كتب ـ أحمد عبدالله:

أكد سياسيون أن اعتماد أمين عام جمعية “الوفاق” علي سلمان في خطابه الأخير على الفتاوى الدينية يؤكد أن “قيادة الوفاق دينية تتبع لولاية الفقيه وتستمد مرجعيتها من فتاوى المجلس العلمائي، وليست سياسية”، مستغربين مناداتها بالديمقراطية والمرجعية المدنية!، وأن الخطاب يؤكد كذلك تنفيذ سلمان لأوامر يتلقاها من الخارج، وأنه ليس سيد قراره. واعتبروا أن “الخطاب جاء نتيجة الفشل الذريع الذي منيت به جمعية الوفاق بعدما قامت به من الممارسات الخارجة على القانون خلال 15 شهراً”.

واستنكروا، في تصريحات لـ«الوطن”، “الخطاب الديني الطائفي الذي تنتهجه الوفاق”، منتقدين النبرة التهديدية التي ظهر بها سلمان وتصويره “القضية وكأنها حرب قائمة بين دولتين تتبناها كل واحدة منهما بقوتها” معتبرين أن ذلك يكشف استمرار التحريض وممارسة التخريب على الأرض. كما طالبوا بوضع حدّ على من يتحدى الدولة ويهددها.

وقالوا إن مثل هذه التصريحات لعلي سلمان في خطابه الأخير توتر الجو ولا تساعد على الحوار الذي تدعو إليه المعارضة، مشيرين إلى أن من بين أهداف الخطاب استفزاز الدولة وإثارة ردات فعل قوية من أجل المتاجرة بها إعلامياً وهو ما لن يتحقق؛ لأن مؤسسات الدولة لها تقديراتها المحسوبة لكل التصريحات والتصرفات المفتعلة.

وأكدوا أن الخطاب أبرز فشل “الوفاق” سياسياً، وأنها لم تلق تجاوباً مع الأفعال والممارسات التخريبية التي تنتهجها، ما شكل لديهم انزعاجاً داخلياً قوياً، مبيّنين أن علي سلمان يهدف من وراء الخروج على المألوف إلى “الصعود على السطح بعد أن خفت نجمه خلال الفترة الأخيرة، وأن الأمر مجرد لعبة سياسية وفرقعات إعلامية.

خطاب «الوفاق» طائفي

وقال الأمين العام لجمعية الوسط العربي الإسلامي أحمد البنعلي: إن “الخطاب الديني الذي تمارسه “الوفاق” هو في حقيقته خطاب طائفي بالأساس فرق المجتمع وحول البلد إلى فسطاطين وعلي سلمان يؤكد الثبات على نفس النهج”.

وأضاف: إن الحركة الجماهيرية التي يتحدث عنها علي سلمان هي حركة بامتياز”.

وتساءل: كيف يتم الحديث عن المدنية في ظل المرجعية الدينية؟

وفيما يتعلق بالموقف الذي يناسب أن تأخذ الدولة تجاه خطاب علي سلمان قال البنعلي: إنه من الضروري ألا تهتم بالكلام الموضوع للاستهلاك الإعلامي، مؤكداً أن على الدولة تطبيق القانون على التحرك العملي على الأرض.

وسخر البنعلي من خطاب سلمان الذي “يصور القضية وكأنها حرب قائمة بين دولتين تتباها كل واحدة منهما بقوتها (..) يجب ألا يضع هؤلاء قوتهم ونفوذهم في مواجهة الدولة”!

وأضاف: يستوحى من كلام سلمان “أنه سيشن حرباً وشيكة على الدولة” وهو “ما يعطي الحق في تطبيق القانون ضده مادام يعمل على تدمير الدولة من الأساس”. وأكد البنعلي رفضه “عدم تطبيق القانون على من يتهيأ لمحاربة الدولة”.

ومن ناحية أخرى انتقد البنعلي حديث “الوفاق” عن الحوار ومطالبتها به في الوقت الذي تطلق فيه التهديدات قائلاً: “من يمارس التهديد لا يؤمن بالحوار”.

وأشار إلى أن “الاعتماد على الفتاوى الدينية يؤكد أن قيادة الوفاق ليست قيادة سياسية وإنما لديها قيادة دينية تتبع لولاية الفقيه وتستمد مرجعيتها من فتاوى المجلس العلمائي”.

التحريض على العنف

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي في جمعية الوحدة الوطنية عبد العزيز الموسى: “كلما توقعنا الهدوء في الساحة والتقارب بين الفرقاء وانتهاء العنف في الشارع فاجأتنا الخطابات التصعيدية التي تحرض على العنف، ما يؤكد أن من يغذي العنف ويحركه في الشارع هي المرجعيات السياسية والدينية، وهو ما يناسب أن نورد فيه المثل (كاد المريب أن يقول خذوني)”.

