أحيا أطفال البحرين على اختلاف انتماءاتهم المجتمعية، قيم التسامح والمودة والتآخي بمواجهة الأزمات الطارئة، مؤكدين مرة تلو أخرى أن تعايش البحرينيين وتآلفهم واندماجهم باقٍ كما عهده الجميع.
ودرّب مجموعة من خبراء الإرشاد النفسي والاجتماعي ضمن المرحلة الثالثة من حملة “وِحدة وَحدة”، الأطفال على امتلاك مهارات التغلب على الصعاب والأزمات، بما يسهل إدماجهم وصهرهم ببوتقة واحدة متماسكة متجانسة طالما ميّزت البحرينيين على مر العصور والأزمان.
وتُحضر الحملة لإطلاق برنامج إرشادي بعنوان “فرسان السلام” 24 يوليو المقبل، يشرح طرائق التعامل مع الناشئة وإدماجهم بطريقة اللعب، باعتبارها الوسيلة الأسلس لإداركهم والأقرب لميولهم وهواياتهم.
وكانت المرحلة الثالثة من حملة تعزيز الوحدة الوطنية ولم الشمل الاجتماعي “وِحدة وَحدة” انطلقت مؤخراً، بمجموعة من الأنشطة الوطنية الموجهة لمختلف الفئات والأعمار والمناطق بالمجتمع البحريني.
وقال المنظمون إن المرحلة الجديدة من عمر الحملة تتألف من مجموعة مشاريع تعليمية واجتماعية واقتصادية ووطنية وترفيهية، وتصب جميعاً في الأهداف الاستراتيجية للحملة وأساسها الوصول إلى المواطن داخل منطقته وحثه على التعاون والعمل مع الآخرين.
واستهلت حملة “وِحدة وَحدة” مشاريع المرحلة الثالثة ببرنامج إرشادي بعنوان “التكيف مع الأزمات” قدّمته الاستشارية المختصة د.جيهان العمران، وهو عبارة عن تدريب مجموعة من المرشدين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين والمعنيين بشؤون الطفولة، لتقديم حصص تدريبية مكثفة لجيل الأطفال والناشئة حول مهارات التغلب على الأزمات والغضب، وكيفية إحياء مشاعر التسامح وقيم المودة والتصالح، بما يسهم في إدماج الأطفال من مكونات مجتمع البحرين المتعددة والمعروفة بوحدتها وتماسكها.
ويشمل البرنامج الإرشادي في مرحلة تالية تنظيم معسكر للمشاركين تحت عنوان “فرسان السلام”، ويجري التحضير له حالياً على قدم وساق، وفتح باب التسجيل للمشاركة وافتتاحه 24 يوليو المقبل، ويتضمن برنامج المعسكر تدريبات على مهارات اجتماعية وتعزيز للمواهب الواعدة والاستفادة من أحدث النظريات في علم الاجتماع، عبر تقديم النصيحة والمعلومة عبر الألعاب المفيدة على أيدي كوكبة من خيرة المرشدين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين والمختصين في التعامل مع الأطفال والناشئة.
وكشف المنظمون أن المرحلة الثالثة من حملة “وِحدة وَحدة” تسلط الضوء على أولويات اجتماعية ملحة تخدم الأُسرة البحرينية، من خلال تقديم ورش عمل مكثفة للشابة البحرينية المقبلة على الزواج، عبر توعيتها بمختلف الالتزامات الشرعية والقانونية المترتبة عن خوض غمار التجربة الجديدة المتمثلة في الاقتران بشريك الحياة، بالتعاون مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة.
وذكر المنظمون أن هذه المرحلة تشمل أيضاً تنظيم مسابقة مفتوحة للشباب البحريني من الجنسين، لالتقاط أجمل الصور عن المناطق والقرى بالبحرين مستمدة الرؤية من واقع الشباب البحريني ورؤيته لمنطقته، وما تتميز به البحرين من مواهب فنية، بما ينسجم مع تنمية هواية التصوير لدى الشباب البحريني، ويجري في وقت لاحق فرز الترشيحات عبر لجنة تحكيم فنية مختصة وتكريم الفائزين والاحتفاء بالمشاركين ممن ساهموا بعينهم الجميلة في التقاط أجمل الصور عن بلدهم الجميل.
