بيروت - (وكالات): دعا العلامة اللبناني السيد علي الأمين “شيعة العرب إلى الابتعاد عن الحركات السياسية والدينية المرتبطة بشعارات “ولاية الفقيه”، مشيراً إلى أن “الشّيعة في الوطن العربيّ هم جزء لا يتجزأ من الشعب العربي وولاؤهم لأوطانهم ودولهم وأنظمتهم السّياسيّة”.
وأضاف في حوار صحافي “لست خائفاً على الشيعة في الخليج لوجود الرّوابط الدّينية والتاريخية والوطنيّة بينهم وبين شركائهم في العيش الواحد القائم على الإخاء، ولذلك يجب الحفاظ على علاقة الأخوّة في الخليج والوطن العربي بين المسلمين السنّة والشّيعة وسائر المكوّنات الدّينيّة والثقافيّة وتعزيز دور المواطنة في سائر المؤسّسات والدّوائر، وبذلك نُحبط الكثير من المؤامرات الهادفة إلى زرع بذور الفرقة والشّقاق بين أبناء الأمّة الواحدة”.
وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، أوضح العلامة الأمين أن “ما يجري في سوريا من أحداث أليمة قد آلمنا، وقد حصل ذلك بسبب غياب الاستجابة الحقيقية للمطالب المشروعة في الإصلاح والحريات وبسبب اعتماد النظام السوري الحلول العسكرية والأمنيّة وهذا ما أدى إلى تفاقم الأمور التي قد تصل بسوريا إلى ما لا تحمد عقباه وهذا ما لا نتمنّى حصوله لسوريا وأهلها”.
وتابع “لا أرى أن غياب الرئيس الأسد عن المسرح السياسي يؤثّر سلبياً في علاقات الطائفة الشيعية في لبنان مع سائر الطوائف في المنطقة وإن كان سيتأثر بذلك القيادات الشيعية وأحزابها التي ارتبطت علاقاتها بالنظام السوري وهذا ما لا تتحمّله الطائفة الشيعية التي لا تُختزل مواقفها بحزب أو تنظيم أو شخصية قيادية فهناك شريحة كبرى داخل الطائفة الشيعية في لبنان ترفض سياسة “حزب الله” و«حركة أمل” وترفض الارتباط بالسياسة السورية والإيرانية في المنطقة”.
ونفى العلامة الأمين “وجود علاقة بينه وبين قيادات “حزب الله” و«حركة أمل”، مؤكداً أن “العلاقات انقطعت معهم بعد أحداث 7 مايو التي تمّ فيها اجتياح بيروت والتي كنّا قد نهيناهم عنها وبسبب مواقفنا الرافضة لسياستهم اجتاحت عناصر مسلحة من حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري حليف حزب الله وشريكه في أحداث 7 مايو، دار الإفتاء الجعفري في مدينة صور، ولايزالون فيها حتى اليوم ونحن لم نرجع إلى الجنوب منذ ذلك الحين ولم نتمكّن من استرجاع مكتبتنا ومستنداتنا الشخصيّة رغم وجود الدّعاوى القضائيّة”.
وحول إطلاق هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة السعودية بأمر من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز جسراً جوياً وبحرياً إلى لبنان والأردن تحمل مواد غذائية وطبية للنازحين السوريين في البلدين، علق العلامة الأمين قائلاً “لقد تعوّدنا من المملكة العربية السعودية ومن المسؤولين فيها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الوقوف مع الشعوب العربية والإسلامية في الأزمات والمحطّات الصّعبة، ووقوفها إلى جانب إخواننا النازحين السّوريين ليس بالشيء الجديد فنحن في لبنان لم ننس تلك الأيادي البيضاء التي امتدّت من الأشقاء العرب، وخصوصاً من السعودية لمساعدة لبنان في حرب يوليو وما قبلها وما بعدها”.