عواصم - (وكالات): بث ناشطون شريطاً مصوراً يظهر جنوداً تابعين لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وهم يمثلون بجثث قتلى ثم يفجرونها في قرية الحمامة بمدينة جسر الشغور في إدلب.

وأظهر الشريط المصور فرحة الجنود وهم يدهسون الجثث وقاموا بسبب الذات الإلهية. في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “52 شخصا قتلوا برصاص قوات الامن السورية، فيما خرج الاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة للمطالبة باسقاط النظام، فيما اطلق عليه اسم جمعة “تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار” في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال الاعمال في سوريا على الانضمام للانتفاضة ضد النظام، في الوقت الذي يتحرك فيه الغرب لفرض عقوبات على دمشق من مجلس الامن الدولي تحت مظلة الفصل السابع.

واطلقت القوى الامنية النار على عدد كبير من التظاهرات في مناطق مختلفة لتفريقها، بحسب المرصد السوري وناشطين، ما ادى الى سقوط قتلى واصابات. كما اعتقلت عددا من المتظاهرين. وقال سكان ونشطاء إن “اشتباكات عنيفة بالأسلحة اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين في شوارع العاصمة السورية دمشق في حادث اصبح يتكرر على نحو متزايد في مدينة كانت تعتبر في السابق معقلا قويا لسيطرة الرئيس بشار الأسد، بينما يتعرض حي الخالدية في حمص لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحامه”. واكدت الامم المتحدة ان المراقبين الدوليين وصلوا امس الى مزرعة القبير في ريف حماة وسط سوريا حيث وقعت مجزرة قتل فيها 55 مدنيا بينهم نساء واطفال. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان “بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا ارسلت فرق مراقبين الى بلدتي القبير والرستن للتحقيق ميدانيا”.

وقال المراقبون بعد زيارة قرية مزرعة القبير إن رائحة اللحم البشري المحترق مازالت عالقة في الهواء بينما تناثرت الأشلاء الممزقة في أنحاء القرية المهجورة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الذي يجتاح سوريا دفع المزيد من السكان الى النزوح عن ديارهم. وافاد دبلوماسيون ان الغربيين سيتحركون “سريعا” لتبني عقوبات ضد النظام السوري في مجلس الامن الدولي.

واوضح دبلوماسي غربي “سنتحرك سريعا لمحاولة التوصل الى تبني قرار” يعاقب دمشق، مضيفا “ستطرح مبادرة خلال الايام القليلة المقبلة للتوصل الى تصويت يتضمن اجراءات تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، ما يعني عقوبات”. وتعمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على اعداد مشروع قرار يتضمن التهديد بفرض عقوبات، حسب ما قال دبلوماسي آخر. وقال دبلوماسي غربي “نأمل الا يعارض الروس، والصينيون يبدون اكثر انفتاحا”.

من جهته، دعا عنان الى “زيادة الضغط” على سوريا لتطبيق خطته المؤلفة من 6 نقاط، وذلك في بداية لقاء مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في واشنطن. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مجلس الامن ان اسلحة ثقيلة ورصاص خارق وطائرات دون طيار استخدمت ضد مراقبي الامم المتحدة المنتشرين في سوريا.

من جانبها، اعلنت الحكومة الالمانية انها “صدمت” للمجرزة الجديدة في سوريا وطلبت مجددا رحيل الرئيس بشار الاسد مشددة على “المسؤولية الخاصة” لروسيا. ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي من بيروت الى وقف العنف في سوريا للحؤول دون “انفجار اقليمي يشعل المنطقة”. واعربت روسيا بعد محادثات على مستوى رفيع مع المبعوث الامريكي حول سوريا انه لا علم لديها باي خطط من قبل الرئيس بشار الاسد للتنحي، ولم توجه اي دعوة رسمية اليه للمغادرة.

وقال دبلوماسيون رفيعون انهم اطلعوا المبعوث الامريكي الخاص فريد هوف ان موسكو مستعدة للموافقة على تعديلات في خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الازمة السورية من اجل ابقاء تلك المبادرة حية.

واعلنت فرنسا انها تؤيد مبادرة عنان لتشكيل مجموعة دول جديدة موكلة حل الازمة في سوريا. وذكرت السلطات السويسرية ان سويسرا فرضت سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا تستهدف خصوصا قطاعي المال والنفط والمعادن الثمينة. من جانبه، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الامريكي جو ليبرمان ان شن ضربات جوية على سوريا سيقلب المعادلة ضد الرئيس السوري بشار الاسد، داعيا ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى التحرك في هذا الاتجاه. من جانب اخر، ذكرت تقارير انه من المحتمل ان ينتخب المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، وهو شخصية كردية غير مشهورة، رئيسا جديدا، خلفا لبرهان غليون، ويرجح ان يكون مهمته توسيع وتوحيد اكبر تحالف للمعارضة وجعله اكثر فاعلية.