وارسو - (أ ف ب): يبدو أن العنصرية قررت أن تكون من العناوين الأساسية لنهائيات كأس أوروبا 2012 حتى قبل انطلاق صافرة البداية مساء أمس الجمعة، وذلك بعد التصريح الذي أدلى به قائد المنتخب الهولندي مارك فان بومل حيث استنكر “صرخات القرود” التي وجهها بعض الحاضرين في المدرجات خلال تمارين “البرتقالي” في كراكوفا البولندية. «لقد سمعنا جميعاً صرخات القرود (خلال حصة تمارين مفتوحة أمام الجمهور في كراكوفا)، لا يمكننا أن نقبل بهذا الأمر”، هذا ما قاله فان بومل إلى الصحيفة الهولندية “دي تيليغراف”، مضيفاً “إذا واجه أحد منا هذه الصرخات خلال البطولة سنتوجه مباشرة إلى الحكم من أجل أن نطلب منه التدخل”.

وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاحقاً بياناً أشار فيه إلى علمه بالمخالفات العنصرية الفردية التي حصلت خلال تمارين المنتخب الهولندي لكنه لم يتلق أي شكوى رسمية من الأخير. وتسبب مهاجم المنتخب الإيطالي ماريو بالوتيلي، الغاني الأصل، بجدل حول ما يجب على اللاعبين السود القيام به في حال تعرضهم لهتافات عنصرية، وذلك بتصريحه لمجلة “فرانس فوتبول” بأنه سيترك الملعب في حال اختبر أمراً مماثلاً خلال كأس أوروبا. ورد بلاتيني على ما قاله بالوتيلي، قائلاً “وحده الحكم باستطاعته إيقاف المباراة، سيحصل (اللاعب) على إنذار في حال قرر ترك الملعب بقرار شخصي”.

وتابع هارت، زميل بالوتيلي في مانشستر سيتي: “آمل أن لا نختبر هذا الامر بتاتاً. لكن القرار يعود إلى الحكم. لا يمكن أن يطبق كل منا قوانينه الخاصة، إذا قرر الحكم ترك الملعب فسنلحق به. نصحيتنا هي الإكمال (المباراة) ورؤية كيف سيتصرف الحكم. ليس من واجبنا الانشغال بهذه المسألة. إنه أمر من صلاحية الحكام والاتحاد الأوروبي لكرة القدم”. وكان الإنجليز أول من يتخذ قرارات بشأن مسألة العنصرية في كل من بولندا وأوكرانيا، إذ انضمت عائلة لاعب “الأسود الثلاثة” الواعد اليكس أوكسلايد-تشامبرلاين إلى عائلة زميله في آرسنال تيو والكوت وقررت عدم السفر معه تخوفاً من التهديدات العنصرية. وكان مدرب إنجلترا الجديد روي هودجسون استدعى أوكسلايد-تشامبرلاين البالغ من العمر 18 عاماً فقط إلى التشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس أوروبا، لكن لاعب وسط آرسنال الشاب لن يحظى بمساندة عائلته لأنها قررت عدم مرافقته تخوفاً من التحذيرات التي أطلقتها السلطات البريطانية حول احتمال حصول اعتداءات عنصرية من قبل بعض المجموعات في كل من بولندا وأوكرانيا. ويتخوف المسؤولون من حصول اعتداءات عنصرية في أوكرانيا بالذات حيث تلعب إنجلترا مبارياتها في الدور الأول أمام فرنسا والبلد المضيف في دانييتسك والسويد في العاصمة كييف.