كأننا في تلك اللحظة التي يصبح فيها الحليم حيران، تشاهد ما تشاهد يحدث في وطنك، ولا تستطيع أن تقول ما يناسب ما يحدث على الأرض، إن طالبت بأمر، يقال “لك، يا أخي مو وقته ألحين”..!
أحد الإخوة الكرام في منتدى الجامعيين قال لي” لماذا لا تكتبون عن التفاؤل؟”. فقلت إننا كتبنا عن التفاؤل وسنكتب بإذن الله، لكن التفاؤل أيضاً ليس هوساً، إنما يرتبط بمعطيات على الأرض، حتى وإن كان الإيمان راسخاً بأن الله ينصر من هم على الحق ولو بعد حين. عبارته بقيت في رأسي حتى بعد العودة من رحلة (غزة) من جملة التفاؤل رغم (ازدياد الإرهاب النوعي في الشارع) إن الوفاق تقدم لنا أجمل الهدايا، وهي أن تقوم بتشويه وجهها (أكثر مما هو عليه) بأن تقوم بكل هذا العنف والتخريب، فصار حتى من كان يتعاطف معها جزئياً من الأخوة الشيعة، الآن لا يقف مع العنف واستهداف المارة بشكل عشوائي، هذا العمل له ضرر كبير على الوطن، لكن الوفاق تجعل الناس تمقتها أكثر بهذه الأعمال، وهذا به شيء من التفاؤل. من جملة الصفعات التي تلقاها الانقلابيون، الموقف الأخير لبيان الثورة المصرية، والذي قال فيه الدكتور إيهاب عمار “إن ما يحدث في البحرين ليس ثورة شعبية إنما ثورة طائفية شيعية، الهدف منها تقوية الشيعة في الوطن العربي”. وقال الدكتور إيهاب “إن المجلس الأعلى للثورة يأسف على دعمه لهذا الحراك ويتراجع عنه ويعلن رفضه للمد الشيعي في الوطن العربي، مؤكداً أن مصر بلد سني لا يرحب أبداً بأي حراك شيعي على أرضه”. وإننا لنكبر موقف رجال مصر، والله إن موقفهم وتراجعهم عن الموقف السابق يجعلنا نكبرهم في عيوننا، فقد ظنوا أن ما يحدث في البحرين ثورة وطنية شريفة، وهي إنما إرهاب لاختطاف البحرين صفوياً. تحية تقدير وتحية إجلال إلى مجلس الثورة المصرية، فمصر العروبة لن تقف يوماً مع الصفوية، ومن المهم جداً أن يقف إخوتنا في مصر الحبيبة مع سيادة البحرين ومع الحق، ذلك أن مصر حجر زاوية حاول علي سلمان وأتباعه (وأخيراً نبيل رجب) أن يدلسوا على إخوتنا لكن بفضل الله لم ينجحوا، وقد طرد رجب من المطار ونحن في مصر الأسبوع الماضي. من جملة التفاؤل هو ما جنح إليه الإرهابيون من تطوير في استخدام الأسلحة والقنابل، وهذا رغم الضرر، إلا أنه على المستوى البعيد مفيد للبحرين وأهلها، شرط أن يستفيق القانون، وأن تعرف الدولة وقوى المجتمع كيف يستغلون الإرهاب لضربه. كل الفعاليات التي حاول الانقلابيون إفشالها نجحت نجاحاً باهراً، المؤتمرات، والمعارض منذ بداية العام وحتى الفورمولا 1 نجحت، والفورمولا ستنجح نجاحاً باهراً بإذن الله هذه المرة، فقد تعاهد أهل البحرين على إنجاحه بشكل أكبر من كل مرة. أعرف أن الوقت غريب جداً لطرح موضوع التفاؤل، لكن الذي يرى الأمور بمنظار بعيد سيقول نعم نحن على تفاؤل كبير، والبحرين بحمد الله وبقوة الله ومن ثم تكاتف أهلها ووقفة السعودية والإمارات ودول الخليج هي بخير بإذن الله. كونوا على ثقة بالله أولاً، أن الباطل لا ينتصر، حتى وإن كثر الزبد، ولو كان سينجح لنجح في انقلاب المقاييس وفي هوجة الأمور في لحظة الثورات العربية، لكنه فشل وسيفشل بإذن الله. صحوة أهل البحرين لا تقدر بثمن، صحوة شبابنا، وشاباتنا والله لن نجدها لو أنفقنا أموال الدنيا، لكنها حدثت بفضل الله خلال أزمة البحرين، فنحمد الله على كل شيء، فما تحسبه ضرراً، قد يكون بعد فترة منفعة كبيرة. فلندعم رجال الأمن ونقف معهم ونساندهم، ونشد من أزرهم، فهم على ثغرة، وندعو الدولة التي تقول لأهل البحرين اصبروا، حتى مل الصبر منهم، ندعوها لأن يستفيق القانون، وأن تطبق القوانين ضد الإرهاب، فحتى قانون الإرهاب مجمد رغم كل هذا الإرهاب. رغم سبات القانون فإننا نحب وطننا ولا نتراجع، وسوف نبقى ثابتين على الحق، والإرهاب سيُهزم بإذن الله بقوة عزم أهل البحرين.