عواصم - وكالات: قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مقابلة مع الصحافة الألمانية أمس إنه سينسحب من الحياة السياسية في نهاية ولايته الرئاسية الثانية في 2013 وأنه يفكر في العودة إلى مجال العلوم، كما أبدى استعداده للقيام بما أسماه «خطوة إلى الأمام» في المباحثات مع القوى الكبرى حول برنامج بلاده النووي، وذلك عشية لقاء يعتبر حاسماً في موسكو.

وقال نجاد بحسب مقتطفات من المقابلة التي تصدر اليوم في صحيفة (فرانكفورتر الجماينة سونتاغتسايتونغ): «ثمانية أعوام تكفي». وأضاف «أتوقع العودة إلى العلوم»، في حين لا يسمح له الدستور بالترشح لولاية ثالثة. واستبعد الرئيس الإيراني أيضاً عودة لاحقة إلى السياسة وأكد «ربما التزم سياسياً في الجامعة لكني لن أؤسس حزباً أو مجموعة» سياسية.

وأعيد انتخاب نجاد الذي يقدم نفسه باعتباره مدافعاً عن الفقراء، في العام 2009 بعد وصوله المفاجئ إلى السلطة في العام 2005. وقبل البدء بمسيرته السياسية، حصل على شهادة الدكتوراة في إدارة النقل المدني.

وفي الملف النووي، أكد الرئيس الإيراني أنه على استعداد للقيام بخطوة إلى الأمام في المباحثات مع القوى الكبرى، وصرح بحسب الصحيفة الألمانية: «نحن على استعداد طوعي للقيام بخطوة إيجابية إذا قام الطرف الأخر أيضا بخطوة».

وكان نجاد يرد على سؤال عما إذا كانت بلاده ستكون مستعدة للتخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وهو نشاط حساس جدا لأنه يقرّب البلد من مستوى التخصيب الضروري لصنع القنبلة الذرية (90 في المئة). وأضاف «نأمل في إحراز تقدم في موسكو».

ويلتقي دبلوماسيون كبار من مجموعة 5+1 وإيران الاثنين والثلاثاء المقبلين في موسكو لمتابعة المباحثات الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي قبل أسبوعين من تطبيق الحظر النفطي الذي قرره الاتحاد الأوروبي ضد طهران لإرغام الجمهورية الإسلامية على التخلي عن برنامجها النووي.

وبحسب الرئيس الإيراني، فان التخصيب بنسبة 20 في المئة «ذات أهداف طبية بحتة».

وعلى صعيد متصل، استبعد مفاوض إيراني سابق أن تقبل طهران اقتراحاً قدمته القوى العالمية بأن توقف تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى وتغلق موقعاً نووياً تحت الأرض مقابل الحصول على وقود لمفاعل نووي وقطع غيار لطائرات مدنية، واصفاً العرض بأنه مبادلة «للألماس بالفول السوداني».

وقال حسين موسويان وهو الآن باحث زائر بجامعة برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية إنه «لا يعتقد أن إيران ستقبل العرض عندما يجري الجانبان جولة جديدة من المحادثات في موسكو».

وفي تطور متصل، يزور الرئيس الإيراني البرازيل الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة حول التنمية المستدامة ريو+20، على أن يزور أيضاً كلاً من بوليفيا وفنزويلا، وأوضحت الرئاسة أمس أن نجاد سيبقى يومين في البرازيل حيث «سيلتقي بعضاً من قادة العالم» على هامش القمة.

وسيتوقف الرئيس الإيراني الذي سيغادر طهران الاثنين، في بوليفيا حيث سيناقش «تطور العلاقات الثنائية» مع الرئيس إيفو موراليس، كما ذكر المصدر نفسه. وفي طريق عودته، سيقوم بزيارة «قصيرة» لفنزويلا يجري خلالها محادثات مع الرئيس هوغو تشافيز، كما أضاف المصدر الذي لم يقدم مزيداً من التفاصيل.