دعت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة رئيسة المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، إلى دفع القطاع الخاص للاستثمار بالزراعة وزيادة مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي تحقيقاً للأمن الغذائي، مشيرة إلى أهمية دعم الصناعات التحويلية وبناء قدرات وطنية متخصصة بالمجال الزراعي.

وأشادت سموها لدى ترؤسها أعمال الاجتماع الأول لعام 2012 للمجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي أمس، بجهود البحرين في التنمية الزراعية من خلال مشاريع وطنية تسهم في زيارة الرقعة الخضراء وتنشر ثقافة الحفاظ على البيئة بشكل ملحوظ.

ونوهت بما تبذله المؤسسات الرسمية والخاصة من خلال تسابقها لإنشاء الحدائق ذات الأصناف المختلفة من النباتات والأشجار والزهور، والمشاريع التجارية الخاصة بهذا القطاع الحيوي.

واعتبرت الأميرة سبيكة أن هذا الحراك الرسمي والخاص لا بد أن يصحبه حملة على النطاق الشعبي لتوعية المواطنين بجهود المبادرة الهادفة إلى تعزيز جهود تحقيق الأمن الغذائي، وإشراك القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار الزراعي، وزيادة مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي، وتحفيز ودعم الصناعات التحويلية، وتبني خطط شاملة لدعم العاملين في الزراعة، وزيادة ونشر الوعي بالثقافة الزراعية من خلال التعليم والتدريب لبناء قدرات وطنية متخصصة في هذا المجال.

واستمع المجلس لسرد لإنجازات المبادرة الوطنية من قبل أمين عام المبادرة د. وحيد القاسم، كان أهمها آخر التطورات على جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية المدشنة في افتتاح معرض البحرين الدولي للحدائق يناير الماضي، والهادفة للإسهام في زيادة الناتج المحلي الزراعي وإيجاد المعادلة السليمة بين الأراضي الزراعية والعمرانية باستخدام التقنيات الحديثة لمواجهة تحدي المياه والأراضي في المملكة.

من جانبه، استعرض وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني د.جمعة الكعبي، آخر تطورات الاستراتيجية الزراعية وجهود الوزارة فيما يخص مشروع هورة عالي.

وأطلع المجلس على التصميم التفصيلي لمشروع الحاضنات الزراعية بالهورة، باعتباره نموذجاً مثالياً للشراكة بين القطاعين العام والخاص والمنظمات العالمية للمساهمة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الزراعي، وفتح مجالات جديدة لرواد الأعمال، وتوفير المنتجات الزراعية بالتقنيات الحديثة للسوق المحلية التي لا تحتاج إلى أراضٍ شاسعة وبأقل كلفة من المياه.

وقدم الرئيس التنفيذي لمكتب اليونيدو في البحرين د. هاشم حسين، عرضاً حول مشروع الحاضنة الزراعية ونقل تجربته إلى دول عربية أخرى من خلال إنشاء حاضنة متخصصة للمشاريع الزراعية تكون مجهزة بمعدات وآلات أساسية ومختبرات من شأنها مساعدة رواد الأعمال الصغيرة والمتوسطة على تحقيق طموحاتهم.

وعرض الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي عبدالحكيم الخياط، مشروع بيوت الديار إحدى المشاريع الإسكانية المنفذة شمال المحرق، وجهود البنك في سبيل نشر الرقعة الخضراء في واحد من أكبر المشاريع في البحرين، حيث سيتم بناء هذه البيوت وتجهيزها لزراعة الأسقف وتنفيذ الحدائق الحديثة.

وقال: إن “بيت التمويل الكويتي وضع نصب اهتمامه أن يظهر مشروع بيوت الديار وسط حلة خضراء حسب استراتيجية المبادرة الوطنية، لتؤكد مسؤولية القطاع الخاص تجاه تشجير وزيادة الرقعة الزراعية”.

من جانبها قدمت نائب الأمين العام المنسق العام لمعرض البحرين الدولي للحدائق الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، عرضاً يخص المعرض الذي أقيم يناير 2012 وكان فرصة للترويج عالمياً والتعريف محلياً بأهداف ومخرجات المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي.

وأشارت إلى أن المعرض عرض تجارب فريدة وناجحة تعكس قيمة المشاركات المحلية والخارجية في مجالات الزراعة وتجميل الحدائق والاهتمام بالمساحات الخضراء، مستعرضة استعدادات المبادرة لمعرض الحدائق المقبل.

أُشهرت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي عام 2010 بمباركة سامية من جلالة الملك المفدى وبقرار من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة، بغية إيجاد التوازن المطلوب بين الأراضي الزراعية والعمرانية، إيماناً منها بأهمية ذلك لصحة السكان وضمان الأمن الغذائي المحلي، وعدم الاعتماد الكلي على المصادر الخارجية لإطعام السكان، والحفاظ على مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي.

وتسعى المبادرة إلى توحيد ودعم جهود الجهات المهتمة والمعنية بالقطاع الزراعي من أجل الارتقاء به وتمكينه من تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.