بكين - (وكالات): أعلنت المنظمة الدولية للنقل الجوي «اياتا» أمس أن أرباح شركات الطيران في العالم ستنخفض هذا العام إلى 3 مليارات دولار (2.4 مليار يورو)، بتراجع نسبته 62% متأثرة بخسائر الشركات الأوروبية. وتؤكد المنظمة -التي تضم كل شركات الطيران- بذلك تقديرات أعلنتها في مارس في القطاع العالمي، إلا أنها ضاعفت تقديراتها للخسائر المتوقعة للشركات الأوروبية التي ستبلغ 1,1 مليار دولار (880 مليون دولار)، مقابل 600 مليون دولار في التقديرات الأساسية. وقال مدير المنظمة، توني تايلر في افتتاح الاجتماع السنوي العام الذي يستمر يومين في بكين، إن تراجع الأرباح للسنة الثانية على التوالي بعد تلك التي سجلت العام الماضي وبلغت 7.9 مليار دولار و15,8 مليار في 2010، ناجم إلى حد كبير عن أزمة الديون السيادية الأوروبية وارتفاع أسعار النفط. وأكد تايلر أمام حوالي 650 مندوباً من 242 شركة أعضاء في المنظمة من ممثلين لشركات إنتاج الطائرات وشركات خدمات في القطاع، أن الأرباح العالمية ضئيلة، مشيراً إلى «سنة صعبة جديدة». وأوضح تايلر أن كل شركات النقل الجوي تعاني من الأسعار المرتفعة للمحروقات ومن المخاوف المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية، لكن الوضع يختلف من منطقة إلى أخرى. وتابع: «يفترض أن تنمو حركة نقل الركاب خلال العام الجاري إلى 2.966 مليار مقابل 2.835 السنة الماضية بفضل الوضع الجيد للقطاع في آسيا وأمريكا اللاتينية حيث الاقتصادات كانت الأكثر متانة». وتأثر الشرق الأوسط الذي لن تتجاوز الأرباح المتوقعة فيه 0,4 مليار دولار، بالأزمة الأوروبية بينما ستسجل أمريكيا اللاتينية تحسناً طفيفاً بارتفاع أرباحها من 0.3 إلى 0.4 مليار دولار. من جهة أخرى، تخوض شركات صناعة الطائرات العالمية المجتمعة في العاصمة الصينية بكين -معركة للفوز بطلبيات الشراء- ما يضع كبرى شركات القطاع في العالم في مواجهة وسباق للفوز بصفقات قيمتها 50 مليار دولار. وتغطي الصفقات المحتملة جميع قارات العالم وشتى أنواع الطائرات من طائرات الركاب إلى الطائرات العسكرية وطائرات رجال الأعمال الفاخرة، مما يحمي العاملين في قطاع صناعة الطائرات من تداعيات التباطؤ الاقتصادي الناجم عن أزمة ديون أوروبا. وقال محللون إن على «إيرباص» الأوروبية و»بوينج» الأمريكية أكبر شركتين لصناعة طائرات الركاب في العالم أن تقدما تخفيضات ضخمة للتغلب على عدم التيقن الاقتصادي السائد وبصفة خاصة في طرز الطائرات التي في الخدمة منذ وقت طويل وأيضاً للدفعات الأولى من الطائرات الجديدة مثل 787 دريملاينر. ومن المتوقع أن تفوز «بوينج» بسباق الطلبيات السنوي المحتدم بشدة وذلك للمرة الأولى منذ 2006 مع مواكبتها لقرار منافستها «ايرباص» تحديث الطائرات متوسطة المدى مما سيحقق وفراً كبيراً في استهلاك الوقود في طائرات ايرباص ايه 320 وطائرات بوينج 737. واستعدت الشركتان الكبيرتان أيضاً في وقت مبكر وبشكل جيد لمعرض فارنبورو للطيران الشهر القادم مع الإعلان عن صفقات بقيمة 14 مليار دولار في الـ3 أيام الأخيرة. وتتبادل «بوينج» و»إيرباص» الاتهامات بشن حرب أسعار للفوز بمئات الطلبيات فيما يتعلق بتحديث الطائرات ايه 320 نيو و737 ماكس. ويقول محللون إن أسعار الطائرات تواجه ضغوطاً هذا العام. وعلى الرغم من أن تحديث تلك الطائرات يوفر 15% من استهلاك الوقود وهو ما يشكل أعلى تكلفة في صناعة النقل الجوي، إلا أن معظم شركات الطيران مازالت تواجه ضغوطاً مالية وأرجأ بعضها تسلم طائرات لدعم سيولتها النقدية. وتتوقع شركات الطيران المجتمعة في بكين أن تسمع من الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» أنه أبقى على توقعاته لأرباح القطاع في عام 2012 دون تغيير عند 3 مليارات دولار، لكن القلق يتزايد مع مناقشة أوروبا حزمة إنقاذ جديدة وتباطؤ الاقتصاد في الصين. وتجري شركات صناعة الطائرات الكبرى مفاوضات في بكين على هامش اجتماع «اياتا» - الذي يأتي قبل معرض فارنبورو للطيران في بريطانيا في الفترة من 9 إلى 15 يوليو المقبل.