يبدو أن أحداث البحرين على مدى عام ونصف العام لم تُعلم البعض كيفية احترام الثوابت الوطنية المتوافق عليها لدى أبناء الوطن، ولم تعلمهم أيضاً كيفية فهم هذه الثوابت ومدى ارتباطها بالإنسان البحريني لأنه هو الذي صنعها وتوافق عليها منذ طويل الزمان، ومن غير المقبول ألبتة المساس بها أو التطاول عليها.
الثوابت الوطنية كثيرة، وهي كل ما توافق عليه أهل البحرين عبر التاريخ، وعبر توافقاتهم التاريخية البارزة كما في لحظة الاستقلال المجيدة، أو لحظة إعداد الدستور التعاقدي بعد الاستقلال، أو حتى لحظة التوافق والإجماع الكبير في ميثاق العمل الوطني، أو حتى لحظة توافقهم في حوار التوافق الوطني.
ولذلك من الطبيعي أن تكون قوة دفاع البحرين من الثوابت الوطنية لأنها ساهمت منذ ستينات القرن العشرين في حماية كافة المكتسبات والمنجزات الحضارية التي تحققت طوال أكثر من أربعة عقود. والآن يأتي من يحاول استغلال حرية التعبير، ويحاول استغلال المنابر السياسية والدينية ليبث الكراهية والتحريض ويتطاول على المؤسسة العسكرية التي احتضنت كافة أبناء البحرين، فهو أمر بلاشك مرفوض.
عندما يتحدث جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله وأعزه أمام كبار العسكر في قوة الدفاع فإنه ليس حديثاً عادياً، وإنما حديث ملك يستشعر هواجس وهموم شعبه. وهو أيضاً حديث ملك يرفض رفضاً قاطعاً الإساءة لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة، فكيف هو الحال إذا كانت هذه المؤسسة تمثل رمزاً للثوابت الوطنية، وهي المنوط بها حماية الدولة البحرينية من أية تهديدات خارجية مثل قوة دفاع البحرين.
من يعتقد الآن أنه بالإساءة والتطاول على الشخصيات ومؤسسات الدولة ومعتقدات الأفراد سينال أغراضه ويحقق أهدافه فهو واهم، فمحاسبة كل متجاوز واجبة، ومحاسبة كل متطاول أيضاً واجبة. وهذا ما وجه إليه العاهل عندما دعا الأجهزة التنفيذية المختصة باتخاذ ما يلزم لردع هذه التجاوزات بحسب القانون. وعليه فإننا نتطلع لمحاسبة صارمة لكل مسيء ولكل متجاوز ولكل متطاول صوناً لهيبة الدولة، وحماية لسيادة القانون.
البحرين قادرة على تجاوز كل هذه الصعوبات بفضل تكاتف أبنائها وترابطهم، وحتى إن كانت هناك عوائق فإنها بالإرادة الوطنية والنوايا الحقيقية قادرة على تجاوز كافة الأزمات وهي تستعد لمرحلة الاتحاد العربي الخليجي.