كتب - هشام الشيخ وعبدالله إلهامي:
أكد خليجيون وعرب أن رحيل الأمير نايف خسارة كبيرة، لارتباط جهوده بالجانب الأمني والسياسي، ولما يمتلكه من رؤية ناضجة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وتعزيز الوئام الاجتماعي أيضاً.
وقالوا لـ«الوطن” إن الفقيد كان بصدد وضع رؤية جديدة للمرحلة المقبلة بحكم منصبه ولياً للعهد.
وأضافوا أن من أهم القضايا التي يتميّز بها الأمير الراحل كشخصية أمنية قضاؤه على المسلسل الدموي وعمليات التفجير التي أزهقت أرواح الكثير من الأبرياء، إذ إنها لو طال بقاؤها لأدخلت المملكة السعودية والمنطقة في دوامة كبيرة من الإرهاب وأعمال العنف.
وأوضحوا أن الأمير نايف كان يتمتع بشخصية اجتماعية ذات شعبية كبيرة في المملكة والأمة العربية بأكملها لما له من حضور قوي في مواقف متعددة، لذلك فإن رحيله يعدّ فاجعة، سائلين المولى أن يتغمده برحمته.
تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الراحل الكبير المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية السعودي، الذي انتقل إلى رحمته تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء والبناء والعمل لرفعة أمته وترسيخ دورها الإنساني النبيل على الساحتين العربية والدولية، وحافلة بالمواقف الأصيلة النابعة من حرصه الصادق على العروبة وتضامن الأمتين العربية والإسلامية، وعلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار للمملكة العربية السعودية الشقيقة والمنطقة العربية.
إن غياب الراحل الكبير عن الساحة هو خسارة للأمتين العربية والإسلامية وخسارة لفلسطين كوننا خسرنا أحد أبرز رجالات أمتنا الحريصين على الوحدة العربية وعلى تحقيق الأمن والأمان للشعب السعودي الشقيق ولشعوب منطقتنا العربية، الذي كانت بصماته واضحة وجلية في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، ورفعة أمته وترسيخ دورها الإنساني النبيل على الساحة الدولية.
تعزية فلسطينية
وقال سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه محمد عبدالقادر: “لا يسعنا إلا أن نعلن تضامننا الأخوي الصادق مع الشعب السعودي الشقيق في هذا المصاب الأليم ولا نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأضاف: نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، وللأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق، والأمتين العربية والإسلامية بهذا المصاب الجلل الأليم على قلوبنا جميعاً، داعين المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم خادم الحرمين الشريفين، والأسرة الحاكمة، والشعب السعودي، جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.
التحولات الكبيرة
وقال خبير التخطيط الاستراتيجي القطري د.جاسم سلطان إن الأمير نايف له جهود كبيرة في خدمة المملكة والوطن العربي، مضيفاً أن الشعوب بدورها تفتقد ذوي الخبرة والباع الطويل، لأنهم يغرسون بصمة كبيرة في نفوسهم، مضيفاً أن الأمير شارك في مهمات متعددة وشهد تحولات كبيرة في المملكة العربية السعودية، لذلك فإنه سيترك فراغاً كبيراً خلفه، سائلاً الله أن يعوض المملكة ويلهم أهله وذويه وشعبه الصبر والسلوان.
وأضاف أن من أهم القضايا التي استطاع القضاء عليها وقف المسلسل الدموي من التفجيرات وعمليات الإرهاب هو نجاح ملحوظ لأي شخصية في مجال الأمن القومي والوطني، لذلك فإنه بدون تلك الجهود التي بذلها الأمير نايف كانت المملكة والمنطقة ستدخل في دوامة كبيرة من الأعمال الإرهابية، مؤكداً أنه عالج تلك الحركات العنيفة بكفاءة عالية.
التكاتف الخليجي
من جانبه، أشاد أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الكويت د.محمد الرميحي بمواقف الأمير نايف بن عبدالعزيز قائلاً: رحمه الله، فقدنا شخصية عزيزة كان دولة وحده.
