كتبت - هدى عبدالحميد: أكدت فعاليات أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبومو سى الإماراتية المحتلة لها بعد تاريخي ينبغي عدم تجاهله، فالزيارة تمت في الذكرى الأربعين لزيارة الشاه محمد رضا بهلوي للجزر الإماراتية، وأن المزاعم التي أطلقها بخطابه بشأن (فارسية) الخليج العربي وتبعية الجزر لإيران تؤكد على ذلك، وتأتي الزيارة كذلك متزامنة مع الذكرى السابعة للانتفاضة العربية (الأحوازية) المطالبة باستقلال الأحواز وعروبتها، لا سيما وأن هذه الذكرى تجيء في ظل تضافر الجهود الدولية لدعم تلك القضية العادلة وتوفير الدعم للمطالب المشروعة للعرب الأحواز. وقال هؤلاء: إن “الزيارة تعتبر تصرفاً وعملاً غير حكيم حاول من خلاله الرئيس الإيراني إيصال رسالة إلى الداخل مفادها أنه لا يزال قوياً وقادراً على التعاطي مع الأزمات مهما تعددت، وأنه يحرص على المصالح القومية ويؤمن بالهوية الفارسية للشعب الإيراني”، وأشاروا إلى أن عواقب تلك الزيارة سوف تكون كبيرة وتنعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية الإيرانية، خاصة أن فشل المحاولة الإيرانية لاختطاف البحرين وترنح النظام السوري والوضع في لبنان إلى جانب العقوبات والضغط الدولي على طهران بسبب ملفها النووي وضع نظام نجاد في مأزق خطير. تحدي سافر لعلاقات الجوار ومن جانبه، أعتبر النائب علي الزايد أن زيارة نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران، إلى جانب جزيرتا طنب الكبرى وطنب الصغرى، تحمل في توقيتها ومغزاها رسالة سلبية الدلالة على إصرار إيران على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث منذ عهد الشاه في سبعينيات القرن الماضي، واستمرار نظام الجمهورية الإسلامية في احتلالها رافضاً كل الدعوات المخلصة التي أطلقتها دولة الإمارات والدول الخليجية والعربية والإسلامية لتسوية الموضوع في إطار القانون الدولي وانطلاقاً من السيادة المعترف بها لدولة الإمارات على هذه الجزر العربية. وأضاف الزايد: “أن الزيارة تعد تحدياً سافراً لعلاقات الجوار، وإضافة إلى ذلك فأن الزيارة تعد حلقة في سلسلة السياسات التوسعية الإيرانية والسعي لتصدير الثورة الخيمنية، وأسلوب الاستحواذ هذا معروف منذ عهد شاه إيران”، وأشار إلى أن أكبر دليل على ذلك أن توقيت الزيارة يأتي متطابقاً مع الذكرى الأربعين لزيارة الشاه لهذه الجزر الإماراتية المحتلة، وبالتالي فهذه الزيارة تأتي في سياق فرض سياسة الأمر الواقع. وشجب النائب حملات التصعيد الإيراني التي تبعت هذه الزيارة، ومنها إعلان وزير الدفاع الإيراني عن قدرته على “محو” الإمارات، بالإضافة إلى وصف الإعلام الإيراني زيارة أرفع مسؤول إيراني للجزيرة منذ احتلالها في زمن الشاه محمد رضا بهلوي بأنها تأتي “ضمن جولة للرئيس في ساحل إيران المطل على الخليج”. وبدوره، رفض مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لاحقاً الاحتجاجات الإماراتية على الزيارة، ووصفها بأنها “شأن داخلي إيراني”. محاولة قلب الحقائق وأشار الزايد إلى أن التحدث بلهجة التهديد والاستفزاز، ومحاولة قلب الحقائق التاريخية وتسمية الأمور بغير مسمياتها، وترسيخ احتلال أراض الغير والإعراض عن دعوات اللجوء إلى تحكيم دولي لدى طرف محايد، ومن ثم محاولة تغيير الواقع السياسي والسكاني والتاريخي للأرض المحتلة، والاستخفاف بتحفظات الجيران على البرامج الإيراني النووي المشبوه، وأيضا التدخل السافر في شؤون الدول الأخرى بهدف إشعال الفتن الطائفية وخلخلة الأمن.. هي سياسات إيرانية بامتياز انتهجتها طهران خلال السنوات الماضية. وقال النائب: إن شعب مملكة البحرين يقف بشدة مع أخوانه في دولة الإمارات ويطالب بالحق العربي الأصيل للإمارات في الجزر الثلاث المحتلة، ولذلك يجب أن تتعدى تحركاتنا من مجرد الشجب والتصريح إلى تحويل هذه القضية إلى التحكيم الدولي في لاهاي لترجع الأمور إلى نصابها. كما أكد النائب أن إيران ليس لديها قوة حقيقية، ولكن دول الخليج تمتلك مقاومات وسلاح قوي وفاعل