عندما نالت بولندا وأوكرانيا شرف تنظيم بطولة أوروبا لكرة القدم كان الغرض هو إظهار تقدمهما نحو الدولة العصرية الديمقراطية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
لكن بعد أسبوع واحد من انطلاق البطولة تبخرت أحلام الدولتين بعدما تسببت الصراعات السياسية وشغب المشجعين في سحابة قاتمة على البطولة الأوروبية. ففي وارسو اشتبك مشجعون روس كانوا في مسيرة لحضور مباراة منتخب بلادهما أمام بولندا يوم الثلاثاء الماضي، مع مشجعين محليين في ظلِّ توتر العلاقات بين البلدين بفعل عقود من الهيمنة السوفيتية على بولندا.
وما زالت أوكرانيا تحاول التعافي من مزاعم بانتشار العنصرية، في أنديتها ويثور جدل محتدم حول زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو السجينة. وفي العاصمة البولندية وارسو أطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية، وألقت القبض على 184 شخصاً مما تسبب في حرج بالغ لبولندا، التي كانت تسعى لاستضافة بطولة هادئة. وأبلغ فلاديمير بوتين رئيس روسيا رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك عبر الهاتف أن وارسو تتحمل “المسؤولية كاملة” عن حماية المشجعين وألقى وزير الخارجية الروسي باللائمة في أعمال العنف على المشجعين البولنديين. وتقدمت بولندا باعتذار:
وتتعرض أوكرانيا لمقاطعة من مسؤولين أوروبيين وأثناء مباراة أوكرانيا مع هولندا رفع عضوان ألمان بالبرلمان الأوروبي لافتة تحث على إطلاق سراح سجناء سياسيين.
ولكن على الرغم من الدعم الكبير الذي تتمتع به تيموشينكو فإنه لا توجد أي بوادر على زيادة نطاق الاحتجاجات، لتتسبب في إحراج للقيادة السياسية أثناء بطولة أوروبا 2012. ويبدو عامة الأوكرانيين سعداء حالياً بنسيان الساسة والتركيز على مباريات كرة القدم.