أكد خطباء الجمعة أن التماهي بين طلب سفير إيران في الكويت إجراء استفتاء شعبي قبل إعلان الاتحاد الخليجي، ودعوة أمين عام الوفاق علي سلمان إلى استفتاء لشعب البحرين قبل إعلان الوحدة الخليجية، هو تناغم في المواقف الطائفية، واستمرار لتلقي من تسمي نفسها المعارضة في البحرين تعليماتها من طهران، مشيرين إلى أن “إنفاذ القانون وقطع رؤوس الفتنة ضرورة لإنهاء الأزمة قبل دخول أي حوار يريده البعض مستثنياً ومقصياً لجزء كبير من شعب المملكة”.

وطرح الخطباء مجموعة مبادئ تحكم إنهاء الأزمة لمصلحة الجميع بينها “سرعة الحل، أخذ زمام المبادرة والعمل على الإصلاح، إيقاف جميع أعمال العنف وإدانتها، الحفاظ على الانتماء العربي والإسلامي في وقت اتضحت مخططات تريد غير هذا الانتماء، تطبيق القانون من غير تمييز ضد أي طرف أولاً على حساب طرف آخر، عدم تقديم المكافآت للمخربين والمتآمرين على الوطن والمواطنين، اعتراف كل الأطراف ببعضها البعض على أساس المشاركة في الوطن”.

وقالوا إن “إصرار بعض الأطراف على أنهم المعنيون وحدهم بمستقبل البحرين وأنهم هم الشعب وأن غيرهم ليس له هذه الصفة، ومحاولتهم تمييز المواطنين على أساس المذهب هو استكبار يوضح المقاصد بأنهم يريدون دولة دينية مفصلة على مقاييسهم”.

وأكد الخطباء ضرورة “إبقاء الحل بأيدي البحرينيين ورفض أي تدخل القوى الخارجية أياً كان انتماؤها قريبة أو بعيدة، في وقت تستمر بعض القوى الخارجية بمساندة المعتدين على الوطن والمواطنين للإبقاء على الأزمة”.

ودعوا إلى “الوقوف إلى جانب الشعب السوري والمقاومة معه رسمياً وشعبياً ومادياً ومعنوياً وبكل الوسائل ودعم صمودهم في وجه العدوان الذي يتعرضون له على يد النظام السوري وأعوانه”، مؤكدين ضرورة “فتح المعابر أمام الأفراد والمساعدات والإغاثة فوراً”.

وأهاب الخطباء بأولياء الأمور توجيه أبنائهم لـ«استغلال العطلة المدرسية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وتجنب كل ما هو ضار في أخلاقهم ودينهم”.

وخلصوا إلى ضرورة أن “يمارس الشعب حقه عبر الاستمرار في المطالبة بالتحقيق في التجاوزات التي كشفها تقرير الرقابة المالية”.

تطبيق القانون أولى من الحوار

واعتبر الأستاذ المساعد بجامعة البحرين الشيخ الدكتور ناجي العربي خطيب جامع العجلان بعراد أنه “كان من الأولى بالدولة أن تسارع بتطبيق القانون والعدالة وتنفيذ الأحكام الصادرة من القضاء دون مماطلة أو تأخير، وأن تقطع رؤوس الفتنة في البلاد حتى تستطيع الحكومة إنهاء الأزمة، قبل الدعوة إلى أي حوار”، مطالباً الدولة بـ«تحمل الأمانة وعدم التهاون في فرض القانون”.

وأوضح أن “من صور تضييع الأمانة ما حدث في الأسبوع المنصرم من إغلاق لبعض الطرق الرئيسة إغلاقاً جزئياً”، مؤكداً أنه “ينبغي على الشعب ممارسة حقه عبر الاستمرار في المطالبة التحقيق في التجاوزات التي كشفها تقرير الرقابة المالية، وعلى مجلس النواب التحرك في هذا الاتجاه ومراعاة مصالح المواطنين والدفاع عن مكتسباتهم بكل قوة وشراسة”.

ودعا الوالدين إلى الانتباه لـ«تربية الأولاد والبنات، خاصة في الفترة القادمة من إجازة الصيف،” حاثاً “الطلبة والطالبات إلى اغتنام الإجازة في كل ما هو مفيد ونافع لهم، مع الاستمتاع بكل ما أباحه الشرع الحنيف من وسائل الترويح والتسلية في ضمن الآداب الإسلامية المطلوبة، والابتعاد عن كل ما هو ضار في أخلاقهم ودينهم”.

بدوره، أكد علي مطر خطيب جامع أبي بكر الصديق ضرورة تحري المسلم صحة ما ينقله وينسبه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من أحاديث خاصة فيما يتم تناقله في وسائل الاتصال الحديث، مشيراً إلى أن الكذب على الله ورسوله ظلم عظيم وخطيئة كبيرة، ومظهر من مظاهر النفاق والخذلان، وتطاول على الله تعالى، وإضلال للعباد، وصدٌّ عن دين الله الحق.

مبادئ تنهي الأزمة

من جانبه، طرح الشيخ الدكتور عبداللطيف محمود آل محمود في خطبته بجامع عائشة أم المؤمنين مجموعة من المبادئ تحكم إنهاء الأزمة لمصلحة الجميع بينها أنه “كلما كان الحل سريعاً كانت استفادت الأطراف أكثر وإذا أبت بعض الأطراف القبول بالحلول المطروحة فالخسارة عليها تكون أكثر، على قيادات الأمة من الدينيين والسياسيين ورؤساء الجماعات والحكماء والعقلاء والجماعات من جميع الأطراف أخذ زمام المبادرة والعمل على الإصلاح، إيقاف جميع أعمال العنف وإدانتها”.