وأردف: آخر لقاءاتي به في الكويت إذ قابلته إبان اجتماع وزراء الداخلية العرب في ديوان عبدالعزيز البابطين، وتحدث إلى مجموعة من الكويتيين كرجل دولة مهموم بقضايا المنطقة خصوصاً دول الخليج العربية، وتطرق إلى التطورات في كل من العراق والبحرين، لافتاً إلى أنه كان يرى أن الخروج من الأوضاع الثقيلة والمزعجة في المنطقة سبيلها التكاتف والعمل الموحد من أجل مصلحة الخليج العربي.
وأضاف: فقدنا شخصية عزيزة وكان رجلاً سياسياً ذا نظرة عميقة وشاملة، معبراً عن التعازي للسعودية ملكاً وحكومة وشعباً لفقد هذا الرجل المتميز، ولنا في إخوانه وأبنائه خير خلف.
الملف الأمني
وقال مدير تحرير البرامج في قناة إم بي سي طلعت موسى خالد إن وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود هي خسارة لجميع العرب قبل أن تكون خسارة للمملكة العربية السعودية، نظراً لدوره على الأصعدة الأمنية والإنسانية كافة.
وأوضح أنه دوره كان مهماً في محاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة الخليجية والعربية، إذ كان وزراء الداخلية العرب يركنون إليه في مكافحة ظاهرة الإرهاب، مشيراً إلى أن الأمير نايف على الرغم من تعرض ابنه لمحاولة اغتيال إلا أن ذلك لم يجعله يتراجع أمام الحملات الإرهابية الكبيرة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الأخيرة.
وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، قال: كانت للفقيد يد معطاءة في الداخل والخارج، إلى جانب كونه رجل دولة من الطراز الأول، معبراً عن ثقته أن هناك من بين القادة السعوديين من ينطبق عليه أنه خير خلف لخير سلف.
ركيزة الاستقرار
وأوضح الصحافي والمحلل السياسي عبد الوهاب بدر خان أن وفاة الأمير نايف في هذه الظروف العربية والسعودية تشكل خسارة كبيرة، إذ أن اسمه ارتبط ارتباطا وثيقاً بالوضع الأمني والسياسي، لما له من رؤية ناضجة في ما يخص الأمن ومكافحة الإرهاب والبحث عن الوئام الاجتماعي أيضاً، مضيفاً أن الأمير لعب دوراً كبيراً في المملكة، علاوة على أنه كان بصدد المشاركة في وضع رؤية للمرحلة المقبلة بحكم منصبه كولي للعهد، لذلك فإن مسيرته طوال عقود عدة في خدمة الشعب تعد ركيزة للمساهمة في استقرار المملكة. وقال: “نعلم أن الأمير نايف كان يتولى مهمات إعلامية متعددة، وقد أتيح لنا ذات مرة أن نستمع إليه مباشرة متحدثاً إلى الصحفيين، وكان الجميع مبهوراً بصراحته ودقة أفكاره حول الملف الذي يتناوله، إذ تطرق إلى ما حصل في موسم الحج من أحداث أمنية، مؤكداً أن سلامة الموسم والحجاج من أبرز المهمات التي أشرف عليها في حقبة طويلة من عمله، وكان في الوقت نفسه ودوداً ويحاول أن يتعرف على الصحفيين كافة ويطلب منهم ألا يترددوا في الاتصال به إذا كانوا يحتاجون إلى المزيد من المعلومات.
ثمرة طيبة
وقال رئيس مجلس طلبة كليات التقنية العليا في الإمارات فهد الشحي إن القلوب تأسف لوفاة هذا الشخص الذي لا تفي الكلمات حقه فقد كان خادماً للشعب السعودي، لذلك فإن الحروف تعجز عن الوفاء لمكانته، مقدماً أحر التعازي للأسرة الملكية والشعب السعودي بتلك الفاجعة التي أدمت قلوب الأمة العربية، متمنياً أن تأتي ثمرة طيبة تكمل المسيرة الجميلة التي بدأتها هذه الشخصية المميزة.
وأضاف أن الرجل ذو شأن وإنجازات وصنع لنفسه وشعبه تاريخاً سيبقى خالداً على مدى الأيام، إذ إن وقفاته الأمنية والاجتماعية ستظل بصمة في قلوب الجميع، سواء الخليجيين أم الأشقاء العرب كافة، كونه زرع البذرة الطيبة وها نحن نحصدها.