قال مدير دراسات الأمن الدولي بالمعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في بريطانيا د.جوناثان إيل إن كثيراً من تغطيات وسائل الإعلام البريطانية للأحداث في البحرين، لم تأخذ في الحسبان كامل المشهد، وحقيقة وجود دولة توفر مساحات متزايدة من الحريات وتعتبر من أوائل الدول في الانفتاح على شعبها وعلى العالم الخارجي. وأوضح د.جوناثان إيل، لـ«الوطن”، على هامش مؤتمر أمن الخليج العربي، أنه لا يعتقد أن هناك ارتباطاً بين الموقف الرسمي للحكومة البريطانية وبين الطريقة التي تتناول بها وسائل الإعلام البريطانية خصوصاً قناة “بي بي سي” الأحداث في مملكة البحرين. واستبعد د.جوناثان إيل إمكان حدوث تغير استراتيجي في العلاقات بين مملكة البحرين ودول الخليج من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من جهة أخرى على المدى البعيد فيما يتعلق بعلاقات المصالح بين الجانبين، موضحاً أنه على العكس فمن المتوقع حدوث مزيد من التقارب في العلاقات. ونفى إمكانية إقدام الغرب على إبرام صفقة مع إيران على حساب دول الخليج، موضحاً أن الغرب سيفقد مصالحه في المنطقة العربية إذا أقدم على خطوة كهذه. وأوضح أن واشنطن لن تجني فائدة تذكر نتيجة أية صفقة تتعلق بالملف النووي”، مشيراً إلى أن “امتلاك إيران السلاح النووي سيضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة إلى حد بعيد، لذلك فإنه من المستبعد أن تقدم أي تنازلات لإيران في هذا الملف”. وأردف أن “إبرام صفقة يفترض إمكانية الوثوق في الإيرانيين، والتأكد من قبولهم أعمال التفتيش الدولية، فليس كافياً مجرد قولهم سنوقف البرنامج النووي (..) قبول صفقة مع طهران غير ممكن، خصوصاً أن قادة إيران يعتقدون - وهم مخطئون في ذلك - أن لديهم فرصة سانحة للدفع نحو امتلاك سلاح نووي”. وأوضح أن الملف النووي الإيراني وصل إلى منعطف حرج، إذ إن استقرار أمن الخليج يعد عنصراً حاسماً يرتبط تأمينه بالقوة الغربية الموجودة في المنطقة. وأوضح أن هناك تفهماً غربياً متزايداً لإرادة دول الخليج في إقامة اتحاد يساهم في توفير منظومة دفاعية خاصة بدول الخليج العربية، مشيراً إلى أنه من الخطأ تصور تخلي الولايات المتحدة عن دول المنطقة بسبب تنامي مصالحها مع قوى أخرى مثل الصين أو نتيجة مفاوضاتها مع إيران. ورداً على القول إن العراق تعتبر مثالاً على إمكان عقد صفقة بين واشنطن وطهران، قال إيل إنه “من غير الممكن وجود قرار رسمي أمريكي بتسليم مقاليد الأمور السياسية في العراق لطهران”، معتبراً أن “الحالة العراقية هي نتيجة لتطورات الأوضاع هناك بعد قرار إسقاط صدام حسين حيث لم يكن لدى واشنطن خيار آخر وقتها”. ووافقه الرأي رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة د.محمد عبدالغفار قائلاً إن علاقات دول الخليج بالولايات المتحدة وبريطانيا قديمة وراسخة، وليست آنية. وأضاف “أن المتغيرات الإقليمية ترتبط بتغير المصالح، لكن هناك مصالح حيوية ثابتة وليس هناك قوة في العالم تستطيع القول إن منطقة الخليج ليست مهمة بالنسبة لها، إلا أننا نتمنى أن تكون إيران دولة فاعلة في استتباب الأمن فهو لمصلحة الجميع في الإقليم والعالم”.