الخوف..

كيف يؤثر على الشخصية؟

إذا نما شعور الخوف في شخص نتيجة تجربة قاسية مرت به أو خطأ ارتكبه فإن ذلك سوف يورثه تراجعاً في نموه الشخصي والتأثيري، وانظر ههنا كيف يوجه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم نحو ذلك المعنى ويقول “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز.. الحديث” رواه مسلم.

وانظر كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم مواقف الخوف عند أصحابه علاجاً لا مثيل له، فبينما هم عائدون من غزوة أحد وجراحهم بعد تنزف نزفاً ترسل إليهم قريش أنها ستأتيهم لتستأصل شأفتهم.. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “حسبنا الله ونعم الوكيل” ويأمر أصحابه أن يخرجوا إليهم في حمراء الأسد ويؤكد ألا يخرج معه إلا من شهد أحد!! إنه يداوي جراح الألم ويزيل أثر الضعف ويؤكد على معنى الثبات والتأثير والفداء.

والخوف عادة يخفي ميزات الشخصية ويبديها ضعيفة منكسرة باهتة، وانظر لمن يلقى خصمه وهو خائف منه كم ينظر إليه خصمه باستهتار واستعلاء.. ودعونا نتذكر موقف شيخ الإسلام ابن تيمية في لقائه بقازان ملك التتر وحديثه الجريء معه وثباته وصلابته وقوته في الحق الأمر الذي جعل قازان يهابه كما لم يهب أحداً قبله وهو الوحيد الغريب وهذا ملك متوج! يروي تلاميذ شيخ الإسلام أنه قد ذهب للقاء قازان في عدد من العلماء وأنهم لما رأوا جرأته على الملك خشوا من مصاحبته في طريق عودته فسلكوا طريقاً آخر وتركوه وحده، ثم إنهم قد تلقفهم اللصوص وسرقوا ثيابهم، ودخلوا البلاد بلا أثواب بينما شيخ الإسلام يعود مظفراً!