كتب - علي محمد: تشهد بطولة يورو 2012 صراع محموم للظفر باللقب خاصة مع تأهل معظم كبار القارة العجوز، وتقارب المستويات لأبعد الحدود، مما يجعل للتفاصيل الصغيرة كلمتها المسموعة في تحديد وجهة الفائز، ومن أبرز هذه التفاصيل خاصية الكرات الثابتة، والتي تزخر المنتخبات المشاركة بنخبة من أبرع المنفذين لها. فيما يلي بعض من أبرز مسددي الركلات الحرة: كريستيانو رونالدو من منا لا يعرف طريقته الشهيرة للاحتفال بعد كل صاروخ يطلقه؟ لذا لم يكن غريباً صدور تصريحات كتلك التي أطلقها مساعد مدرب المنتخب الألماني هانز فليك، عندما نصح لاعبي المانشافت بارتداء خوذات تقيهم شر تسديدات كريستيانو الصاروخية، التي يعتبرها الكثيرون الأقوى في العالم، نظرا، لسرعتها المتناهية و التي تتجاوز الـ 110 «كم» في الساعة بحسب الخبراء وهي سرعة تضاهي سرعة فهد «الشيتا» أسرع الكائنات على وجه الأرض، مما يجعل مهمة الحراس شبه مستحيلة للتصدي لها، نظراً لتمايل الكرة وتغير اتجاهها في الهواء أكثر من مرة. الجدير بالذكر أنَّ النجم البرتغالي تمكن من إحراز 4 أهداف من ركلات ثابتة، خلال الموسم الكروي المنصرم مع فريقه ريال مدريد الإسباني. ويسلي شنايدر على الرغم من الملامح الطفولية المرتسمة على وجه زهرة التوليب الهولندية، إلا أن شنايدر يمتلك تسديدات تلدغ على حين غرة كالعقرب تماماً. لاعب الوسط الهولندي قد لا يمتلك الشعبية ذاتها التي يحظى بها كريستيانو رونالدو ولكن لا يمكن لأحد الانتقاص من قدراته الهائلة في إطلاق الصواريخ البعيدة المدى والتي قلما تخطىء مسارها الذي حدده لها سلفاً. شنايدر الذي قدم موسماً خرافياً عام 2010حمل فيه على عاتقه أحلام وآمال إنترميلان ومنتخب الأورانيا بكل جدارة واقتدار يتميز بقدرته الفائقة على إرسال الكرات المقوسة وتوجيهها لتفادي حوائط الصد ولعل آخرها الهدف الذي أحرزه في شباك منتخب إيرلندا الشمالية في آخر مباريات الطواحين قبل انطلاقة منافسات كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012». أندريا بيرلو هادئ، ممتع، أنيق، باختصار هو كل ما تحمله كلمة مايسترو من معاني. قبل عام تقريباً قلل البعض من أهمية بيرلو معللين الأمر بتراجع مستواه وتقدمه في السن، إلا أنَّ رد المايسترو جاء على طريقته الخاصة بعدما قاد فريقه الجديد يوفنتوس إلى معانقة درع الدوري بعد سنوات عجاف مرت على زعيم الطليان. بطبيعة الحال لا يعول بيرلو على القوة كثيراً أثناء تنفيذه للضربات الثابتة بقدر اعتماده على الدقة وركن الكرة في أقصى زاوية ممكنة. ستيفن جيرارد: ربما تفتقد انجلترا فرانك لامبارد أحد أبرع مسددي الكرات الثابتة في العالم في الوقت الراهن، بداعي الإصابة إلا أنها لن تفقد هذا السلاح قطعاً بوجود منفذ لا يقل جودة و كفاءة في المجال وهو معشوق الأنفيلد رود ستيفن جيرارد. وما يميز جيرارد عن البقية تميز تسديداته بالقوة والدقة في آن واحد، كما تتميز الركلات الحرة التي ينبري لها بالتنوع، حيث يجيد قائد الأسود الثلاثة التسديدات الكلاسيكية القوية بمقدمة القدم، أو حتى إطلاق الكرات الملتفة العالية منها والأرضية بباطن القدم بدقة متناهية، قلَّ نظيرها في الوقت الراهن مما يجعل من تسديداته ماركة خاصة. تشافي هيرنانديز لم يخطئ من اسماه بـ «المهندس»، فوراء كل كرة يرسلها غاية يدركها في نفسه، يتميز بدهائه وخياله الخصب مما يجعله منبعاً للفن والإبداع الكروي. يعرفه الكثيرون بإهدائه للفرص لزملائه على طبق من ذهب، ولكن ما قد يغفله البعض أنْ تشافي مسدد بارع للكرات الثابتة وهذا ما تؤكده الإحصائيات ولغة الأرقام، التي لا تكذب و لا تجمل. تشافي وإن كان مركزه يعفيه من مهمة التسجيل، إلا أنه يمتلك معدلاً جيداً في هذا الشأن، ولاشك أنَّ العامل الأبرز يعود إلى كراته الثابتة التي ينفذها بدقة وبراعة في شباك الخصوم.