باريس - (أ ف ب): توفي الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي يوم الأربعاء الماضي في المنطقة الباريسية عن 98 عاما كما علم أمس من بلدية شينفيير، ليرحل الفيلسوف الذي كان لفترة طويلة كبير المفكرين الشيوعيين الفرنسيين، والذي أعتنق الإسلام وأثار جدلاً كبيراً لتشكيكه بالمحرقة اليهودية. وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريشار براسكييه “لقد انتهى بشكل بائس على الصعيد الثقافي وفي مستوى دنيء من الإنكار”. وتوفي غارودي الأربعاء في شينيفيير حيث كان يقيم. وسيتم تشييعه بعد غد الإثنين في مدينة شامبيني سور مارن، كما ذكرت مصادر متطابقة الجمعة. وولد غارودي في 17 يوليو 1913 في مرسيليا (جنوب). وانتخب نائباً في 1954 ثم أصبح عضواً في مجلس الشيوخ. وبصفته أستاذاً للفلسفة، تولى من 1960 إلى 1970 رئاسة تحرير مجلة “كاييه دو كومونيسم” (دفاتر الشيوعية) الناطقة باسم الحزب، ومركز الدراسات والبحوث الماركسية (1960-1970). وفي عام 1982 اعتنق الإسلام وفي 1996 أصدر كتابه “الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية” الذي نقض فيه وجود غرف الغاز و«فكرة مقتل ستة ملايين يهودي تمت تصفيتهم بأيدي النازيين”. وقد تمت محاكمته وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة قدرها حوالى 25 الف يورو. وتم تثبيت الحكم نهائياً في العام 2000. وعمل غارودي مدرساً للفلسفة في البي (جنوب فرنسا) والجزائر وباريس وألف عدة كتب. وكان في صلب جدل حاد شارك فيه الأب بيار مؤسس منظمة ايمايوس في 1996. وكان الأب بيار دافع عنه مؤكداً أنه يقوم بعمل “بحث عن الحقيقة في مواجهة تشويه واقع غير قابل للنقاش”. وأكد أن “تصفية اليهود من قبل النازيين موضوع لم يقفل الجدل بشأنه بعد”. لكن الأب بيار اضطر بعد ذلك لسحب تصريحاته وتقديم اعتذارات. وبعد وفاة غارودي، يبقى الأستاذ الجامعي روبير فوريسون آخر شخصية معروفة في فرنسا تنكر حدوث المحرقة.