عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات القتلى سقطوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة فيما أعلن “الجيش السوري الحر” انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية التي تعرضت للقصف خلال الأيام الثمانية الماضية، معلناً الحفة وريفها “منطقة منكوبة”، بينما أكدت السلطات السورية “تطهير” المنطقة من “المجموعات الإرهابية”.
في الوقت ذاته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور طهران الولايات المتحدة بتزويد المعارضين السوريين أسلحة. وقال “الجيش السوري الحر” في بيان أصدره “المجلس العسكري في المنطقة الساحلية” تنفيذ “انسحاب تكتيكي” من مدينة الحفة وقراها.
وأورد البيان الذي حمل توقيع قائد المجلس العسكري في المنطقة الساحلية العقيد المنشق عبد العزيز كنعان “أعطينا الجيش الحر أوامرنا لكافة عناصر الجيش السوري الحر في المدينة وريفها بالانسحاب المنظم وإخلاء المدينة من الجرحى والشهداء والنساء والأطفال والمقاتلين”.
وعزا “الجيش السوري الحر” انسحابه هذا إلى “الحرص على عدم ارتكاب المجازر بحق ما تبقى من سكان المنطقة”، وخوفاً “من عدم الوقوع في فخ الحرب الأهلية التي يسعى إليها النظام”.
ويتحصن في الحفة وجبل الأكراد المجاور مئات المقاتلين المعارضين، علماً أن الحفة تبعد 16 كيلومتراً من قرية القرداحة، مسقط الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن “الثوار المقاتلين انسحبوا من مدينة الحفة والقرى المجاورة لها”.
وأكد أن القوات النظامية تكبدت “خسائر فادحة” ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
في المقابل، أكدت السلطات السورية أنها “طهرت” منطقة الحفة في محافظة اللاذقية من “المجموعات الإرهابية المسلحة”. من جهتها، رفضت “الهيئة العامة للثورة السورية” وصف مسؤول في الأمم المتحدة التدهور الأمني في سوريا بأنه “حرب أهلية”.
من جهة أخرى، ردت الخارجية السورية على ما أعلنه مسؤول في الأمم المتحدة، مؤكدة أن “سوريا لا تشهد حرباً أهلية بل تشهد كفاحاً لاستئصال آفة الإرهاب ومواجهة القتل والخطف وفرض الفدية والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة”.
سياسياً، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من طهران الولايات المتحدة بتسليم المعارضين السوريين أسلحة وقال إن “الولايات المتحدة تزود المعارضة بأسلحة تستخدم في المعارك ضد الحكومة السورية”. وبرر لافروف في المقابل مبيعات الأسلحة الروسية إلى سوريا التي “لا تنتهك أي قانون دولي” وتشمل “تجهيزات دفاعية”. وأكدت روسيا في وقت سابق أن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا متطابقة مع شروط الأمم المتحدة، لكنها رفضت التعليق على التصريحات الأمريكية التي أفادت أن موسكو سترسل مروحيات هجومية إلى النظام السوري.
في المقابل، نفت واشنطن اتهام روسيا لها بأنها تسلح المعارضة السورية، وأعربت مجدداً عن قلقها بشأن إمداد موسكو للنظام السوري بمروحيات مقاتلة.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالأسلحة. أنتم تعرفون موقفنا بهذا الشأن، وقد أوضحنا هذا الموقف جيداً”. من جانبها، طالبت فرنسا بالوقف “الكامل” لصادرات الأسلحة إلى نظام الرئيس السوري كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو.
وقال الناطق “ندعو إلى وقف صادرات الأسلحة للنظام السوري بالكامل كما طلب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي”.
واعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن تدخلاً عسكرياً أجنبياً في سوريا “لن يكون الطريق الصحيح”. وأضاف راسموسن من سيدني في أستراليا “ليس هناك أي خطط حالياً” لشن عملية للحلف الأطلسي في سوريا، ورأى أن فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق “خطأ جسيم”.
وأعربت الصين عن “قلقها الشديد” حيال الوضع في سوريا والذي بلغ “مرحلة حرجة”. وفي بيروت، أفاد مصدر أمني لبناني أن القوات السورية أقدمت على زرع عدد من الألغام داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً في منطقة مشاريع القاع البقاعية على الحدود الشرقية. من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سوريا على شفا الانهيار وأنه سيجري محادثات عاجلة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لضمان تنفيذ خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان.
وأعلنت فرنسا أنها ستقترح على الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن أن تجعل بنود خطة الموفد الدولي كوفي عنان في سوريا “إلزامية” لتفادي مزيد من تدهور الوضع الذي وصفته بأنه “حرب أهلية”.
واعتبر السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري أن “انحداراً نحو الجحيم قد بدأ في سوريا”، مؤكداً أن على المسيحيين أن “يضطلعوا بدور الجسر”.
ودعا نائب رئيس جنوب أفريقيا كغاليما موتلانتي، الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، الأمم المتحدة إلى إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا التي باتت في “شبه حرب أهلية”.