قال خبير الشؤون الاستراتيجية د. محمد نعمان جلال إن دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة بدعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالانطلاق نحو اقامة اتحاد خليجي في ظل ما تمر به منطقة الخليج العربي من مرحلة انتقالية مهمة تمثل مفترق طرق.
وأضاف، على هامش مشاركته في مؤتمر أمن الخليج العربي الذي اختتم أعماله أمس: إن الاتحاد سيكون لمصلحة جميع دول الخليج كما إنه سيعيد التوازن إلى ضفتي الخليج شرقاً وغرباً بالإضافة إلى التوازن مع منطقة شمال الخليج، إذ أن أكثر دولتين كانت لهما ادعاءات في منطقة الخليج هما إيران والعراق.
وشدد د. جلال على أن خطورة الوضع الراهن تكمن في أن إيران تكاد تكون في حالة اتحاد غير معلن مع العراق، لذلك فإن على دول الخليج العربية تعزيز الاتحاد وتأكيده فيما بينها لضمان سيادتها وسلامتها في المنطقة. ووصف العقبات في طريق الاتحاد بأنها “عقبات محدودة الأهمية من الناحية الموضوعية، إلا أنها يجري المبالغة فيها تحت ضغوط وتأثيرات قوى خارجية”، مؤكداً أنه لا يوجد خلاف جوهري بين دول مجلس التعاون.
وقال د. جلال: إن جانباً من العقبات التي تعترض الاتحاد الخليجي تتعلق بوجود لبس في مفهوم قيام الاتحاد، إذ يتصور بعضهم أنه يعني قيام دولة موحدة، والحقيقة أن المطلوب هو سياسات ومؤسسات أكثر توحداً وتنسيقاً فيما بينها في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والتربية والعلوم، مع احتفاظ كل دولة بسيادتها ومؤسساتها الوطنية كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي الذي ينسق بقوة بين دوله ويوحد مواقفها مع احتفاظ كل دولة بوزاراتها السيادية وعضويتها في الأمم المتحدة، وهو النمط الفعال لبناء اتحاد خليجي.
وفيما يتعلق بتوقعاته لمستقبل المنطقة ، قال إن دول الخليج العربي لديها جميع الإمكانات لتكون قوة مؤثر في المجتمع الدولي، وتستطيع الدفاع عن نفسها، وتحقيق إنجازات كبيرة، فلديها القوة الاقتصادية والمالية، والقوة البشرية حيث الأجيال الناشئة المثقفة التي تضاف إلى الأجيال المخضرمة ذات الخبرة.
وأضاف: إن المطلوب هو الاستفادة من الكفاءات والخبرات كافة، أسوة بدولة مثل الصين التي عملت لتقليد الشباب أغلب المناصب الإدارية، بينما وضعت جيل المخضرمين في المناصب الفكرية العليا ومواقع التوجيه السياسي، مشيراً إلى أن هذا النموذج الناجح هو الذي حقق التطور للصين.