تختتم قوة دفاع البحرين اليوم دورة بالقانون الدولي الإنساني، نظمتها مديرية العمليات المشتركة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما بين 11 و14 يونيو 2012، بمشاركة ضباط مختلف وحدات ومديريات قوة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية.

وتأتي الدورة انطلاقاً من التعاون المشترك القائم بين قوة دفاع البحرين واللجنة الدولية للصليب الأحمر «البعثة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي»، وتهدف قوة الدفاع من خلال تنظيم مثل هذه الدورات إلى إرساء ثقافة القانون الدولي الإنساني لمنتسبيها، وتعريفهم بقواعد القانون المهتم بتطبيق جميع الأبعاد القانونية لاتفاقات جنيف الأربعة لعام 1949 المعنية بالمرضى والجرحى وأسرى الحروب والغرقى في البحار، والمدنيون في وقت الحرب، وتعريف المشاركين بالدورة بالمحكمة الجنائية الدولية وصلاحياتها وآلية عملها.

وتشهد الدورة تقديم عدد من المحاضرات التوعوية بشأن القانون الدولي الإنساني من قبل مختصين في مجال الاتفاقيات الدولية والبروتوكولات المصاحبة لاتفاقية جنيف من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب وجود جمعية الهلال الأحمر البحريني ممثلة بعضو مجلس إدارة الجمعية د.فوزي أمين الذي قدم محاضرة عن أنشطة الجمعية وأهدافها وخدماتها، ودور الهلال الأحمر البحريني منذ تأسيسه، فيما حاضر ضباط وحدات ومديريات قوة دفاع البحرين في مجالات مختلفة حول القانون الدولي الإنساني.

وتناولت المحاضرات موضوعات مهمة أبرزها التعريف بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وعمليات دعم حفظ السلام، والأعيان المحمية والأشخاص المحميون، والمحكمة الجنائية الدولية، والجرائم التي تختص بها المحكمة، ووسائل وأساليب الحرب الممنوعة والمسموحة والمقيدة، وآليات احترام القانون الدولي الإنساني، وطريقة إدماج هذا القانون في القوات المسلحة، وعلاقته بقانون حقوق الإنسان.

وأكد مدير العمليات المشتركة بقوة الدفاع العميد الركن غانم الفضالة، اهتمام كبار المسؤولين في القيادة العامة لقوة دفاع البحرين وفي مقدمتهم المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، على تنفيذ الدورات الدولية المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في تزويد منتسبي قوة الدفاع بمضامين هذا القانون والتدرب عليها، والمساهمة في الارتقاء بمستواهم، لافتاً إلى أن قوة الدفاع تمكنت بفضل تلك التوجيهات السديدة من تخريج 300 ضابطاً من الدورات الدولية التي تنفذها قوة دفاع البحرين منذ عام 2003 بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال إن هذه الدورات التي عكفت قوة الدفاع على تقديمها للضباط وبشكل سنوي منذ عام 2003، ساهمت بشكل كبير في الارتقاء بمستوى المشاركين فيها، مشيراً إلى أن عدد الضباط الذين يتخرجون سنوياً من هذه الدورة يتراوح بين 40 إلى 50 ضابطاً من مختلف الوحدات والمديريات التابعة لقوة دفاع البحرين، حيث تم تطبيق معظم القوانين الخاصة بحقوق الإنسان والتدرب عليها من قبل الضباط المنتسبين للقوة. وأضاف أن قوة الدفاع دأبت على تطوير منتسبيها فيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني، حيث يتم سنوياً إرسال ضابطين من مديريتي القضاء العسكري والعمليات المشتركة في دورات تخصصية في القانون الدولي الإنساني إلى المعهد التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في سان ريمو في إيطاليا، وابتعاث ضباط إلى لبنان للغرض نفسه، والتزام قوة الدفاع بإقامة دورة سنوية في البحرين، لافتاً إلى أن القانون الدولي الإنساني يدخل ضمن مناهج الكليات العسكرية وكلية القيادة والأركان التابعة لقوة دفاع البحرين، إضافة إلى الدورات التي تعقد في مركز تدريب قوة الدفاع الملكي.

وأشار الفضالة إلى التزام قوة دفاع البحرين بتحقيق الارتقاء لمنسوبيها في القانون الدولي الإنساني، عبر إشراك ضباط تابعين للحرس الوطني ووزارة الداخلية، وتقديم التدريب اللازم لهم ضمن خطط وبرامج قوة دفاع البحرين في تقديم الوعي والثقافة لكافة العاملين في القطاع العسكري، مشدداً على أن كافة تلك الجهود تؤكد التزام قوة الدفاع وسعيها الدائم نحو تطوير الكفاءات الوطنية وتهيئتها للمزيد من الانخراط في القوانين الدولية خاصة المتعلقة بحقوق الإنسان، ما يسهم في تحقيق مزيد من الارتقاء بمستوى الضباط وزيادة وعيهم بالقوانين الدولية.

