أعاد المنتخب الدانماركي مفاجأته في كأس الأمم 1992 عندما حقق لقب البطولة إلى الأذهان واستطاع الفوز 1-0 على المنتخب الهولندي في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب ميتاليست بمدينة خاركيف بأوكرانيا، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية بكأس الأمم الأوروبية. وبهذه النتيجة يتصدر المنتخب الدانماركي المجموعة برصيد ثلاث نقاط وفي جعبته هدف، قبل لقاء ألمانيا والبرتغال بدقائق معدودة.

تسيّد المنتخب الهولندي معظم فترات المباراة ولكن تفوق المنتخب الدانماركي تكتيكياً حيث فرض أسلوب لعبه على خصمه وأجبره على الخروج مهزوماً رغم أن التوقعات كانت تصب في مصلحة وصيف بطل العالم. أحرز هدف المباراة الوحيد مايكل كرون ديلي (د 24).

المنطق فرض نفسه بقوة على بداية المباراة، حيث وضح تقهقر الدانماركيين في منتصف ملعبهم والدفاع بتسعة لاعبين عندما يمتلك لاعبو هولندا الكرة، وتركوا بيندتنر بمفرده في المقدمة مع عودة ثلاثي الوسط دهلي، وإيركسن، وروميدال إلى الخلف لمعاونة خط دفاعه أمام غزوات الهجوم الهولندي، فوضحت فجوة بين منتصف وهجوم الدانمارك. بينما اعتمدوا على تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة عند امتلاكهم الكرة من خلال انطلاقات دهلي وإيركسن.

في المقابل اندفع لاعبو هولندا للهجوم لإحراز هدف التقدم مبكراً معتمدين على مثلث الهجوم المرعب بيرسي، وروبن، وشنايدر. وبالفعل تعددت العرضيات من الجهة اليمنى التي يشغلها روبن، ولكن الدفاع الدانماركي المنظم استطاع القضاء على خطورة هذه الكرات فذهبت تسديدة بيرسي بجوار القائم الأيمن في الدقيقة السابعة، وبعدها بدقيقتين يرسل بيرسي بينية لشنايدر الذي يلعبها ضعيفة برأسه، لتصل سهلة للحارس أندرسين.

التمريرات المتقنة السريعة كانت الوسيلة التي اعتمد عليها لاعبو الدانمارك للانتقال سريعاً للمناطق الهجومية، وعند الدقيقة 24 نفذ لاعبو الدانمارك أول هجمة منظمة من الجهة اليسرى لتصل الكرة لمايكل كرون دهلي أفضل لاعب في الشوط، وراوغ ثلاثة لاعبين في لعبة واحدة وسددها مباشرة بين قدمي ستكلنبيرج حارس هولندا محرزاً الهدف الأول للدانمارك.

حاول أصحاب الزي البرتقالي الانتفاض سريعاً لإحراز هدف التعادل قبل نهاية الشوط، ولكنهم لم يستغلوا الفرص القليلة التي أتيحت لهم بسبب التسرع، وكان أخطرها في الدقيقة 36 عندما استغل روبن التمريرة الخاطئة من الحارس أندرسين، لينطلق بها وسددها بيسراه لكن القائم الأيمن تصدى لها بديلاً عن الحارس لينتهي الشوط الأول بتقدم الدانمارك بهدف. وضحت تعليمات بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الهولندي بين شوطي المباراة، حيث طلب من لاعبيه ضرورة الضغط المتواصل والتسديد من خارج منطقة الجزاء، وهو ما وضح خلال الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني حيث توالت التسديدات من فان بيرسي ثم فان بوميل ثم إبراهيم أفيلاي، لكن الحارس أندرسين تألق في الذود عن مرماه. وفي المقابل جاءت تعليمات مورتن أولسن المدير الفني للمنتخب الدانماركي للاعبيه بضرورة اللعب بدفاع المنطقة، والاعتماد على الهجمات السريعة.

ولم يجد فان مارفيك المدير الفني لهولندا سوى الدفع بجميع الأوراق الهجومية داخل الملعب فدفع بلاعبين في الدقيقة 70 من اللقاء هما فان دير فارت وهونتلار بدلاً من أفيلاي ودي يونج. وعلى الجانب الآخر أراد أولسن المدير الفني للدانمارك تأمين دفاعاته فدفع بلاعب وسط له نزعة دفاعية هو لاسه شوني بدلاً من كريستيان ايركسن.

حاول لاعبو المنتخب الهولندي الخروج متعادلين على أقل تقدير من هذه المباراة وأضاع هونتلار هدفاً مؤكداً عندما انفرد بالحارس الدانماركي أندرسين ولكنه لعبها في جسده مهدراً أخطر فرص هولندا في الشوط الثاني بينما يواصل المنتخب الدانماركي تألقه التكتيكي في الدفاع لتنتهي المباراة بفوزهم على هولندا بهدف نظيف.