أكد استشاري الغدد الصماء والسكري والمدير الطبي لمركز الخليج التخصصي للسكري “جوسلـــــــــــين” د. وئــــــــــام حســـــــــين أن “البحرين تحتل المرتبة الثامنة عالمياً من حيث نسبة انتشار المرض ومعدل المصابين به”، مشيراً إلى أنه “وفقاً لأخر إحصائية أعلنها الاتحاد الدولي للسكري، فقد تراجعت البحرين من المرتبة الخامسة للمرتبة الثامنة عالميا من حيث نسبة انتشار المرض التي بقيت ضمن معدلاتها العالمية بنسبة 19.9%”. وذكر أن “3 دول جديدة تقدمت على البحرين في ترتيب معدل الإصابة بالمرض، وهي على التوالي: لبنان وقطر والسعودية”، مشيرا إلى ان “تقرير الاتحاد الدولي للسكر توقع أن تصل نسبة انتشار المرض بالبحرين بحلول عام 2030 إلى نحو 20.2%”، مضيفا أن “أكثر من 366 مليون شخص مصابين بداء السكري في العالم، ويُقدر أن 4.6 مليون شخص يموتون سنويا من مرض السكري ومضاعفاته، فيما يتوقع أن يؤثر المرض على ما يقرب من 600 مليون شخص في غضون 20 سنة، ويعيش 80 % من هؤلاء في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل. وأوضح د.وئام أن “التقرير يتوقع أن يتضاعف العدد عام 2030 لما يقارب 552 مليون مصاب، أي واحد من أصل 10 بالغين، وهذا يساوي تقريباً 3 حالات جديدة كل 10 ثوان أو 10 ملايين إصابة جديدة كل سنة تقريباً”. وأشار إلى أن “الاتحاد الدولي للسكري كشف النقاب عن وجود ما يقارب 183 مليون شخص في العالم ليس لديهم علم بحالتهم الصحية وأغلبهم مصابون بسكري النوع الثاني”، لافتا إلى أنه “من المتوقّع أن تشهد أوروبا زيادة بنسبة 20% وأمريكا الشماليّة زيادة بنسبة 40% وغرب المحيط الهادئ زيادة بنسبة 50% وأفريقيا وشرق المتوسّط والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا زيادة بنسبة 80%”. وذكر أن “زيادة انتشار الداء السكري من النوع الثاني مرتبطة بزيادة انتشار السمنة، وتشير التقارير الأخيرة الصادرة عن منظّمة الصحة العالميّة وعن الحملة الدوليّة للسمنة أن حوالى 558% من حالات الداء السكّري عالميّاً يمكن أن تُعزى إلى زيادة مؤشّر الكتلة الجسديّة عن 21 كلغ/م2، وأوضحت التقارير أن 90% تقريباً من حالات الداء السكري من النوع الثاني في البلدان الغربيّة ناتجة عن زيادة الوزن”. ويذكر أن، السُّكَّري هو متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، أو كلا الأمرين، ويؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة، إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض وخفض خطر حدوث المضاعفات، ويعاني المصابون بالسكري من مشاكل تحويل الغذاء إلى طاقة “الأيض”، فبعد تناول وجبة الطعام، يتم تفكيكه إلى سكر يدعى الغلوكوز ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم، وتحتاج أغلب خلايا الجسم إلى الأنسولين ليسمح بدخول الغلوكوز من الوسط بين الخلايا إلى داخل الخلايا، وكنتيجة للإصابة بالسكري، لا يتم تحويل الغلوكوز لطاقة مما يؤدي إلى توفر كميات زائدة منه في الدم بينما تبقى الخلايا متعطشة للطاقة، ومع مرور السنين، تتطور حالة من فرط سكر الدم الأمر الذي يسبب أضراراً بالغة للأعصاب والأوعية الدموية، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات مثل أمراض القلب والسكتة وأمراض الكلى والعمى واعتلال الأعصاب والتهابات اللثة، والقدم السكرية، بل ويمكن أن يصل الأمر إلى بتر الأعضاء. أبرز مضاعفات الإصابة وتطرق د. حسين للحديث عن أبرز مضاعفات الإصابة بالسكري على الجسم، والأعضاء التي تتأثر نتيجة الإصابة بالمرض، موضحا أنه في غضون الثلاثين سنة الماضية، لم يعد الداء السكري من النوع الثاني يُعتبر اعتلالاً معتدلاً نسبيّاً، بل أصبح يُعتبر أحد الأسباب المعاصرة الأساسيّة وراء الوفاة المبكرة والمرضانيّة في أكثريّة البلدان، فالارتفاع المزمن في جلوكوز الدم، حتّى عند غياب أيّ عوارض، يسبب في نهاية المطاف ضرراً في الأنسجة ينتج عنه مرض غالباً ما يكون خطيراً، ويمكن إيجاد ضرر الأنسجة في أجهزة عضويّة