وهذا بخلاف إيران فهي لا تملك الطائرات الحديثة وإنما مجرد صوت قوي تستخدم الإعلام لإيصال صداه ولكن في حقيقة الأمر لا تملك القوة العسكرية التي تمكنها من تنفيذ سياستها. فوضوية تتجاوز المنطق ومن جهته، اعتبر رئيس العلاقات الدولية في تجمع الوحدة الوطنية عيسى العربي زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى التي تحتلها إيران منذ العام 1971 م بالإضافة إلى طنب الكبرى وطنب الصغرى، وما صاحبها من تصريحات وتبعها من إجراءات تعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها وهي دولة مستقلة وعضو بالأمم المتحدة، كما تعد الزيارة نقضاً واستخفافاً لكل جهود التهدئة التي بذلتها وما زالت تبذلها دولة الإمارات وأشقائها بدول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد تسوية سلمية للاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث ولكل الجهود التي بذلت من قبل الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال العربي إن الزيارة تأتي ردا على كل الجهود الطيبة التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لتحسين العلاقات الدبلوماسية بينها وبين جمهورية إيران كونها دولة جار وعضو بمنظمة التعاون الإسلامي. وأكد عضو تجمع الوحدة الوطنية أنه لا يمكن النظر إلى هذه الزيارة وفي هذا الوقت تحديداً إلا في ضوء ما تقوم به الأنظمة الفوضوية، مثل النظام الإيراني، من عبثية وفوضوية تتجاوز حدود المنطق من خلال المحاولات المستمرة لخلق الأزمات والنزاعات أو تصديرها، كما هو الحال مع النظام الحاكم بكوريا الشمالية التي تنفق على تطوير سلاحها النووي ونظام صواريخها في الوقت الذي تستجدي المعونات الدولية لتأمين الاحتياجات الأساسية لمواطنيها. نجاد.. الهروب للأمام وذكر العربي أن زيارة نجاد لأبو موسى تمت في هذا الوقت تحديداً لأسباب عديدة لا تخرج عن كونها رسالة للداخل الإيراني وللخارج، حيث تعد الزيارة (هروباً للأمام) لحكومة نجاد التي تواجهها العديد من الأزمات والمشكلات الداخلية التي تعصف بالرئيس شخصياً بعد أن أصبحت شعبيته في أدنى معدلاتها وبحكومته التي تواجه العديد من العقوبات والضغوط دولياً، كما تواجه نجاد وحكومته صراعاً محتدماً مع التيارات الإصلاحية ورفض الشارع الإيراني ونخبه القيادية للإجراءات التعسفية التي ينتهجها ضد قيادات الإصلاح وحرمانهم من ممارسة حقوقهم في التعبير وحريتهم في العمل، وكذلك صراعه غير المعلن مع التيارات المتشددة في داخل النظام والذي يأتي ضمن خارطة توزيع القوى والنفوذ. كما لا يمكن النظر إلى الزيارة بعيداً عن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها النظام الإيراني ويتجرع مرارتها المواطن الإيراني بالداخل، وما صاحب تلك الأزمة الاقتصادية من ملفات فساد كبرى اقتربت كثيراً من الرئيس نفسه ومست شخصيات رئيسة في نظامه وحكومته. وهو ما زاد من غضب الشعب ونقمته على نجاد وحكومته وصعّب عليه إمكانية التعاطي مع المشكلات الداخلية أو حلها. الأسباب الخارجية للزيارة كما أشار عضو التجمع إلى أن للزيارة مبررات خارجية أيضا، فهي تأتي في وقت يعاني في النظام الإيراني جملة من العقوبات الاقتصادية والضغوط الدولية والخارجية بسبب برنامجه النووي، وخطر الدخول في مواجهة عسكرية لإبطال برنامجه النووي، مرورا بالأزمة التي يواجهها النظام السوري وتأثيراتها على الداخل الإيراني أو على حليفه الاستراتيجي المتمثل (بحزب الله) في لبنان، إلى جانب تقليص النفوذ الإيراني في العراق، والتصعيد الأمني والعسكري بالمنطقة سواء مع دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية جراء تهديداتها المتعلقة بإغلاق مضيق هرمز وتعطيل الملاحة بالخليج العربي وهو ما يمثل تهديدا للنظام العالمي. وأضاف العربي : “أن للزيارة أبعادها التاريخية التي لا ينبغي تجاهلها، فهي تأتي في الذكرى الأربعين لزيارة الشاه للجزر الإماراتية، كما تصادف الذكرى السابعة للانتفاضة العربية (الأحوازية) المطالبة باستقلال الأحواز وعروبتها، ل