تقرير - حسن خالد
غاية كل فريق هو تسجيل الأهداف في المباراة، فالأهداف عبارة عن ترجمة الهجمات والخطط الفنية لإصابات “بالمعنى الكلاسيكي” وأهداف بالمعنى العصري.
يورو 2012 يتميز باختلاف أشكال منتخباته، وبتنوع طرق اللعب والأساليب، شاهدنا الكرة الشاملة مع روسيا وإسبانيا، شاهدنا الكاتاناتشيو مع المنتخب الإيطالي والإنجليزي، شاهدنا كرة القدم البدنية مع ألمانيا؛ وهذا ما يجعل للبطولة قيمة متفردة عن باقي البطولات، تنوع صفوة المنتخبات الأوروبية “رواد كرة القدم الحديثة”.
رغم أن البطولة لم تصل للآن نصف عمرها، ولكنها سجلت أهدافاً جميلة، منوعة، وأشكالاً عديدة، ومزيداً لم يأت بعد، فكل هدف هو امتداد لطريقة اللعب، نعم قد نشاهد إيطاليا تسجل من 8 تمريرات ولكن أغلب ما تسجله هو نقيض ذلك، بكونها تعتمد الأسلوب الدفاعي.
البطولة سجلت بعد مباراة روسيا وبولندا المستضيفة 25 هدفاً؛ أي بمعدل هدفين ونصف الهدف في كل مباراة لعبت، ومن زاوية المشاهد فإنك تشاهد خمسة أهداف كل يوم، فالبطولة لحد الآن لم تتجاوز نصف عمرها كما ذكرت، والبقية وراء الستار.
الأهداف متنوعة كتنوع أساليب المنتخبات، فكل هدف يرجع لأسلوب المدرب، شاهدنا كرات عرضية وتمريرات حاسمة كهدف دي ناتالي وفابريغاس، بولندا سجلت هدفاً مميزاً على روسيا وكذلك نصري نجم مانشستر سيتي على المنتخب الإنجليزي من تسديدة قوية على زميله الحارس المميز جو هارت، شيفشينكو نجم الميلان السابق سجل هدفين وحسم لقاء منتخبه مع السويد خلال سبع دقائق فقط من رأسيتين جعلت من اسمه إرثاً متجدداً يتغنى به الأوكرانيون، دي ناتالي نجم أودينيزي والهداف الذي لا يشبع سجل هدفاً كاد أن يعصف بالمنتخب الإسباني ويضعه في أحرج المواقف، وإن دل ذلك على نوعية المهاجم الإيطالي الكلاسيكي، فلم يشاهد التاريخ مهاجماً إيطالياً صريحاً مهارياً كنيمار، نعم تواجد كونتي في الثمانينات وديل بييرو في التسعينات، ولكن مهاجم إيطاليا الصريح يبقى من نفس نوعية إنزاغي ودي ناتالي وكاسانو، لا يملك سرعة ولا مهارة ولكن يجب أن تحترس من لسعته التي قد تودي بك للهاوية.
مهاجمون كثر بحاجة للتسجيل لإعادة هويتهم ونجوميتهم، وقد يكون الأبرز نجم ريال مدريد وأفضل لاعب بالعالم عام 2008 كريستيانو رونالدو، المهاجم الذي فتك بأندية الليغا وكاد أن يُخرج البايرن من التشامبيونز لولا خطأ بيبي الفادح وركلة الجزاء، إذا كريستيانو بحاجة للتسجيل حتى يرد على ألسن المنتقدين ويقطع الشك باليقين بأنه مهاجم ناد ومنتخب كبيرين، ولربما ما يدعو للاستغراب هو هجوم المنتخب الهولندي، رغم الأسماء المرعبة كروبن وفان بيرسي هداف الآرسنال والدوري الإنجليزي وهونتلار لاعب شالكة وهداف البوندزليغا الذي أبدى غضبه من عدم إشراكه كأساس والعديد كفان دير فارت وأفيلاي، نظرياً وعلى الورق فإن المنتخب الهولندي يملك قوى هجومية هائلة، ولكن فان مارفيك بحاجة للخلطة المناسبة لتوظيف كل ذلك الزخم من اللاعبين بأمثل الطرق الممكنة.
كذلك العديد من اللاعبين الذين يحتاجون للتسجيل لرفع أسهمهم كفرناندو توريس نجم تشيلسي وأفيلاي، وروبن الذي مضى على موسم كئيب، وآخرون كبالوتيللي وبينزيما وغوميز.
معدلات البطولة التهديفية لحد الآن دالة وبشكل كبير أن البطولة ستكون غزيرة تهديفياً، وتعد كل يوم بمزيد من الأهداف، فأي إثارة تنتظرنا وأي حماس سنشهده مع مضي الأيام!