المنامة - بنا: تتجه أنظار العالم إلى مملكة البحرين لمشاهدة سباق “جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد” خلال الفترة ممن 20 حتى 22 أبريل الجاري في حلبة البحرين الدولية موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط في أهم حدث رياضي تشهده المنطقة والذي يتابعه بشغف أكثر من 600 مليون من مختلف أنحاء العالم وتقدر عوائده بنحو 500 مليون دولار.
ويبرهن ارتفاع مبيعات تذاكر سباق جائزة البحرين الكبرى “الجولة الرابعة من بطولة العالم” على قدرة ونجاح المملكة في تنظيم واستضافة مثل هذا الحدث الرياضي العالمي الفريد ويؤكد على الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به المملكة . وكان الاتحاد الدولي للسيارات قد أعلن مؤخراً إقامة سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد في موعده، فيما أكد الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة أن الحلبة تواصل استعداداتها لوضع اللمسات النهائية قبل استضافة سباق جائزة البحرين وتواصل جهودها للانتهاء من كل الاستعدادات لاستضافة السباق المرتقب منوهاً إلى أن جميع موظفي الحلبة يعيشون في هذه الفترة لحظات الترقب وكخلية نحل لإنجاح السباق وإخراجه في أبهر صورة كالسباقات الماضية التي استضافتها حلبة “الصخير” . كما أكد بطلا العالم لسباقات الفورمولا واحد “سباستيان فيتيل ومايكل شوماخر” مؤخراً دعمهما ومساندتهما لإقامة السباق في البحرين مشيدين بالإجراءات والمبادرات الهامة من جانب قيادة مملكة البحرين الحكيمة خلال الآونة الأخيرة والتي تبعث على الثقة والطمأنينة. ويعتبر مضمار حلبة البحرين الدولية واحداً من الوجهات المفضلة لأشهر السائقين العالميين في سباقات الفورمولا واحد، ولطالما تمكن من خطف الأنظار منذ الوهلة الأولى لتشييده في العام 2004، وذلك يعود إلى تميز حلبته وجودة مرافقه والخدمات المميزة التي يوفرها للفرق والسائقين والجمهور الغفير الذي يأتي من شتى أصقاع المعمورة لرؤية رياضته المفضلة. وتمتلك حلبة البحرين الدولية مرافق ذات جودة عالية يأتي في مقدمتها مضمار الحلبة وبرج كبار الشخصيات المكون من ثمانية طوابق (برج صخير)، أجنحة ضيافة لكبار الشخصيات، ومقاعد المشاهدين التي يبلغ عددها 45,000 ألف مقعد، إلى جانب المدرّج الرئيسي لـ 10,500 مشاهد ويحتوي على أجنحة ضيافة من الدرجة الأولى و47 جناح ضيافة لكبار الشخصيات في مدرّج الواحة والمدرّج الرئيسي. ويستوعب المجمّع المكون من مباني البادوك والصيانة جميع فرق الفورمولا واحد مع سياراتهم، معدّاتهم، تقنييهم، وموظفيهم وإدارييهم، ومبنى صيانة ثان للسباقات المساندة والفريق التقني الخاص باختبارات السيارات، ومباني الإدارة والضيافة، والمركز الطبي المجهّز بحسب المقاييس والمواصفات العالمية الصارمة الخاصة بالهيئة الطبية للاتحاد العالمي للسيارات وقوانين السباقات العالمية. كما تحتوي الحلبة على أحد أفضل مراكز البث التلفزيوني للمحطات العالمية والإقليمية، والمركز الإعلامي الذي يتسع لـ 500 صحفي مع 260 شاشة تلفاز، ومركز المصورين الذي يتسع لـ 120 مصوراً عالمياً وإقليمياً. وتتميز أيضاً بوجود الأنفاق الموجودة تحت الحلبة لتنقل السيارات والمشاة، والمنطقة المخصصة للبيع والتسوق، ومواقف السيارات التي تتسع لـ 19,000 ألف سيارة. وفي إطار التسهيلات التي تقدمها مملكة البحرين للزوار الذين يرغبون في حضور سباق جائزة البحرين الكبرى فورمولا واحد 2012 بالمملكة ، أصدرت شئون الجنسية والجوازات والإقامة بوزارة الداخلية إجراءات جديدة لتسهيل صدور تأشيرة سباق الفورمولا تمكن الجمهور من دخول المملكة في الفترة ما بين 7 أبريل 2012م إلى 22 أبريل 2012 وتكون سارية المفعول لمدة أسبوعين من تاريخ الدخول الأول إلى المملكة حيث تعتبر تأشيرة لعدة سفرات. ويقدر محللون عوائد الفورمولا على اقتصاد البحرين بأنها تتراوح ما بين 500 إلى 600 مليون دولار سنوياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة تساهم في رفد الاقتصاد الوطني بمدخولات تدعم الناتج المحلى الإجمالي عبارة عن تحقيق عوائد مالية عديدة من ضمنها عوائد مبيعات التذاكر، وبيع منتجات الحلبة وتذاكرها المختلفة إضافة إلى عوائد الأطعمة والمشروبات والاستفادة من الخدمات الأخرى في محيط حلبة البحرين الدولية خلال الحدث، عوائد الحقوق التلفزيونية والرعاية الرسمية والضيافة وإيجار المرافق.
كما ستستفيد مملكة البحرين بطريقة غير مباشرة من المبالغ التي يصرفها الزوار والسياح الحاضرون للحدث كعوائد للسفر والإقامة في فنادق المملكة، والتنقل عبر وسائل المواصلات المتعددة بالإضافة إلى الخدمات العديدة التي تصب عوائدها في مختلف أوجه الاقتصاد البحريني. وبحسب بعض الدراسات المنشورة فإن متوسط معدل إنفاق الزائرين لمملكة البحرين لحضور سباق الجائزة الكبرى بلغ 1356 دولاراً في اليوم الواحد وذلك خارج مضمار حلبة البحرين الدولية؛ إذ توزعت وجهات الصرف في التسوق ووسائل الترفيه والمطاعم والمواصلات، وتبين أيضاً، بأن الزوار الأوروبيين هم أصحاب أكثر معدل للإنفاق؛ إذ بلغ 1723 دولاراً في اليوم، في حين كان أكبر عائد تم تحصيله من وراء الزوار من خارج البحرين مرتكزاً على عوائد الإقامة والسكن؛ إذ بلغت نسبة عوائد المدخول 52 في المائة من مجموع ما أنفقه زوار الحدث، كما إن نسبة الإشغال في الفنادق تقارب 100 في المائة. وفي الإجمال يسهم سباق البحرين للفورمولا واحد في وضع مملكة البحرين على خريطة السياحة العالمية بجانب المزايا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية حيث تتوجه أنظار الملايين من مختلف بقاع الأرض لمتابعة أحداث المسابقة عبر وسائل الإعلام المتنوعة حيث تعد مسابقة الفورمولا واحد ثالث أهم حدث شعبي رياضي في العالم بعد كأس العالم لكرة القدم والأولمبياد، لكن خلافاً لكأس العالم والأولمبياد، فإن مسابقة الفورمولا واحد تعقد سنوياً