قال وزير الأشغال عصام خلف إن نسبة إنجاز مشروع محطة المعالجة في الحد بلغت 24%، على أن يتم مع نهاية يونيو الجاري البدء بحفر خط الأنفاق الممتد لنحو 16 كيلومتراً من البسيتين إلى الحد، مشيراً إلى أن المشروع يلغي عند تكامله عمل 24 محطة رئيسة وثانوية ضمن المناطق السكنية.

وكشف الوزير لدى تفقده موقع المحطة واطلاعه على المراحل التي قطعها المشروع، اعتماد مشروع محطة المحرّق لمعالجة مياه الصرف الصحي والخط الناقل وفقاً للمعايير العالمية الحديثة، مشيراً إلى أن المحطة مصممة بطريقة مغلقة تضمن عدم انبعاث الروائح والغازات تلقائياً، ومجهزة بنظام تلقائي لمرور تدفقات مياه الصرف الصحي لتجنّب الفيضانات في الحالات الطارئة، وتزويدها بأجهزة تحكم متطورة لإزالة الغازات والروائح، وتميزها بتصميم معماري فريد.

وأضاف خلف أن المشروع يواكب التطور والتوسع العمراني المتصاعد، من خلال بناء نظام صرف صحي باعتماد المعايير العالمية رفيعة الجودة، تحقق الاستدامة وتفتح المجال لتوصيل جميع المباني والمنشآت في مختلف مناطق المحرق بما فيها المناطق المطورة حديثاً، إضافة إلى فائدته في إنتاج مياه معالجة صالحة للاستخدام الزراعي والصناعي وتجميل الحدائق والشوارع لغرض سد حاجة المحافظة من هذه المياه.

ولفت إلى أثر المحطة الإيجابي في وقف التدهور البيئي البحري بسبب رمي مياه الصرف الصحي دون معالجة إلى البحر من المحطة الرئيسة B1، وتحسين الوضع البيئي من خلال إلغاء محطتين رئيستين، وإزالة 22 محطة ضخ قائمة تقع داخل المواقع الإسكانية، والتقليل من الفيضانات وانبعاث الروائح والغازات عبر بناء خط عميق لنقل مياه الصرف باستخدام تكنولوجيا الأنفاق، ومحطة واحدة متطورة ومزودة بأجهزة وترتيبات حديثة للسيطرة على الروائح والغازات والفيضانات تتسق والمعايير العالمية.

وأشار خلف إلى أن مشروع محطة المحرق يمثل أحد أهم مشاريع الرؤية الاقتصادية 2030، باعتباره المشروع الاستراتيجي الأول لقطاع الصرف الصحي الذي تم إسناده للقطاع الخاص، مضيفاً أن المحطة تعالج 100 ألف م3 يومياً قابلة للزيادة إلى 160 ألف م3، مبيناً أن الخط الناقل لمياه الصرف طوله 15.9 كم وبعمق يصل إلى 15 م، ويبدأ من منطقة البسيتين ويمتد عبر المحرق مروراً بعراد ومن ثم يعبر منطقة الحد ليصل إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي الواقعة شمال شرق ميناء خليفة بن سلمان في منطقة الحد الصناعية.

وأوضح وزير الأشغال أن المشروع يتكون من محطة الرفع لمياه الصرف الصحي شرق الحد على شارع الحوض الجاف، ومداخل وغرف التفتيش للخط الناقل، بحيث يبلغ مجموعها 48، وتقع على امتداد الخط الناقل لمياه الصرف، وتوصيل شبكات الصرف القائمة في 32 موقعاً، وأعمال تهيئة للتوصيلات المستقبلية في 7 مواقع، ومخرج لتصريف المياه المعالجة إلى البحر بطول 1.5 كم قابل للتمديد إلى 4 كيلومترات عند الضرورة.

ونبّه الوزير إلى أهم مميزات المشروع تضمنه إلغاء 24 محطة لمياه الصرف الصحي تشمل محطتين رئيستين “رقمB-1 قرب بريد المحرق ورقم B-2 قرب قلعة عراد”، و22 محطة ضخ ثانوية أخرى كانت شُيّدت في مواقع مختلفة بمحافظة المحرق داخل المناطق السكنية منها 10 محطات في الحد وكلها تقع في قلب المناطق السكنية. وذكر خلف أن تصميم المحطة اعتمد على معايير عالمية بيئية متقدمة في مجال منع أصوات الضجيج، لافتاً إلى أن استخدام تقنية بناء الأنفاق العميقة بدل الطريقة التقليدية المتبعة في هذه المشاريع تسهم بشكل رئيس وكبير في تفادي الإزعاجات الكبيرة للجمهور والمرور لو كان تحديد الخط الناقل كان بطريق الحفر التقليدي المزعج الذي يستغرق وقتاً طويلاً.

ومحطة المعالجة مزوّدة بتكنولوجيا متطوّرة من أجل تنقية الهواء ومعالجة الروائح حسب المعايير البيئية العالمية، ويتم تطبيق خطة متطورة تستند على المتابعة والرقابة والتحكم في انبعاث الغازات والروائح بهدف التأكد من أن أجهزة معالجة الروائح تعمل بفاعلية عالية، وتشمل خطة المشروع ترتيبات للسيطرة على الروائح في الحالات الطارئة.

وتعد تقنية بناء الأنفاق العميقة من التقنيات المتقدمة في مجال بناء خطوط الصرف الصحي، وتعتمد على تركيب أنابيب بطريقة انحدارية دقيقة جداً، دون الحاجة لحفر الطرق وهي تقنية تطبق للمرة الأولى في البحرين من خلال هذا المشروع.

وكشف وزير الأشغال أن الغرض من أعمال المسح والمعاينة حماية أصحاب الممتلكات من أي ضرر يلحق بهم نتيجة الأعمال الإنشائية، مبيناً أنه تجري حالياً عملية مسح المنشآت بعد أخذ موافقات أصحاب الممتلكات القريبة من الموقع، ليصار إلى تعويض أصحاب الممتلكات إذا ثبت حصول ضرر لممتلكاتهم المجاورة للموقع بسبب الأعمال الإنشائية.