كثيرة مثل الكلى والعينين والأعصاب المحيطيّة والجهاز الوعائي، ومضاعفات المرض تكمن في الوفاة: إذ أن خطر الوفاة المبكرة أعلى بمرّتين لدى مرضى السكّري منه لدى الأشخاص غير المصابين بالداء السكّري. وفي عام 2000، تسبّب الداء السكري بوفاة ما يقارب 609.000 شخص في أوروبا. وتراوح عمر261.000 شخص منهم بين الـ 35 والـ 64 عامــــــــــاً. وترتكـــــــــز هـــــــــــذه التقديرات على اختلافات نسبيّة في الوفاة بين مرضى السكّري والأشخاص الأصحّاء وتتضمّن الحالات التي كان فيها الداء السكّري السبب وراء الوفاة أو ساهم فيها. وكلّ عام يسبّب الداء السكّري 3.8 مليون وفاة حول العالم وكلّ 10 ثوان يموت شخص من جرّاء أسباب تتعلّق بالداء السكّري. ويتوفّى عدد أكبر حتّى من الأشخاص من جرّاء من مرض قلبيّ وعائيّ تفاقم بسبب اضطرابات شحميّة ناتجة عن الداء السكّري وفرط ضغط الدم. وقد ارتفع معدّل الوفيّات الناتجة عن الداء السكّري في ألمانيا بنسبة 29% من عام 1982 حتّى عام 2005، كذلك تكمن مضاعفات المرض في الأمراض القلبيّة الوعائيّة، حيث تشكّل أمراض القلب أو الأوعية الدمويّة 75% من الوفيّات المرتبطة بالداء السكّري. ويشكّل مرض القلب 50% من حالات الوفيّات كلّها بين مرضى السكّري في أوروبا. ويتضاعف خطر الوفاة من الأمراض القلبيّة الوعائيّة 3 مرّات لدى الأوروبيين المصابين بالداء السكّري. وتتضمّن أنواع الأمراض القلبيّة الوعائيّة التي ترافق الداء السكّري الذبحة والاحتشاء العضلي القلبي “النوبة القلبيّة” والسكتة الدماغيّة والداء الشرياني المحيطي وقصور القلب الاحتقاني. وإنّ خطر التعرّض لسكتة دماغيّة أعلى بمرّتين إلى 4 مرّات لدى مرضى السكّري. وقال د. وئام أن مضاعفات المرض تكمن أيضا في اعتلال الشبكيّة، حيث يمكن أن يؤذي الداء السكّري البصر ويسبّب العمى بعدّة طرق وهو السبب الأوّل للعمى وللاعتلال البصريّ لدى البالغين في سنّ العمل بي 20 إلى 65 سنة في الدول المتقدّمة، وبحسب الاتحاد الدولي للداء السكّري، أكثر من 2.5 مليون شخص في العالم مصاب باعتلال الشبكيّة السكّري، علاوة على الاعتلال العصبيّ،حيث يمكن أن يؤذي الداء السكّري الأعصاب في أنحاء الجسم كافة. ويمكن أن تكون النتيجة مشاكل في الهضم والتبوّل والإصابة بعنّة ومشاكل في وظائف أخرى كثيرة، لكنّ الأعضاء الأكثر تأثّراً بصورة عامة هي القدمان والساقان. ويُدعى الضرر العصبيّ في هذه الأعضاء الاعتلال العصبيّ المحيطيّ ويؤدّي إلى فقدان الإحساس في القدمين وأصابع القدمين. إن 60 إلى 70% من مرضى السكري مصابون بأشكال معتدلة إلى حادة من الضرر في الجهاز العصبيّ الذي يمكن أن يؤدّي إلى ضرر حاد في الأطراف. وإن معدّل بتر الأطراف السفلى لدى مرضى السكّري أعلى بـ15 إلى 40 مــــــــرّة منه لدى غـــير المصابــــــــــين بالمرض، وأيضا هناك مضاعفات فيما يتعلق بالاعتلال الكلوي، إذ أصبح الداء السكري من النوع الثاني في الدول المتقدّمة المرض الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بقصور كلويّ كما أصبح السبب الوحيد الأكثر شيوعاً في المرحلة الأخيرة من المرض الكلويّ. ويتطلّب هذا إما الديلزة أو زرع الكلى. وتتراوح نسبة الإصابة بين 30% و40% في دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة. و10% إلى 20% من مرضى السكري يموتون بسبب القصور الكلويّ، أيضا هناك مضاعفات تتعلق بالعجز الجنسيّ، حيث إن الداء السكّري هو السبب الأول للعجز الجنسي، إذا إن 35 إلى 50 % من الرجال المصابين بالداء السكّري يعانون من العجز الجنسي الذي غالباً ما يكون علاجه أصعب من العجز الجنسي لدى فئات أخرى من المرضى، كذلك مضاعفات تتعلق بالكآبة، إذ يصاب 25 إلى 33% من مرضى السكري بكآبة سريريّة. فحص سنوي للعينين وفي رد على سؤال يتعلق بأبرز النصائح للسيطرة على السكري لضمان حياة افضل، قال د.