وقال: إن هذا الاهتمام انعكس وبشكل إيجابي على مستوى الكفاءات الوطنية في مجال القانون الدولي الإنساني، حيث تحرص قوة دفاع البحرين على تبادل الخبرات في هذا الشأن مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأيضاً في المملكة الأردنية الهاشمية حيث ترسل قوة دفاع البحرين كفاءاتها للمشاركة في دورات للقانون الدولي الإنساني والمساهمة أيضاً في علميات حفظ السلام.

وأوضح الفضالة أن قوة دفاع البحرين تسعى إلى مزيد من تطوير العمل المقدم في مجال القانون الدولي الإنساني، حيث توجد مساعٍ لتقديم دورة خاصة في القانون الدولي الإنساني بمشاركة أشقاء من دول مجلس التعاون، والتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعقد دورات يحاضر فيها محاضرون من قوة دفاع البحرين التي تحظى بوجود مثل تلك الخبرات والكفاءات الوطنية في هذا المجال، حيث يمكن أن تساهم قوة الدفاع في ابتعاث محاضرين من طرفها لتقديم مثل هذه الدورات لدى دول المجلس حال طلبها.

وشدد على أن ما يتحقق لقوة دفاع البحرين من تطور دائم لعناصرها يأتي بفضل التسهيلات والتوجيهات والحرص الكبير من القائد العام الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ووزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ورئيس هيئة الأركان اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، ومتابعتهم المستمرة وحرصهم الكبير على ضرورة تطوير العنصر البشري بقوة دفاع البحرين في كافة المجالات ومنها ما يتعلق بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان.

من جهته، أكد المقدم عيسى الكعبي من مديرية العلميات المشتركة أنه بناء على توجيهات كبار المسؤولين بالقيادة العامة لقوة دفاع البحرين في أهمية رفع كفاءة الضباط وتوعيتهم فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وما يمثله من أهمية في العمليات العسكرية الحديثة ، فإن المديرية حرصت على تنفيذ تلك التوجيهات من خلال تنظيم مثل هذه الدورات باعتبارها لبنة أساسية للضباط في مجال عملهم الميداني.

وقال إن التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر يعود لسنوات، حيث تم تقديم العديد من المحاضرات لعدد كبير من الضباط في كل ما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني، وساهمت تلك المحاضرات في الارتقاء بالتوعية المطلوبة للضباط وتزويدهم بالأسس والسلوكيات المطلوبة في التعامل بحسب ما اشتمل عليه القانون الدولي الإنساني، تزامناً مع الأحداث الحالية التي تمر بها جميع دول العالم.

وأضاف الكعبي أن دور الضباط المشاركين في الدورة سيكون كبيراً لنقل المواد التي اشتملت عليها للأفراد المسؤولين عنهم كل بحسب موقعه، بحيث يتم نشر مبادئ القانون الدولي الإنساني على كافة منتسبي قوة دفاع البحرين من ضباط وضباط صف وأفراد، لافتاً إلى وجود متابعة واهتمام بالغ من المسؤولين في تحقيق هذا الهدف والحرص على إيصال مفاهيم القانون لكافة منسوبي مرتبات قوة الدفاع. من جانبه أعرب فؤاد بوابة المدير الإقليمي للإعلام والنشر بالبعثة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، عن فخره بتعاون اللجنة الدولية مع قوة الدفاع في تعزيز ثقافة وقواعد القانون الدولي الإنساني في أوساطها، مشيراً إلى أن التعاون يعود لسنوات طويلة بين الجهتين.

وقال بوابة «في كل مرة نأتي فيها للبحرين نلمس الاهتمام الكبير والمتزايد للموضوعات المطروحة في الدورات والمتعلقة بالقانون الدولي الإنساني، ونرى مدى التفاعل من قبل المشاركين، ونعلق أهمية كبرى من قبل المشاركين لما لهم من دور فعال وهمم في نشر ثقافة الوعي بهذا القانون وقواعده وتطبيقاته، خاصة أننا لمسنا مدى تعطش المشاركين لمعرفة المزيد بشأن القانون وذلك في كل مرة ننفذ فيها الدورة في البحرين».

وأكد حرص اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتأكيدها الدائم على استمرار هذا التعاون مع قوة دفاع البحرين، واستعداها لتلبية احتياجات قوة الدفاع وتقديم كل ما من شأنه تعزيز نشر قواعد القانون الدولي الإنساني بين منتسبيها، لافتاً إلى أن اللجنة مستعدة أيضاً لتلبية احتياجات الجهات الأخرى من وزارات وهيئات حكومية وأهلية في البحرين.