عواصم - (وكالات): أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 40 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية بينهم 12 امرأة وطفلاً في قصف على درعا جنوب البلاد، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الجيش محاولتها السيطرة على الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص كما قصفت حياً سكنياً في درعا، وتواصل التصعيد في منطقة اللاذقية وأضاف المرصد “بلغت حصيلة الضحايا في المناطق السورية 47 قتيلاً هم 40 مدنياً و4 مقاتلين معارضين و3 عسكريين. من ناحية أخرى، تمسكت روسيا بدعوتها إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة إيران، رغم رفض العديد من الدول الغربية لهذه المشاركة، وجددت رفضها لأي استخدام للقوة من جانب الأمم المتحدة ضد نظام بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو “ندعو إلى مؤتمر حول سوريا لتطبيق خطة كوفي عنان”، مشدداً على ضرورة دعوة كل الدول ذات التأثير في سوريا بما فيها إيران. واقترح لافروف مشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، إضافة إلى أعضاء جامعة الدول العربية والدول المجاورة لسوريا بما فيها إيران، رغم أن عدداً من الدول الغربية أعلنت في الأيام الأخيرة رفضها مشاركة طهران. وكانت باريس وواشنطن ولندن رفضت إشراك إيران في مؤتمر حول الأزمة السورية، وذلك خلال اجتماع دولي بحث هذه الأزمة في إسطنبول. واتهمت الولايات المتحدة ومثلها المجلس الوطني السوري المعارض، إيران بالتدخل في الشؤون السورية عبر تزويد دمشق بالمساعدات العسكرية. من جهة أخرى، ذكر لافروف أن موسكو لن توافق على طلب استخدام القوة ضد سوريا في الأمم المتحدة، معتبراً أن مبادرة من هذا النوع “ستؤدي إلى نتائج خطيرة تشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها”. وقال إن أي تدخل عسكري في سوريا “يهدد بقيام منطقة مزعزعة الاستقرار من المتوسط إلى الخليج” وقد يفضي إلى “مواجهة سنية شيعية” في المنطقة. وسبق أن عطلت موسكو قرارين لمجلس الأمن الدولي يدينان القمع الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه، وتواصل بيع أسلحة لدمشق رغم احتجاج القوى الغربية والمنظمات غير الحكومية. لكن لافروف أوضح أن موسكو اتخذت مسافة من الأسد في الأسابيع الأخيرة ولن تمانع تنحيه إذا قرر الشعب السوري ذلك. وقال في هذا السياق “إذا توافق السوريون أنفسهم على هذا الأمر، لا يمكننا إلا أن ندعم بسرور حلاً مماثلاً”، وذلك في وقت تستمر مطالبة الدول الغربية بتنحي الرئيس السوري. ميدانياً، واصلت القوات السورية النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص كما قصفت حياً سكنياً في درعا، وفقاً للمرصد السوري. وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المعارك في الحفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية. وقال ناشطون في اللاذقية إن عشرات سيارات الإسعاف تنقل المصابين في صفوف القوات النظامية من خطوط المواجهات إلى المدينة. وبحسب عبدالرحمن فإن المنشقين الذين يقاتلون في الحفة، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، يتحصنون في مواقعهم ويستحكمون في استهداف القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم. من جهة أخرى، نقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي لم يسمه أن “المجموعات الإرهابية المسلحة” أحرقت المشفى الوطني في الحفة ومديرية المنطقة، وأنها “تهجر الأهالي من منازلهم وتسطو عليها وتنهبها”. وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصلت القوات النظامية قصفها ومحاولتها السيطرة على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ أشهر. وتحدث ناشطون في تنسيقيات حمص القديمة عن احتمال وقوع “كارثة إنسانية” إذا بقيت الأمور على حالها، مشيرين إلى عدم وجود مشاف لاستقبال الجرحى. وطالبوا المراقبين الدوليين بالتوجه إلى المدينة. وتتعرض مدينة تلبيسة الخارجة هي أيضاً عن سيطرة النظام لقصف الجيش الذي يشتبك منذ أيام مع المنشقين المتحصنين فيها. وفي درعا جنوب البلاد، قتل 18 شخصاً بينهم 12 من النساء والأطفال في قصف الجيش السوري على حي سكني في درعا كما أفاد المرصد. وقال المرصد إن القصف الذي استهدف حياً سكنياً في المدينة أدى إلى سقوط عشرات الجرحى إصابات عدد منهم خطيرة. من جهة أخرى، تجتمع الهيئات القيادية للمجلس الوطني السوري في إسطنبول لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الأكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه برهان غليون. وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس يوصف بأنه رجل “تصالحي” و«نزيه” و«مستقل”، ما لم تحدث مفاجأة. وفي سياق آخر، أعلن خاطفو الزوار اللبنانيين الشيعة في سوريا أنه لن يتم الإفراج عن هؤلاء قريباً، وفق شريط فيديو بثته السبت قناة “الجزيرة” القطرية. وأورد بيان تضمنه شريط الفيديو أنه “سيتم تسليم الضيوف عبر الدولة المدنية في سوريا بعد النظر في قضيتهم بالبرلمان الديمقراطي الجديد”. وتدارك البيان “نظراً للظروف الراهنة من الممكن المشاورة لتسليمهم إلى الدول المجاورة لسوريا بدون استثناء”، مكرراً أن الخاطفين يطلبون من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الاعتذار عن الدعم الذي يقدمه تنظيمه للرئيس السوري بشار الأسد”.