عواصم - (العربية.نت، وكالات): قالت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أمس إن متوسط الطلب على إنتاجها من النفط سيبلغ نحو 30.74 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2012 وذلك دون تغيير عن التوقع السابق. وقال التقرير الشهري للمنظمة: “إن ميزان العرض والطلب العالمي على النفط قد يرتخي بدرجة أكبر في النصف الثاني لأسباب منها تباطؤ الاقتصاد العالمي .. تظهر المؤشرات على ما يبدو أن الاقتصاد العالمي يتباطأ أكثر.
وبحسب مصادر ثانوية نقل عنها التقرير أنتجت “أوبك” 31.58 مليون برميل يوميا في مايو بانخفاض 58 ألف برميل يوميا عن أبريل، لكن بما يزيد 1.58 مليون برميل يوميا عن مستوى الـ30 مليون برميل يوميا الذي تستهدفه المنظمة.
وقال التقرير إن السعودية أبلغت “أوبك” بأنها أنتجت نحو 9.8 مليون برميل يومياً في مايو وذلك انخفاضا من 10.1 مليون برميل يومياً في أبريل، موضحة أن الطلب العالمي على النفط سينمو 900 ألف برميل يومياً في 2012 دون تغيير عن التقييم السابق.
من جهة أخرى، تعقد “أوبك” اجتماعها الـ161 في فيينا غداً الخميس، يتم خلال مناقشة سقف إنتاج المنظمة على خلفية ارتفاع إنتاجها في مايو الماضي إلى أعلى مستوى له منذ بدء الأزمة المالية عام 2008.
وفي ضوء التراجعات الحادة الشهر الماضي في اسعار النفط العالمية فقد بلغ انتاج اعضاء المنظمة الشهر الماضي ما يقدر بنحو 31.8 مليون برميل يوميا، وهو الأعلى منذ سبتمبر عام 2008، متجاوزا سقف الانتاج الرسمي الذي تم رفعه في آخر اجتماع للمنظمة في ديسمبر الماضي والبالغ 30 مليون برميل يومياً.
من جانب آخر، يرى كبير الاقتصاديين في “NGP energy”، د.أنس الحجي أن اجتماع “أوبك” شكلي فقط ولن يتغير الإنتاج لأن انخفاض الأسعار الحالية هو عملية تصحيح لوضع السوق وهذه الأسعار ضمن ما ترغبه السعودية ودول أوبك اضافة الى أن كمية الزيادة في انتاج دول الخليج قابلته انخفاض في انتاج دول اخرى مثل سوريا وليبيا والسودان.
وقال إن أمام “أوبك” خياران إما ترك الأمور كما هي أو الضغط على دول أخرى مثل إيران وفنزويلا، لإصدار قرار شكلي بأن “أوبك” لن تغير سقف الإنتاج ولكن على الدول الالتزام بالحصص..
كما رأى الخبير، كامل الحرمي في اتصال مع “العربية.نت”، أن “أوبك” قد تتوصل لاتفاق على ساسة الحصص المفتوحة تفاديا لأي تصادم، مضيفاً أن اعضاء “أوبك” متفقون على أن سعر النفط إذا كان في نطاق 100 دولار، فليس هناك خلاف، أما إذا كسر هذا الحاجز فان الدول المنتجة ستتخذ خطوات أخرى”.
في الأثناء، قال وزير النفط الفنزويلي، رفاييل راميريز إن على الدول الأعضاء في “أوبك التي يتسبب إنتاجها الزائد في تجاوز مستوى الـ30 مليون برميل يوميا الذي تستهدفه المنظمة أن تخفض إمداداتها.
وأضاف راميريز: “لدينا أيضاً بواعث قلق من أن الإنتاج الزائد في السوق يقترب من 3 ملايين برميل يومياً”، مُقدِّراً معروض أوبك عند 32.9 مليون برميل يومياً.
على الصعيد نفسه، واصلت أسعار العقود الاجلة للنفط تراجعها دون 98 دولاراً أمس لتستمر الخسائر نتيجة مخاوف بأن تضر أزمة ديون منطقة اليورو بالاقتصاد العالمي وتهدد نمو الطلب على النفط.
وتبدد التفاؤل بشأن برنامج انقاذ البنوك الإسبانية نتيجة مخاوف من تأثير الإنقاذ على الدين العام، بينما أجَّجت الشكوك التي تكتنف الانتخابات التي تجري في اليونان يوم الاحد المقبل بواعث القلق بشأن تفاقم أزمة الديون في أوروبا.
وهبط سعر عقود الخام الأمريكي 52 سنتاً إلى 82.18 دولار للبرميل. وفي وقت سابق هوى الخام الى 81.07 دولار وهو أدنى مستوى له خلال العام الجاري.
وقال محلل الاقتصاد الكلي “ماركس سبكترون”، جاي وولف: “تؤثر أوروبا على توقعات النمو بشكل كبير ومع الضعف الفعلي في الصين فإن تفاقم أزمة منطقة اليورو قد يدفع بالاقتصاد العالمي لحالة من الركود”.