اسيما وأن هذه الذكرى تأتي في ظل تضافر الجهود لدعم تلك القضية العادلة وتوفير الدعم العالمي والدولي للمطالب المشروعة للعرب الأحواز. كما أكد أن الزيارة تأتي كعمل وتصرف غير حكيم حاول من خلاله نجاد إيصال رسالة إلى الداخل مفادها أنه الرئيس القوى القادر على التعاطي مع الأزمات مهما تعددت، وأنه الرئيس الحريص على المصالح القومية والمؤمن بالهوية الفارسية للشعب الإيراني، ورغم ذلك فإن عواقب تلك الزيارة سوف تكون كبيرة وستنعكس سلباً على النظام الاقتصادي والسياسي الإيراني، لا سيما وأن دول مجلس التعاون الخليجي مضطرة اليوم لمواجهة الصلف الإيراني والتعنت الذي تتعاطى به الجمهورية الإيرانية مع جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما وأن التدخلات والاستفزازات الإيرانية بلغت مداها خلال الفترة الأخيرة وانتهت إلى قيام رئيسها بتلك الزيارة الاستفزازية. إيران تعيش حالة هستيرية وفي السياق ذاته، قال رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة إن “التصريحات التصعيدية التي أطلقتها إيران عقب زيارة نجاد لجزيرة أبو موسى، بالإضافة إلى تصريح مصدر إيراني لصحيفة (الرياض) السعودية بأن شركة إيرانية خاصة للاستثمارات قررت تنظيم رحلات سياحية للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة تأتي في إطار حملة تصعيد جديدة تؤكد أن إيران تعيش حالة هستيرية ناتجة عن المأزق الذي تعيشه الجمهورية الإيرانية ويجذبها إلى منزلق خطير. وأشار جمعة إلى أن تحليل المراقبين للسلوك الإيراني والتصرفات التصعيدية التي تتبعها يؤكد حالة اليأس التي تعيشها السلطة الإيرانية، فهي في حالة عزلة لأنها تتحمل عبء النظام السوري الذي يترنح بالإضافة إلى الوضع اللبناني والطامة الكبرى عليها هي خساراتها على ساحة البحرين بعد فشل محاولة اختطافها بالإضافة إلى الضغط الدولي فيما يتعلق بملفها النووي. فقدان التوازن وأضاف رئيس جمعية الميثاق: “كل هذه الخسائر التي تعاني منها إيران سببت لها ضغوطا عديدة، وهذا يدفعها إلى محاولة التغطية على الوضع الداخلي، إذ بدأت المعارضة الإيرانية تظهر على السطح بعد سنة من القمع، بالإضافة إلى تطورات الوضع في الأحواز. وكل تلك العوامل ساهمت في فقدان إيران لتوازنها، وبدلاً عن محاولة إصلاح علاقاتها بدول الجوار، صارت تخلق المزيد من الأزمات وتضيق الخناق على نفسها. وأكد جمعة أن زيارة نجاد لأبو موسى والتصعيد الذي تبعها لهو دليل على العجز والمأزق الذي تعيشه السلطات الإيرانية، وتوقع أن تكون نتائج ذلك التخبط الإيراني لصالح دول المنطقة وليس ضدها، فلقد أصبحت علاقة إيران متوترة مع دول الجوار، ومع الدول الغربية، وهي تواجه الفشل والخسران المبين في العديد من المناطق. تصدير الأزمات وفي الإطار ذاته، قال رجل الأعمال أسامة عبدالحميد إن “الزيارة تعد استفزازاً غير مسؤول وخطوة لا تتناسب مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول مجلس التعاون الخليجي في التعامل مع إيران”، مؤكداً ضرورة تخلي إيران عن تكرار مثل هذه الأعمال التي تزيد التوتر في المنطقة وتعكر العلاقات العربية-الإيرانية، وأكد أهمية إبداء إيران حسن نواياها تجاه المبادرة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمدعومة من الجامعة العربية الداعية إلى حل هذه القضية بالوسائل السلمية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وبما يكفل الحل العادل والدائم لهذه القضية ويعزز من علاقات الصداقة والتعاون ما بين إيران والدول العربية. وأكد عبدالحميد أنه رغم التصعيد الذي تتعمده إيران من خلال الزيارة أو بعدها فإنه يستبعد أن يصل الأمر إلى حل عسكري لأنه يهدد استقرار المنطقة، واقتصاد إيران لا يتحمل أن يعاني المزيد من المشاكل بالدخول في حرب مع الجيران لأنها ستكون المتضرر الأكبر، معتبراً أن هذه الزيارة ما هي إلا خطوة من أجل خلق أزمة لتخفيف الضغط الدولي عليها المتعلق السلاح النووي.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90