تعتبر مسألة إيجاد رأس حربة حقيقي مشكلة كبيرة لغالبية المدربين نظراً لندرتهم في الواقع الكروي الحالي، لكن الأمر مختلف مع مدرب المنتخب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي يواجه معضلة تقض مضجعه ومتمثلة بوجود الثنائي المتألق روبن فان بيرسي وكلاس يان هونتيلار في التشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس أوروبا 2012.
والمشكلة التي تواجه فان مارفيك هي أنه يعتمد في طريقة لعبه على مهاجم صريح واحد لكن لا يمكنه أن يحتفظ بفان بيرسي أو هونتيلار على مقاعد الاحتياط بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه اللاعبان مع فريقيهما آرسنال وشالكة حيث توج الأول هدافاً للدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 30 هدفاً والثاني هدافاً للدوري الألماني برصيد 29 هدفاً.
ووجد فان مارفيك نفسه مضطراً إلى إشراك اللاعبين معاً في المباراة الودية التي خسرها منتخبه أمام نظيره البلغاري (1-2) قبل أسبوعين في أمستردام في ظل غياب الجناح الأيمن اريين روبن، فأوكل مهمة رأس الحربة إلى هونتيلار فيما لعب فان بيرسي في مركز الجناح الأيمن.
كان هونتيلار سعيداً بخيار مدربه رغم الخسارة، فيما حاول فان بيرسي أن يكون دبلوماسياً بقوله بعد المباراة: “ألعب في المركز الذي يطلبه مني المدرب. كل واحد لديه دون أدنى شك الرغبة باللعب في المكان الذي يفضله على أرضية الملعب. لدي موقف حيال الطريقة التي يجب أن نلعب بها لكني أحتفظ به لنفسي. لكل عمله: المدرب يختار، واللاعبون يلعبون”.
في المقابل، أشرك فان مارفييك، فان بيرسي أساسياً في المباراة ضد أيرلندا الشمالية في حين جلس هونتيلار على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين قبل أن يشارك في أواخر المباراة.
ثم بادر فان مارفيك إلى التحدث مع هونتيلار في اليوم التالي وكشف له بان لاعب آرسنال الإنجليزي روبن فان بيرسي سيكون المهاجم الأساسي في الجولة الأولى أمام الدنمارك.
ولم يكن هونتيلار بطبيعة الحال سعيداً بقرار مدربه خصوصاً بعد تألقه في التصفيات المؤهلة إلى البطولة القارية (12 هدفاً) وخلال الموسم المنصرم من الدوري الألماني (29 هدفاً)، وهو قال لوكالة الأنباء الهولندية “اي ان بي” “قلت سابقاً إني أشعر بالخيبة والاستياء وفي الوقت الحالي أفضل مواصلة بذل جهدي في التمارين. ليس هناك أي فائدة من التحدث (بالمسألة)”.
وكان هونتيلار يمني نفسه بأن يكون المهاجم الأساس للمنتخب خلال كأس أوروبا التي تنطلق اليوم، وذلك لأن فان مارفييك يعتمد على رأس حربة وحيد، كما كانت الحال في مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين أشرك فان بيرسي أساسياً لكنه خيب الآمال بتسجيله هدفاً واحداً في العرس الكروي الذي وصل خلاله الهولنديون إلى المباراة النهائية قبل الخسارة أمام إسبانيا (صفر-1 بعد التمديد).
من المؤكد أن فان بيرسي كسب الفصل الأول من المعركة مع هونتيلار لكن الأمور قد تتغير بعد المباراة الأولى خصوصاً إذا لم يقدم فان بيرسي المردود المطلوب منه.