أظهرت أرقام النجمين الألماني مسعود أوزيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو فشل جراحة فصل أدائهما المتلاصق في ريال مدريد الإسباني، ولو لمـــدة 90 دقيقــــة فقط هـــي عمــــر مواجهة منتخبيهما في يورو 2012 بأوكرانيا وبولندا. وفاز المنتخب الألماني على نظيره البرتغالي بهدف نظيف لماريو جوميز، لكن اللاعبين اللذين كانا مفتاح فوز الفريق الملكي لقب الدوري الإسباني هذا الموسم لم يقدما الكثير مما يمتلكونه من قدرات ومهارات. وبدا أوزيل وكأنه يبحث عن رونالدو بين لاعبي الماكينات، فيما ظهر رونالدو وكأنه ينتظر تمريرة سحرية من قدم الساحر التركي الأصل. والطريف أن اللاعبين حصلا على تقييم متقارب للغاية في معظم المواقع العالمية. وصنع أوزيل لرونالدو 17 هدفاً خلال موسميه مع الفريق المدريدي، ليتصدر قائمة صناع السعادة للنجم البرتغالي الذي سيضطر لمواجهته في صراع اليورو الناري.
وتحول أوزيل إلى أيقونة اللعب بالنسبة للمنتخب الألماني في خطة لوف، التي تعتمد على الثنائي بودولسكي ومولر كمهاجمين مساندين من الأجنحة. وبالرغم من تقارب الخطة مع تلك التي يلعب بها ريال مدريد، فإن أوزيل لم يجد سهولة مماثلة في صناعة الأهداف كما يفعل مع رونالدو، نظراً لاختلاف طريقة اللعب بين الأخير وبين الجناح الأيسر للألمان بودولسكي وطريقة التحركات دون كرة. وللدلالة على ذلك، فإن أوزيل صنع في المباريات الخمس الودية التي خاضها “الماكينات” هذا الموسم 3 أهداف فقط من أصل 12 هدفاً أي بنسبة 25%، منهم هداف واحد للاعب الجناح الأيسر. لكن الفارق الكبير بين رونالدو مع ريال مدريد ومع البرتغال، أنه يملك في الأول صانع ألعاب مذهل هو أوزيل، فيما لا يلعب المنتخب البرتغالي عادة بصانع ألعاب، وإنما يعتمد على صناعة اللعب المتأخر من جواو موتينيو، إضافة إلى تمريرات راؤول ميريليش وزميليه في خط الهجوم. ومن هنا، فإن رونالدو “البرتغالي” عليه بذل جهد أكبر بكثير من نظيره “المدريدي”، حيث عليه في الغالب أن يصنع الفرص لنفسه سواء من تسديدات بعيدة المدى أو من ركلات حرة أو جزاء.
ولعل هذا يفسر السر وراء تألق رونالدو الشديد مع ريال مدريد وظهوره بشكل أقل بكثير مع البرتغال، ولاسيما في المباريات الودية الأخيرة، التي فشل فيها الدون في هز الشباك، حتى من خلال ركلة الجزاء التي أتيحت إليه.=