كتبت - أحلام خليفة:
أعلنت شركة “العرين القابضة” أن “مدينة رواد الأعمال الزراعية العضوية” - التي بدأ فيها العمل قبل نحو 6 أشهر ستوفر فرص عمل لعدد كبير من رواد الأعمال البحرينيين.
وقال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لـ«العرين القابضة”، فيصل عبدالله في لقاء مع “الوطن”، إن المشروع يوفِّر منتجات زراعية عضوية أساسية من الفواكه والخضروات للمستهلك البحريني عن طريق المحميات الزراعية التي ستبدأ بعدد 20 محمية وتصل إلى 40 يكتفي بها السوق المحلي البحريني بهذه المنتجات التي ترتفع أسعارها بسبب استيرادها من الخارج، غير أن المشروع سيسهل الحصول على هذه المنتجات و بأسعار السوق المحلي وبجودة عالية.
وأضاف عبدالله: “اتخذت الشركة قراراً بأن تجعل البحرين السباقة فيما يخص البيئة ودعم المشاريع الشبابية، وهو المبدأ الأساسي الذي نبني عليه جميع مشاريعنا .. أمضى مجلس إدارة الشركة والقائمين عليها ما يقارب 6 أشهر في مناقشة إطلاق هذا المشروع والذي من المتوقع البدء به قريباً جداً .. وفيما يلي نص اللقاء.
^ «الوطن”: ما هي الفكرة الأساسية المشروع وكيف سيخدم الشباب البحريني؟
أسميناها بالمدينة لأننا نود أيصال فكرة أن المدينة يمكن أن تطور القطاع الزراعي، كما إن المشروع - الذي من المقرر إقامته في 40 وحدة من المحميات الزراعية العالية التقنية والتي توفر فرص استثمارية لـ 40 شاباً بحرينياً يرغب في الحصول على مشروعه الزراعي الخاص ولكن تعذر عليه البدء به بسبب السيولة وعدم توفر المكان أو التقنيات الصحيحة وسنبدأ بـ 20 حاضنة حالياً.
ويرتكز المشروع على أساس إنتاج المواد الزراعية العضوية وذلك لضمان تواجدها في السوق وبشكل سلس وفي متناول الجميع، إلى جانب أننا نطمح وكما عودتنا الحكومة بأن تكون البحرين في الطليعة دائماً، وسنكون بذلك من الأوائل في المنطقة الذين ينتهجون المشاريع الصديقة للبيئة والداعمة للشباب.
وكما أعلنا سابقاً - ومن خلال مشروع قرية الرواد - فإننا سنوفر التدريب الدائم والدعم المستمر للشباب البحريني الذي نطمح أن يكونوا هم رواد الاقتصاد في المراحل القادمة، فكل حاضنة ستبنى على 800 متر مربع وستشمل هذه المساحة محلاً لبيع المنتجات الزراعية الطازجة.
^ «الوطن”: ما هي الآلية التي ستتبعونها في اختيار الرواد؟ وهل يجب أن يكون الشاب المستثمر يمتلك خبرة أكاديمية بالمجال الزراعي؟
لن تكون هناك أي تفضيلات لأي أحد وليس من شروطنا أن يكون للمستثمر أي خلفية أكاديمية في مجال الزراعة، ما يهمنا هو الرغبة والطموح لأن يكون احد الرواد لهذه المدينة.
^ «الوطن”: متى تتوقعون أن يتم استكمال المشروع وبدء العمل فيه فعلياً؟
اتخذت الشركة خطة فعالة في التصميم والتنفيذ الذي سيسهل العمل بها، إذ إن معظم أجزاء الحاضنة من الألمنيوم والجدران المسبقة الصنع والتي من السهل تنفيذها خلال أشهر عدة.
ولكننا أيضاً حرصنا على أن تكون صديقة للبيئة وبأفضل التقنيات فإننا قمنا بتصميم يتناسب حتى مع الجو البحريني المعروف والحرارة التي تجتاح المنطقة وسنوفر بيئة مناسبة لزراعة منتجات عديدة ليست فقط تلك التي تزرع محلياً بل سنوفر حتى المنتجات التي يضطر معظم التجار إلى استيرادها، الأمر الذي يحتاج إلى النقل الجوي فتنعكس هذه العملية على المستهلك الذي سيدفع تكلفة عالية جداً ناهيك عن المشاكل التي يعاني منها الكثير من التجار في المواد التي يستوردونها.
