سؤال يطرحه الكثيرون: لماذا لا تدين جمعية الوفاق ما يحدث لأهل سوريا من سفك وقتل وتعذيب وعنف قل نظيره في تاريخ البشرية جمعاء؟ ما السبب الذي يجعل من قيادات الوفاق وأتباعها تستنكف وتتخاذل عن نصرة أهل سوريا؟ هل ترى شيئاً لا يراه العالم؟ أو انها لا تعتبر أهل سوريا من المسلمين وليسوا من أشقائنا العرب؟ أم أنها لا تعترف أصلاً بهذه الأمور. سيقول قائل: وإن كانت الوفاق لا تعتبر كل ذلك سبباً لوقفها وإدانتها الصريحة والمعلنة لمن يقوم بقتل السوريين ويعذبهم، فلماذا لا تنظر للموضوع من نظرة إنسانية أم أنه بالنسبة لها أهل سوريا ليسوا من البشر؟ هذه الأسئلة بودي أن تجيب عليها جمعية الوفاق أو القائمون عليها، من قياداتها المشهورة، والتي كانت تستنجد بحقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان بل وتكذب أحياناً من أجل استعطاف العالم باسم حقوق الإنسان؟ فهل الإنسانية وحقوق الإنسان محصورة عند الوفاق في فئة دون فئة، وفي طائفة دون طائفة ؟ هل السوريون فئة ليس لها حقوق للإنسانية؟

ثم بربكم ألا تدعي الوفاق الإنسانية وحماية حقوق الإنسان ومقاومة الظلم والدفاع عن الحريات، فأين هي مواقفها تجاه أهل سوريا، وتجاه تدمير المساجد في سوريا؟ أم أنها تعتبر هذه المساجد التي دمرها النظام السوري الغاشم ليست مساجد؟ على الأقل لماذا لا تدين مايقوم به النظام السوري من منع حرية أخواننا في سوريا وقمعهم وهم بالمساجد وتدميرها عليهم ؟ لماذا استنكفت الوفاق بما جرى في البحرين من إزالة بعض الأماكن غير القانونية وغير المصرح لها ونادت باسم حقوق الإنسان وتمسكت بهذه النقطة عندما ذكرها تقرير بسيوني؟ فأين هي عن تقرير الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية في ما يجري في سوريا؟ لماذا لم تشارك جمعية الوفاق ولم تنادِ اتباعها بمسيرة بالقرب من السفارة السورية؟ ولماذا لم تطالب أمريكا والمجتمع الدولي خصوصاً إيران بعدم التدخل في سوريا، وتقديم الأسلحة للنظام السوري لقتل شعبه؟ ألا تتكلم الوفاق عن الثورات أليس ثورة سوريا هي ثورة حقيقية؟

لماذا تكيل الوفاق بمكيالين، وترى الأمور بمنظار طائفية بحتة، أتحدى شيوخ وقادة الوفاق أن يدينوا النظام السوري، وأن يدينوا مذابح ومجازر النظام السوري التي لم يختلف عليها إنسان، وأقر بها العدو قبل الصديق والشقيق إلا جمعية الوفاق! كذلك لم يدنها ولم يقر بها النظام الإيراني ويتبعه في ذلك مايسمى بـ (حزب الله) في لبنان وحكومة المالكي في العراق.

فعندما نتتبع هذه الأنظمة والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية سنجدها كلها تتخندق تحت الطائفية والعنصرية، ولا تعترف وتتحرك إلا وفق مبادئها العصبية والعنصرية والطائفية! إن جميعنا شاهد ما جرى في مجزرة الحولة في سوريا من ذبح بالسكاكين! تخيلوا ذبح بالسكاكين! والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تدين الوفاق ذبح أخواننا في سوريا بالسكاكين والرصاص والقنابل وغيرها مما لا نعرفه من الأمور الخطيرة؟ إذا كانت الوفاق لا تدين هذه المذابح والمجازر والقتل بالسكاكين والذبح، فإن الوفاق إذن تتفق مع عقيدة الذبح بالسكاكين والحرق ودفن الناس وهم أحياء التي يقوم بها النظام السوري! إن ما يجري في سوريا من عنف وقتل وتدمير وسفك لدماء للشعب السوري، لا يمكن أن ينكره أي إنسان، ولا يمكن أن يشاهد أي إنسان في العالم ما يجري ولا تتحرك إنسانيته وعاطفته إلا إذا كان معدوم الإنسانية.

سلمان بوسعيد