كأي أنثى كنت أحلم بفارس أحلامي، وعند قرب زواجي شعرت بالفرح والسعادة وبإحساس أنثى، كان يوم زواجي جميلاً، سافرت بعدها مع زوجي لنقضي شهر العسل، تجولنا خلال شهر كامل أرجاء العالم، كانت من أفضل أيام حياتي الزوجية..

بعد شهر من الزواج مباشرة بدأت شهور البصل لا يكاد يوم دون أن يتركنا البصل في حالنا وفي حياتنا الزوجية السعيدة، هذه بداية حياتي بالمر والحلو فيها بين أزمة ونكبة وضيق وهم وحزن وفرح يوم أجد نفسي أسعد زوجة ويوم أتحسر على زواجي وعلى حياتي مع زوجي التعيسة، وهكذا هلم جرا، وللأمانة أحياناً أكون أنا المخطئة وقد ساعدني زوجي بعدم الحوار والصراحة والاعتراف بالخطأ فتخرج من قلوبنا ما يعكر صفو حياتنا الزوجية، لكن بحمد لله وفضلة لم أجد لنفسي سلوى إلا الصبر والاحتساب..

ويوماً صحوت من حلمي وأحسست بإحساس الأنثى وبحاجتي للعاطفة والحنان والحب الحقيقي الذي يتغلغل داخل وجداني وبعدم الاهتمام والرعاية من رجل أعيش معه تحت سقف واحد وقد أعطيته كل حياتي كما أزعم..

سألت نفسي؟ كيف سيتحقق ذلك كله وزوجي بعيداً عني عاطفياً وجسدياً بحجة أن عنده أعمالاً متراكمة يضطره للسفر كثيراً، وإذا وجد في المنزل يقضي معظم وقته في مكتبه وبين أوراقه وكتبه الساعات الطوال كأني غير موجودة بالمنزل..

وأنا بغرفتي وحيدة وبوحدة مملة، بأمس الحاجة كأنثى تتأجج بداخلي مشاعر وأحاسيس إلى رجل بمعنى الرجولة، فأحتاج لحضن دافئ وكلمة لطيفة وعبارة جميلة ولحظة مشاعر وهمسة عطف ونظرة حب..

اقتربت منه يوماً بكل أدب وذوق وبنقاش هادئ سألته لماذا هذا الجفاء!

هل يوجد عندك مشكلة معي!

هل تحتاج مني خدمة!

هل تريد مني شيئاً ولم يعجبك فأغيره!

ثم صارحته بدون خجل، هل تحتاجني كزوجة إن عندي مشاعر وأحاسيسي تجاهك كبيرة وأني بحاجتك كزوج فإن لم تعطني فأين أجدها بالله عليك!!

نظر إلي متعجباً وقال خلاص كبرنا على هذه السوالف الصبيانية كل الأزواج هكذا تمر بهذه المرحلة، واتهمني بأني رومانسية زيادة، ثم تجاهلني وتركني أتلوى بأحزاني خلف عواطفي وأحاسيسي، شعرت أن الحوار قد فشل، لكن كنت إيجابية لم استسلم، وكتمت أحزاني وقلت لعل نفوره عني بأن العيب والسبب أنا، وقررت البدء في رحلة التغيير، غيرت تسريحة شعري، تجملت بأفضل المكياج، اشتريت أفخم العطور، لبست أفخر الملابس، أعدت ترتيب وتنظيم منزلي، أضفت ألواناً جديدة على جدران غرفة نومي بألوان ساحرة وبشموع جميلة، ملأت كل زاوية بالورود والزهور، بدأت أرسل له إلى هاتفة الخلوي كلمات الحب والغرام وبدأت أستقبله بالأحضان داخلاً وخارجاً، وهيأت له المنزل كأننا عرسان..

تفاجأت بعدم اللامباله وببرود بتعامله معي وكأنني لست بأنثى ولم يتحرك له ساكناً، كم تأثرت بحرقة وألم عميق وأنا أواجه الفشل الذريع في حياتي الزوجية، والتمست له الأعذار، لكن الشيطان لم يتركني في حالي وأدخل الشك في مخيلتي وبدأ يوسوس لي بتكهنات ربما أنه متزوج من أخرى، وبدأت أراقب أفعاله وحركاته وسكناته، ويا لتني لم أبحث، قد صعقت فالفاجعة والمصيبة التي حلت بي واكتشفت أنه متزوج من زمن بعيد ولديه طفلان، انتهت قصتي التي هي من نسج خيالي لكن كتبتها بإحساس أنثى، ربما تكون القصة مرت بأنثى أخرى دون نشعر بها..

ومضة

« قالت الزوجة إنّ الموت أرحم من الحياة مع زوج قاتل .. سألها القاضي : هل كان زوجك متهماً بالقتل؟

قالت نعم قتل الحب الذي جمع بيننا.. “

« كم هو شعور جميل إذا أحسست بأنك تعيش حلماً جميلاً أن تعيش هذا الحلم في أرض الواقع “