وأكد آل محمود أن “الحفاظ على انتمائنا العربي والإسلامي في هذا الوطن أصل ثابت لا نتزحزح عنه ولا تفريط فيه، فقد اتضحت المخططات التي تريد أن تلحقنا بغير انتمائنا العربي والإسلامي، والسياسة لا دين لها ولا مذهب لها ولا أخلاق لها، وبعض الأنظمة التي تدعي الإسلامية يقاسي منها أهلها من المسلمين ومن العرب الأصليين الذين ينتمون إلى تلك الأرض أسوأ المعاملة حتى في حقوقهم الدينية وتميز بينهم على أساس انتمائهم العرقي”.

ودعا إلى “عدم تقديم مكافأة للظالمين الذين قاموا بأعمال التخريب والتآمر على الوطن والمواطنين ولمن بث الحقد والكراهية في النفوس”، مؤكداً ضرورة “اعتراف كل الأطراف ببعضها البعض على أساس المشاركة في الوطن لتنتهي الأزمة”.

وقال آل محمود إن “إصرار البعض أنهم هم المعنيون وحدهم بمستقبل البحرين وأنهم هم الشعب وأن غيرهم ليس له هذه الصفة أو محاولة التمييز بين المواطنين على أساس المذهب فهؤلاء أصلاء وأولئك دخلاء، هو الاستكبار على بقية الأطراف، وهذا الاستكبار يوضح المقاصد بأنهم يريدون دولة دينية مفصلة على مقاييسهم”.

وخلص إلى أن ما نريده “أن يكون الحل بأيدينا لا بأيدي غيرنا، ولذلك لا نريد أن يتدخل بيننا أحد من القوى الخارجية أياً كان انتماؤها قريبة منا أو بعيدة عنا. وإننا نرى رأي العين بعض القوى الخارجية تساند المعتدين على الوطن والمواطنين وهؤلاء يعتمدون على مساندتهم لهم للاستمرار في إبقاء الأزمة”، مشيراً إلى أنه “من المهم الوصول إلى ضمانات لعدم العودة لمثل هذا التأزيم بعد كل فترة من الفترات كما هدد بعض الأطراف بها، وذلك لمصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن”.

الحقد في “التواصل الاجتماعي”

من جهته، اعتبر خطيب جامع الفاتح فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان أن “ما نزل بالأمم والشعوب من ذل وهوان، وآلام وعقوبات وفتن ومصائب وحروب، بسبب الذنوب والمعاصي وكفران النعم، والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي، وترك الأوامر والنواهي، محذراً مما تقذفه القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية والوسائل الإعلامية وخاصة التواصل الاجتماعي من دعوات للحقد والبغضاء والتناحر والشقاق والنفاق.

وحول الأوضاع في سوريا، قال عبدالله الحسيني خطيب جامع خليفة بن موسى إنه “بينما يستعد أبناؤنا للبرامج والأنشطة الصيفية، هناك من يستعد للمذابح والمجازر ضد الإنسانية بينما نسعى لرسم الابتسامة على وجوه الأبناء، هناك من يسعى لنحر وحرق وقصف وإبادة الأطفال الأبرياء في شامنا الجريحة”.

ودعا إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري والمقاومة معه رسمياً وشعبياً ومادياً ومعنوياً وبكل الوسائل دون استثناء والقيام بكل ما من شأنه دعم صمودهم في وجه العدوان الأسدي وأعوانه خاصة فتح المعابر أمام الأفراد والمساعدات والإغاثة فوراً.

تناغم طائفي

وقال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة بالمنامة فــؤاد إبراهيم عـبيد إن “سفير إيران في الكويت طالب باستفتاء شعبي قبل إعلان الاتحاد الخليجي، وعلي سلمان في البحرين طالب باستفتاء لشعب البحرين قبل إعلان الوحدة الخليجية.. كل هذا التناغم في المواقف الطائفية، لايزال البعض ينفي التنسيق الإيراني”.

وأضاف عبيد أن “أحداث البحرين وسوريا كانتا الفاضحتين، فهما كشفتا وعرّتا الطوابير والأذناب والطراطير الصفوية في بلادنا، تلك الطراطير التي كانت تتخفّى خلف التقيّة وحقوق الإنسان والمظلومية، كشفتهم الأحداث الأخيرة، حيث لم يكونوا سوى عبيد يرضعون العمالة على شاشات التلفاز وفي فنادق جنيف والدنمارك وواشنطن، في وقت تستمرّ الأحداث، وها هي المجازر في سوريّا تتواصل، حتى بلغت القلوب الحناجر”.

وأشار إلى أن تلك الكوارث لم تفضح أولئك فقط، وإنّما فضحت من أشباه الرّجال، ممّن يخرجون على الشاشات يلبسون لباس الدّين، وهم في حقيقتهم أبشع المصائب التي ابتليت بها الأمّة ولقد فضحت العملاء والخبثاء، كما فضحت حقيقة من يقود أمتنا وهم ليسوا أهلاً لها”.

وقال الشيخ عبيد إن “الانفتاح الديني السعودي والتوجه نحو المزيد من تعزيز نهج الوسطية والاعتدال سمةٌ أصبحت هي الغالبة الآن في المملكة العربية السعودية الشقيقة بفضل ثقافة جديدة استطاع خادم الحرمين الشريفين أن يزرعها ويحصد ثمارها في السعودية”.