وأصبح الهاجس الذي يجتاح العالم الآن هو صحة وسلامة المنتجات الزراعية هذه وهل المواد المستخدمة لزراعتها صحية وسليمة، فبعد اكتشاف عدد من الأسمدة التي تسبب تسمم المنتجات أصبح من الضروري البدء في الاعتماد على الذات في توفير هذه المنتجات وبإشراف محلي وبحسب الشروط والضوابط المحلية التي تضمن جودة وصحة هذه المنتجات.
كما إن الآلية التي ستعمل بها الحاضنات ستكون مرتبة مسبقاً فلكل مستثمر مواد زراعية معينة يزرعها تختلف عن جاره لتوفير فرص النجاح بالتساوي للجميع ولتنويع المنتجات.
^ «الوطن”: فكرة المشروع جديدة فهل تعتقد أن المستهلك البحريني سيتقبل التوجه العالمي لاستبدال المنتجات العادية بالعضوية؟
استخدام المنتجات العضوية توجه عالمي كما ذكرت، ومشاريعنا تهدف دائماً إلى نشر الوعي البيئوي والصحي والشعب البحريني مثقف أصلاً وإذا وجد هذه المنتجات بالسعر المناسب وبالكمية المطلوبة من المؤكد سيكون توجهه لماهو أكثر صحة وسلامة له ولعائلته، ونحن بذلك سنوفر بيئة أكثر صحة للأجيال القادمة.
^ «الوطن”: من سيقوم بتدريب رواد الأعمال ولماذا؟
تم الاتفاق مسبقاً مع شركة من الخارج ستقدم التدريب الكامل للرواد لضمان البدء الصحيح في المشروع واستخدام التقنيات التي سنوفرها لهم بالشكل الصحيح لضمان الإنتاجية السليمة، وسيقدمون لهم التدريب على الطريقة الاستثمارية الصحيحة من الناحية التسويقية أيضاً إلى الجانب التقنيات والأدوات التي سيتم استيرادها من الخارج لتكون الحاضنات مؤهلة وذات جودة عالية وبحسب المعايير الصحية العالمية
^ «الوطن”: ما هي التسهيلات المالية التي ستقدمونها؟
التسهيلات تكمن في العروض التي نناقشها حالياً مع شركاؤنا في القطاع البنكي والمؤسسات الأخرى الداعمة لتدريب وتوفير الفرص للشباب، إذ ستقدم هذه البنوك عروضاً تشمل الشراء والتدريب والتسويق وبطريقة سداد سهلة وسلسلة.
^ ماذا عن الخطط التسويقية للمنتجات؟ وهل سيتم فرض تكلفة معينة على المستثمر؟
نحن نوفر الفرصة ونوفر التدريب الذي من شأنه أن يعطي الفكرة الأساسية للمستثمر أهمية توفير السلع محلياً لتتناسب العرض مع الطلبات التي تضطر معظم التجار إلى استيراد هذه المنتجات من الخارج.
ولكننا في الوقت نفسه لن نفرض أي أسعار فالأمر يعود للرواد وحسهم الوطني، ولكن من جانبنا سنقدم لهم قائمة بأسماء الشركات المهتمة بشراء محاصيلهم مسبقاً ولمدة عام كامل أو بحسب المواسم وفي الأخير يعود الأمر للمستثمر وحتى التسويق لهذه المنتجات أيضاً يأتي ضمن العرض الذي ستقدمه البنوك ولكلٍ حرية الاختيار للخدمات المطلوبة.
وبحسب الدراسات، فإن المستثمر سيحصل على ربح يتراوح ما بين 16 ألف دينار وقد يصل إلى 70 ألف دينار سنوياً إلى جانب فرص العمل التي سيوفرها لعدد كبير من البحرينيين.
^ «الوطن”: لماذا تصر “العرين” على إطلاق مشاريع صديقة للبيئة خصوصاً مع ارتفاع الكلفة؟
إذا فكرت كل شركة بالربحية فقط بدون الاهتمام بالمستقبل الذي يجب أن يتم إعداده للأجيال السابقة بشكل سليم فلن نستطيع أن نواكب الدول المتقدمة التي باتت تعتمد وبشكل كبير على المنتجات العضوية والطاقة الشمسية، وتوجهنا هذا ما هو إلا أحد الخطط الحكومية التي تدعو للمحافظة على البيئة والمحافظة على المملكة خضراء.
^ هل تعتزمون تصدير تلك المنتجات؟ وأي سوق مستهدف؟
نحن نستهدف أسواق السوبر ماركت والمحلات الخاصة ببيع المنتجات الزراعية وكافة المحلات التجارية التي تستورد هذه المنتجات من الخارج بالإضافة إلى المطاعم والفنادق وسنكون قادرين على توظيف مشاريعنا فيما يعود بالنفع على البحرين.