتعذر الرؤية بسبب الغبار والأتربة”.
وأوضحت التقارير أن “الرياح تتراوح شدتها من نشطة إلى قوية السرعة وتصل إلى شديدة السرعة أحياناً خلال ساعات النهار”، ودعت إدارة الأرصاد الجوية المواطنين ومرتادي البحر إلى “اتخاذ تدابير الحيطة والحذر حفظاً لسلامتهم”.
وحول الأغذية التي تحمي الجسم من أضرار الغبار ويفضل تناولها بعد التعرض للأتربة، نصحت د. كوثر “بتناول الغذاء الصحي السليم والمكون من جميع المجموعات الغذائية بمختلف عناصرها الضرورية لصحة الجسم، وغالباً ما تكون أعراض التعرض للغبار والأتربة هي العطاس المتكرر، والسعال، ووجود البلغم، فننصح ببعض الأطعمة التي تساعد على التخفيف من هذه الأعراض مثل الحليب بالزنجبيل، وهو مفيد لعلاج السعال والبلغم، مع اضافة ملعقة صغيرة من العسل، والحلبة مع العسل لعلاج الحلق والسعال والربو، ومن الفواكه التفاح الذي يساعد على تخفيف السعال”.