حسين أن “هناك استراتيجيات لا بد للشخص من اتباعها لكي يتمتع بمستقبل صحي ويضمن الوقاية من السكري وتتضمن ما يلي: قم بزيارة مختص الغدد الصماء وطبيب مرض السكري، وإجراء الفحوص الخاصة بك بشكل منتظم لرصد العلاج الملائم لك، ومع علم الطبيب بإصابتك بمرض السكري، سيتولى فحص المشكلات المستجدة الناجمة عن المرض، ويعد الفحص فرصة ملائمة أيضا للكشف عن أي حالات أخرى، مثل ضغط الدم، والعين، وأمراض الكلى والقلب، كذلك إجراء اختبارات الدم بشكل منتظم: اطلب من الأطباء المختصين القيام بقياس متوسط نسبة السكري في الدم بمعدل مرة واحدة كل 3 شهور، عن طريق اختبار قياس الهيموجلوبين السكرين ونسبة الكولسترول والدهون في الدم، ونسبة البروتينات في البول، واختبار وظيفة الغدة الدرقية، أيضا قم بعمل فحص سنوي للعينين: تساعدك الزيارة السنوية لطبيب العيون على تحديد مشكلات الرؤية الناجمة عن مرض السكري في وقت مبكر، حينما تكون قابلة للعلاج. وقد تحتاج إلى مراجعة طبيب العيون أكثر من مرة في السنة، في حال عدم قدرتك على السيطرة على مرض السكري، أو إصابتك بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى أو ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، كذلك قم بزيارة طبيب الأسنان: يؤدي ارتفاع نسبة السكري في الدم إلى إضعاف الجهاز المناعي للجسم، مما يحد من قدرته على محاربة البكتيريا والفيروسات التي تسبب العدوى، ولأن الفم ملئ بالبكتريا، فإن اللثة تكون موقعًا عامًا للعدوى، وأيضا أحرص على التطعيمات الحديثة مع لقاح الأنفلونزا السنوي”، مضيفاً أنه “بصرف النظر عن سنك، فكونك أحد مرضى السكر يجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض الأنفلونزا من الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكر. وذلك لأن ارتفاع نسبة السكري في الدم تضعف الجهاز المناعي، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وإذا كنت تعاني أيضًا من أمراض القلب أو الكلى، فهذا يزيد من مخاطر إصابتك بالعدوى وتكون العواقب شديدة. وفي حالة إصابتك بمرض الأنفلونزا، يجب عليك المراقبة والتحكم في مستوى نسبة السكري في الدم، كما يجب عليك المواظبة على تناول الأدوية والعلاج لخاص بمرضى السكري كلما دعت الحاجة. كما إن الأنفلونزا تعرضك إلى خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. ويعد التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا هو الحل الأمثل لتجنب خطر الإصابة بالأنفلونزا ومضاعفاتها”. إفحص قدميك يومياً وحول مزيد من النصائح الطبية، أضاف د.حسين أنه “من الممكن أن يشكل مرض السكر خطرًا على قدميك من ناحيتين: قد يتسبب مرض السكري في تلف شبكة الأعصاب في قدميك، مما يقلل الإحساس بالألم، حتى يصبح من الممكن أن تتكون لديك بعض البثور والقروح دون أن تشعر بذلك، ومن الممكن أن يؤدي مرض السكري أيضًا إلى تضيق الشرايين، والحد من تدفق الدم إلى قدميك، مما يؤدي لصعوبة التئام القروح بسبب ضعف تدفق الدم اللازم لتغذية الأنسجة، وقد تتطور بسرعة إلى قرحة أو جرح غير ملحوظ تحت الحذاء أو الجورب إلى مشكلة كبيرة، ويعد مرض السكري السبب الأكثر شيوعًا لبتر الأطراف “غير الحوادث”، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات للرعاية الصحية والعناية الذاتية والتي تساعدك على تجنب خطر التعرض للبتر: أفحص قدميك كل يوم، وأفحص قدميك جيدًا، وأبحث عن بثور أو جروح وكدمات، وحافظ على قدميك نظيفتين وجافتين، ورطب بشرتك بالكريمات المرطبة الخاصة، وأرتدي الجوارب النظيفة والجافة المصنوعة من الألياف مثل القطن أو الصوف، والتي تمتص العرق بعيدًا عن جلدك، وتجنب ارتداء الجوارب ذات الأطراف المطاطية الضيقة، وكن حذرا في استخدم منتجات أدوات القدم، ولا تستخدم قلامة الأظافر أو المقص على الأنسجة، أو المسمار، ولا تقم بوضع أي مواد كيميائية على قدميك، وأحرص دائما على ارتداء الأحذية، للمساعدة في منع إصابة قدميك والأصابع، وقلم أظافرك بعناية، وأحرص جيدًا على ألا تجرح الجلد المحيط بأظافرك عند تقليمها، فإذا رأيت أي احمرار حول أظافرك، سارع بإبلاغ الطبيب المختص.