وتشمل المرحلة الثالثة من حملة “وِحدة وَحدة” مشاريع اقتصادية متنوعة، فيما أكد المنظمون أنها مبادرات مميزة عبر الاستعدادات الجارية بالتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة البحرين لتحفيز وتشجيع رواد الأعمال الشباب من الجنسين لاستعراض مشاريع مميزة، تبحث عن فرصة لتسليط الضوء حولها، من خلال توفير موقع عرض مفتوح للعموم لعرض مختلف أنواع المنتوجات الشبابية المبتكرة، بحيث يكون موقعاً شعبياً جاذباً للأُسر البحرينية من مختلف مكونات المجتمع.
اللافت في المبادرة الوطنية الشبابية ذات المنحى الاقتصادي أنها تروِّج لأيّ مشروع أو منتوج مصنَّع في البحرين بطريقة فنية مميزة وحديثة، وبحيث يحمل الدمغة الشهيرة “MadeinBahrain” وعلى يد خبرة من الكوادر الشبابية الطامحة لدخول ميدان الاقتصاد والتجارة عبر ما تمثله فرصة المعرض من بوابة واعدة لهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وقال المنظمون إن من ميزات هذه المرحلة الترتيب للقاءات إرشادية وتدريبية مع قامات رفيعة في مجال الاقتصاد والتجارة، لإفادة رواد الأعمال في إنجاح مشاريعهم الناشئة.
وتحمل المرحلة الثالثة من الحملة على الصعيدين الوطني والفني، مفاجأة فنية وثقافية عبر تشكيل فرقة وطنية إنشادية هي الأُولى من نوعها بحرينياً، مؤلفة من مواهب في عمر الزهور “كورال لأطفال البحرين”، ويخضع أعضاء الفرقة حالياً لتدريبات مكثفة لصقل مواهبهم الفنية على يد مختصين، وتبصر المشاريع الإنشادية والغنائية للفرقة النور في الأسابيع المقبلة القليلة.
وتتولى “كورال أطفال البحرين” إحياء التراث الشعبي البحريني بطريقة حديثة متجددة، من خلال ترديد الأهازيج الشعبية المعروفة والأغاني الوطنية الخالدة في الذاكرة البحرينية، التي دأبت الأذن على سماعها وترديد صداها في الآفاق، بما يشيع أجواءً من البهجة ونشر قيم المودة والتسامح التي جُبل عليها البحرينيون.
وتحضر الفرقة بقوة في مناسبة “القرقاعون” منتصف شهر رمضان المبارك، من خلال زيارات لعدد من المناطق البحرينية حاملة معها ذاكرة أيام الخير والبركة وعبق التراث والتاريخ البحريني الأصيل.
ويزيح منظمو الحملة الستار قريباً عن تفاصيل مسابقة السيارات، وهي فكرة شبابية لمسابقة تزاوج بين التنافسية والمتعة وكيفية تحويل قطع غيار من خردة السيارات المستغنى عنها إلى مركبة صالحة للاستخدام، والمشاركة في مسابقة الحملة بما يؤمن الالتزام بأخلاقيات القيادة وفنون التعامل مع الآخرين الشركاء في المهمة، وبما يضمن النجاح في السباق والتفوق في التواصل مع مكونات المجتمع لكسب الجولة.
وشهدت المرحلة الثانية من عمر حملة “وِحدة وَحده” نجاحاً باهراً في مجال كسب التوافق المجتمعي والتكاتف الاجتماعي، وخاصة في الفعاليات الشعبية كمسابقة قافلة الخير لتلوين مجسم الجمل ودوري الألعاب الشعبية، وأثبتت المتابعة المستمرة أن الحملة وصلت إلى حوالي 50 ألف مواطن عبر جميع وسائل الاتصال المتاحة.
وقدّم منظمو الحملة الشكر والتقدير لجميع الجهات الداعمة للحملة مثل وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم و«تمكين” والبنك الأهلي وعقارات السيف وبنك البحرين والكويت والمجلس الثقافي البريطاني وغرفة تجارة وصناعة البحرين ومنتزه عذاري، مؤكدين أن الباب مازال مفتوحاً للقطاع الخاص والحكومي للمساهمة في الحملة.