وأضاف: “مثل هذه التصريحات توتر الجو ولا تساعد على الحوار الذي يدعون إليه”.

وتابع: “لا أرى أن سياسياً حصيفاً يطلق مثل هذه التصريحات التي قد تكون لها ردات فعل لم يحسب حسابها”.

وأشار الموسى إلى أن “الخطاب يثبت أن التحريض وراءه قيادات دينية وسياسية وأن المخربين يأتمرون بأوامرهم”.

وأكد أنه “على علي سلمان أن تكون حساباته دقيقة وألا يستفز الآخرين”. كما يجب ألا يدفعه حب كسب الشارع من جديد إلى إطلاق كلام غير موزون”، مبيناً أن “الجهات المعنية لديها سعة أفق ولا يمكن أن تلجئها خطابات الاستعراض الإعلامي إلى اتخاذ تدابير لا تريدها”.

ورأى الموسى أن “من بين أهداف الخطاب استفزاز الدولة وإثارة ردات فعل قوية من أجل المتاجرة بها إعلامياً وهو ما لن يتحقق؛ لأن مؤسسات الدولة لها تقديراتها المحسوبة لكل التصريحات والتصرفات المفتعلة”.

الكذب والفبركة ديدن «الوفاق»

وانتقد الأمين العام لجمعية الميثاق محمد البوعينين “تنصيب علي سلمان لنفسه متحدثاً وناطقاً باسم الشعب الذي لم يفوضه أحد منه في الحديث باسمه بل يأنف أن يترك شخصاً مثله يتكلم باسمه”.

وقال: “الكلمة احتوت على الكذب والفبركة التي هي ديدن الوفاق، كما أتت بتهديدات صريحة للدولة ورموزها وكيانها، ما يعتبر تطاولاً من شخص يجب أن يعرف مكانته وألا يتجاوز حجمه الحقيقي”.

واستغرب البوعينين إعلان سلمان اللجوء إلى الفتوى رغم مناداته بالمدنية ورفعه لشعارات الديمقراطية”!

وأشار إلى أن “سلمان يتلقى الأوامر من الخارج وينفذها وليس صاحب قرار نفسه، وهو المبرر الوحيد لخطابه في هذا الوقت الذي يتحدث الجميع بما في ذلك الوفاق عن الحوار”.

«الوفاق» منيت بفشل ذريع

أما رئيس جمعية الصف الإسلامي عبد الله بوغمار فاستنكر بشدة ما حمله خطاب علي سلمان من “التهديد والتحدي السافر للدولة ولمؤسسة الدفاع التي يجب أن يحترمها الجميع”، مبيناً أن “الخطاب يمثل تحدياً كبيراًً ليس لشخص القائد العام لقوة دفاع البحرين فحسب وإنما لكيان الدولة ولقوات الدفاع والأمن”.

وأكد بوغمار أن “الخطاب جاء نتيجة الفشل الذريع الذي منيت به جمعية الوفاق بعدما قامت به من الممارسات الخارجة على القانون خلال 15 شهراً”. موضحاً أن “الوفاق لم تلق تجاوباً مع الأفعال والممارسات التخريبية التي تنتهجها، ما شكل لديهم انزعاجاً داخلياً قوياً”.

وأضاف: “سلمان يهدف من وراء الخروج على المألوف إلى “الصعود على السطح بعد خفت نجمه خلال الفترة الأخيرة (..) الأمر مجرد لعبة سياسية وفرقعات إعلامية”.

ولفت بوغمار إلا أن الخطاب أبرز فشل “الوفاق” سياسياً وأوضح أن القيادة لديهم دينية بحتة وليست سياسية”.

غياب فرض سلطة القانون

أما رئيس جمعية التجمع الدستوري عبدالرحمن الباكر فأرجع التطاول على المؤسسات والقادة إلى غياب فرض سلطة القانون.

وقال: إن من أمن العقوبة أساء الأدب”، مضيفاً: “اللوم لا يقع على من تجرأ وأمسك الميكرفون وخطب وأخذه الطرب واستهوته البهرجة، وإنما السبب عدم تطبيق القانون”.

وتساءل: إلى متى التروي والسكوت على من يسيء إلى قيادات البلد؟

لماذا يترك علي سلمان يتحدى شخصية بحجم المشير؟

وأشار إلى أن الوزير قال الكلمة المعبرة عن قوة الدولة ولكنه للأسف لم ينفذها إلى اليوم”، مضيفاً: لقد أصبحنا نتألم ونأسف على هذا الانتقاد والتجريح الحاد”.

وكشف أن الجمعيات السياسية الوطنية غيرت سياستها تجاه الوضع الحالي ولم تعد تحتمل السكوت.