يبحث المنتخب الهولندي عن خدمة من غريمه الألماني الذي يعتبر من المنتخبات «المغضوب» عليها من قبل الهولنديين، نظراً إلى الخصومة التاريخية التي بدأت مع نهائي مونديال 1974، لكي يتجنّب الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ نهائيات 1980.
وسيكون المنتخب الهولندي مطالباً بالفوز على نظيره البرتغالي بفارق هدفين، وأن تتغلب ألمانيا على الدنمارك لكي يواصل مشواره في البطولة، لكن الإحصائيات والتاريخ لا يصبان في مصلحة فريق المدرب بيرت فان مارفييك لأنه لم يسبق لأي منتخب أن خسرت مباراتيه الأولين في البطولة القاريين، وتمكَّن من التأهل إلى الدور التالي.
والمفارقة أنَّ المرة الأخيرة والوحيدة التي خرج فيها الهولنديون من الدور الأول عام 1980 حصلت بعد عامين على وصولهم إلى نهائي كأس العالم، حين خسروا أمام الأرجنتين، وها هم يواجهون احتمال تكرار السيناريو ذاته بعد أنْ وصلوا إلى نهائي مونديال2010، حيث خسروا أمام الإسبان.
ولن يكون التاريخ والإحصائيات العامل الوحيد الذي يواجهه فان مارفييك في مباراة اليوم، بل إنَّ المشاكل بدأت تشقُّ طريقها إلى لاعبيه لأن رافايل فان در فارت وكلاس يان هونتيلار غير راضيين بتاتاً عن جلوسهما على مقاعد الاحتياط، فيما فقد اريين روبن أعصابه عندما قرر مدربه استبداله في مباراة ألمانيا فقام بركل لوحة للإعلانات.
ويعاني المنتخب الهولندي هجومياً رغم أنه كان الأكثر تسجيلاً في التصفيات (37 هدفاً)، إذ احتاج إلى 45 تسديدة على المرمى، من أجل تسجيل هدف وحيد كان لروبن فان بيرسي في الدقيقة 73 من مباراة «البرتقالي» مع الألمان.
ودفع هذا الأمر بالصحافة الهولندية إلى انتقاد فان مارفييك وإصراره على إشراك فان بيرسي أساسياً على حساب هونتيلار، هداف التصفيات (12 هدفاً).
ومن المرجح أنْ يبدأ فان مارفييك مباراة الغد بهونتيلار وفان در فارت، ما يعني أن فان بيرسي سينتقل لشغل مركز الجناح، كما كانت الحال في الشوط الثاني من مباراة ألمانيا.
ويعتمد الهولنديون على الوعد الذي قطعه شفاينشتايجر لزميله وقائده السابق في بايرن ميونيخ مارك فان بومل بأن الـ»مانشافت» سيقدم كل ما لديه، من أجل الفوز على الدنمارك، لكن على هولندا أنْ تقوم بالمطلوب منها، أي الفوز على البرتغال بفارق هدفين.
ولن تكون مهمة الهولنديين سهلة أمام البرتغال التي كانت تغلبت على منتخب «الطواحين» في المواجهتين اللتين جمعتهما في نهائيات كأس أوروبا 2004 (فازت 2-1 في الدور الثاني) وكأس العالم 2006 (فـــــــازت 1-صفــــــــر في ثمن النهائي)، فيما تبادلا الفوز في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 1992 (بنتيجـــــــة واحـــــــدة 1-صفر ذهاباً وإياباً).
وقدم البرتغاليون أداءً شجاعاً في مباراتهم مع الدنمارك، التي تمكنوا من حسمها 3-2 بفضل البديل سيلفستر فاريلا، الذي سجَّل هدف الفوز في الدقيقة 87 من اللقاء الذي تقدم خلاله منتخب بلاده 2-صفر، قبل أنْ يدرك الدنماركيون التعادل.
وقد حذر فاريلا منتخب بلاده من هولندا الجريحة، مضيفاً «نحن جميعنا نعلم بأنَّ الهولنديين يملكون لاعبون رائعون يتمتعون بقدرات عالية. علينا أنْ نفرض أسلوب لعبنا...لكن يجب أن نحذر من خصم جريح».
وتتجه الأنظار إلى قائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي قدّم أداءً مخيباً حتى الآن في البطولة القارية، خصوصاً في المباراة الثانية أمام الدنمارك، حيث أهدر العديد من الفرص، ما دفع الصحف البرتغالية الى انتقاده، فكتبت صحيفة «ابولا» اليومية: «البرتغال فازت+ بدون+ رونالدو الذي أهدر فرصاً لا تصدق»، في حين لخصت «دياريو دي نوتيسياس»: «ظهرت الشخصية البرتغالية بدون رونالدو: هدف من فاريلا في الدقيقة 87 منح البرتغال فوزاً ثميناً في مباراة لعب فيها بيبي وناني الأدوار الأولى وعوضا سقطات رونالدو».
وسخرت «كوريو دا مانيا»: «أنه الأفضل في العالم (رونالدو) لكن ليس مع البرتغال».