كثيرون خدموا وطنهم بكل تفان وإخلاص في العمل طيلة حياتهم الماضية، مضحين بالغالي والنفيس من أجل بلادهم، حتى بلغوا من السن عتيا، وهناك ممن اضطرتهم ظروفهم الصحية إلى أن يحالوا إلى التقاعد المبكر.

وهناك من تقاعد وأبعد ظلماً وقهراً عانوا منه في مجال عملهم ولم يقدروا ذلك التقدير الذي يستحقونه.

ونتساءل بعد جلوس المتقاعدين في البيوت، هل يكفيهم راتبهم التقاعدي في خضم متطلبات الحياة اليومية، من توفير المأكل والمشرب، ومن مستلزمات المدارس، وإيجارات ودفع فواتير الكهرباء والماء، وتسديد فواتير التلفونات، وتوفير العلاج لأسرهم؟ وغير ذلك من الأمور الضرورية.

نوجه رسالة إلى المعنيين بشؤون المتقاعدين، بضرورة زيادة راتبهم التقاعدي وخصوصاً القطاع الخاص الذي يستلمون 275 ديناراً والبعض منهم يستلم 225 ديناراً فقط وهذا الراتب لا يكفي أبداً، مما يجعل المتقاعدين يعيشون في اكتئاب وحالة نفسية جداً سيئة، تؤثر على أسرهم وعلى المحيطين بهم، ويشعرون بالعزلة والانطواء عندما يرون أنفسهم عاجزين عن تحقيق متطلبات أسرهم وتوفير مستلزماتهم، ناهيك أن البعض منهم ترهقهم الديون والقروض التي على كاهلهم، وقد يفكر البعض منهم خصوصاً ضعيفي الوازع الديني في الانتحار، والتخلص من هذه الحياة البائسة، لذلك نرجو الرأفة بحال المتقاعدين، زيادة رواتبهم، وتوفير الأنشطة الترفيهية لهم، ودعمهم من قبل مؤسسات الدولة، ومنحهم بطاقات تخفيض تعينهم في تخفيف الضغوطات عليهم، ومشاركتهم في شتى المجالات، والأخذ بآرائهم وأفكارهم من خلال تجاربهم، ومنحهم تذاكر سفر مجانية للذهاب إلى العمرة، والحج خصوصاً من لم يتسنَ لهم الفرصة من قبل، وأيضاً توفير وظائف لأبنائهم في مجال عملهم السابق أو في أي مجال، وتخصيص البعثات لأبنائهم المتفوقين، وتوفير السكن المناسب لهم إذا كانوا لا يملكون بيوتاً، وأيضاً لا ننسى ما للمكرمات من مردود طيب يعود عليهم، وجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه (أبو المكرمات) وسمو رئيس الوزراء (صاحب العطايا) حفظه الله وأمد في عمره.

نأمل خيراً من الجميع في الوقوف مع المتقاعدين والأخذ بأيديهم، فهم عماد هذا الوطن وأساسه، فلهم الفضل

مريم عبدالرحيم عبدالرحمن