القلوب تحزن، والعيون تدمع، وإنّا على فراقه لمحزونون. بقلوب مكلومة، ونفس راضية بقضاء المولى القدير وقدره، ومشاعر يلفها الحزن نودع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم في جنات النعيم بإذنه تعالى. نودع الأمير الراحل ونحن نتذكر عطاءه الكبير المتدفق من قلب نابع من حبه لشعبه وأمته العربية والإسلامية، ومن حرص والتزام بالمسؤولية الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتق سموه لخدمة قضايا الأمة التي لم يتوانَ لحظة في تحملها بكل كفاءة واقتدار. نودع الأمير الراحل ونحن نتذكر إسهاماته الواضحة في بناء السعودية الحديثة، وتعزيز مكانتها الحضارية في شتى المجالات لتظهر كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية بارزة على خريطة العالم. نودع الأمير الراحل ونحن نتذكر جهوده الفاعلة في تطوير علاقات الشقيقة السعودية مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي وكافة الدول العربية، والدول الإسلامية والدول الصديقة. نودع الأمير الراحل ونحن نتذكر ما قدمه من مواقف مشرّفة وجليلة لنصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وتكريسه حياته العامرة بالإنجازات، والحافلة بالمواقف الإنسانية اللافتة. نودع الأمير الراحل ونحن نتذكر مواقفه التاريخية تجاه البحرين في مختلف المجالات، وهو من قال: “أمن واستقرار البحرين لا يتجزأ عن أمن واستقرار السعودية”. وهو ما يعكس المكانة الكبيرة التي تحتلها المنامة لدى سموه الذي حرص على توطيد العلاقات السعودية - البحرينية لإيمان سموه الكبير بالتكامل الخليجي وضرورة توطيد العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي. نودع الأمير الراحل ونحن نتذكر مواقفه البارزة تجاه مشروع الاتحاد الخليجي، والذي مازالت بصماته واضحة فيها مع رحيله واستعداد دول مجلس التعاون لتحقيق هذا المشروع الطموح. نودع الأمير الراحل والبحرين تقف قيادة وحكومة وشعباً مع قيادة الشقيقة السعودية وحكومتها وشعبها الكريم، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى أسرة آل سعود المالكة الكريمة، وحكومة وشعب السعودية الشقيقة. داعين المولى القدير أن يتقبل الأمير الراحل بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهلنا في السعودية الشقيقة الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.