كتب - حذيفة يوسف:

عبر صحفيون سعوديون عن صدمتهم لنبأ وفاة صاحب السمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية.

وقالوا في أحاديث لـ«الوطن» إن الفقيد كان رجل دولة في المملكة، وأرسى دعائم الأمن في المملكة العربية السعودية وإن إنجازاته تشهد بذلك سواء بالحفاظ على أمن الحجيج ومواسم الحج، أم بمحاربته الإرهاب والجماعات المتشددة.

وبين هؤلاء الصحفيون أن الأمير نايف بن عبدالعزيز تميز بكونه رجلاً أمنياً يفكر سياسياً، ويعالج الأمور بمختلف الطرق الممكنة، إضافة إلى محاربته للتهريب والمخدرات.

وأكدوا أن الأمير الراحل كان الرئيس الفخري لوزراء الداخلية العرب مما يؤكد المكانة العالمية التي يتبوأها.

صدمة للسعوديين

وقال الإعلامي والكاتب السعودي ياسر الغسلان إن رحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز شكل صدمة للسعوديين، مشيراً إلى أنه كان الرجل المناسب في المناصب الرسمية التي شغلها منذ طويل.

وأضاف الغسلاني أن الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز كان جزءاً رئيساً في العديد من المراحل المفصلية للدولة السعودية، مشيراً إلى أنه تدخل لحل القضايا المتعلقة بالقصاص والصلح بين المتخاصمين، بالإضافة إلى خدمته المباشرة للدين الإسلامي.

وبين أن الأمير نايف دعم جميع الدول التي وقعت في أزمات، مبيناً أهمية دوره بحماية البحرين من التدخلات الخارجية، بالإضافة إلى التكامل مع باقي دول مجلس التعاون، واليمن وغيرها من الدول العربية.

وأشار الغسلاني إلى أن الأمير الراحل دافع وبشدة عن العادات والتقاليد الصحيحة وحافظ عليها، بالإضافة إلى كونه رجل الأمن الأول في المملكة، وكان المحور الرئيس في استقرارها.

وأكد أن الأمير نايف كان رجلاً قوياً يستحق وبجدارة لقب “رجل الدولة”، بالإضافة إلى امتلاكه “خامة الملك” والتي تعني أنه يصلح لأي منصب قيادي يوضع فيه.

وبين الغسلاني أن الأمير نايف أثبت خلال سنوات طويلة قدرته على قراءة التحركات والتقلبات السياسية بنظرة مزجت الأمن والسياسة، مشيراً إلى أنه وعلى عكس الرجال الأمنيين الذين يمتلكون نظرة أمنية بحتة.

وأضاف أن نظرته الاستراتيجية للعديد من الوقائع ممزوجة سياسياً، وتعامله بآلية أمنية معها كانت الأكثر تميزاً فيه، مشيراً إلى أهمية دوره بملفات الإرهاب وحلها والقضاء عليه بعد استشرائه في المملكة، من خلال تعامله معه بصفة احترافية ووضع أسس إدارية وعملية ليصان البلد من الداخل.

وأضاف أن الأمير نايف تعامل بحكمة ودراية سياسية مع الإرهابيين وذوي الأفكار المتشددة، مشيراً إلى أنه راجع أفكارهم ونصحهم وفتح أبواباً للحوار معهم، مما جعل منه رجل أمن غير عادي.

أفنى عمره في خدمة المملكة

من جانبه، قال مدير تحرير صحيفة اليوم السعودية مطلق العنزي إن الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- أفنى عمره بخدمة المملكة العربية السعودية والدول العربية، من خلال المناصب الكثيرة التي تقلدها.

وأشار إلى أن الأمير الراحل اشتهر بقيادته العاقلة والموضوعية والرشيدة للأمور والأحداث، بالإضافة إلى حزمه في التنظيم، مشيراً إلى أنه تولى أخطر المسؤوليات في أي دولة عربية، إذ كانت مهمته الحفاظ على الأمن الداخلي.

وبين العنزي أن الأمير نايف -رحمه الله- واجه الإحباطات والعقبات وكان يسهر دائماً لمتابعة الأحداث الأمنية بنفسه، مشيراً إلى أنه وبشهادة السعوديين وزوار المملكة نجح بأداء مهمته.

وأضاف أن سمو الأمير كان رجلاً فاهماً باعتراف جميع وسائل الإعلام العالمية، لاستطاعته تحقيق أمن مميز لدولة مترامية الأطراف، وانتصاره على أشباح الظلام الذين استهدفوا في مناسبات عديدة أمن المملكة سواء أكانوا مهربي مخدرات أم ممتهني إرهاب.

وأوضح العنزي أن الأمير نايف كان قريباً من الإعلاميين مما جعله وزيراً مميزاً في المملكة العربية السعودية، وحتى في مشروعات المملكة الأمنية، اتصف بالموضوعية والحزم، بالإضافة إلى تحليه بالأخلاقيات التي أهلته لأن يكون رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب.

وأكد أن سمو الأمير الراحل أنتج رجال أمن استطاعوا حماية المملكة والتي هي بحجم قارة كاملة، مشيراً إلى أنه قدم لوطنه ما يفخر به عند الله.

وأشار العنزي إلى أن الأمير الراحل اتصف بالصدق وعدم الخوف من الصحافة، إذ كان كثير اللقاء بالصحفيين، وعقد المؤتمرات الصحفية العالمية، مبيناً أنه لم يتردد يوماً في الإجابة عن أي سؤال سواء أكان حساساً أم عميقاً، وفضل الأسئلة المباشرة والصادقة.

وزاد أن الأمير نايف -رحمه الله- عرف بأعماله الأخرى، ومنها إنشاؤه جمعية لإحياء السنة النبوية واهتمامه بالدراسات الدينية والأمن الفكري والاجتماعي، كون العالم أصبح قرية واحدة وبعد استيراد الثقافات، إذ هدف إلى تثقيف الناس بالجديد والمفيد، والحفاظ على موروثهم الثقافي.

وأضاف العنزي أن الأمير الراحل اهتم بتطبيق الأنظمة، ولم ينس المساجين وكان وراء المشروعات الإنتاجية في السجون، وإطلاق البرامج الثقافية للمسجونين.

فاجعة للأمة العربية والإسلامية

وقال مدير مكتب جريدة الاقتصادية في المنطقة الشرقية مقبل الصيعري إن رحيل الأمير نايف يمثل فاجعة للأمة العربية والإسلامية، إذ كان رجلاً قومياً بالإضافة إلى كونه سياسياً محنكاً.

وأضاف أن الأمير نايف -رحمه الله- عاش في كنف والده عبد العزيز وتولى مناصب قيادية منها وزارة الداخلية والتي ظل على رأسها لزمن طويل، مشيراً إلى أنه وبعد الحفاظ على الأمان في المملكة انطلق نحو التنمية، كون الأمن هو أساسها.

وأشار الصيعري إلى أنه وبصفته الرئيس الفخري لوزراء الداخلية العرب حرص على انعقاد الاجتماعات السنوية في تونس مع أشقائه العرب لتعزيز الأمن في الوطن العربي.

وزاد أن الأمير دعم مجالات تنمية الشباب والمرأة وله الكثير من “الكراسي البحثية” في الجامعات، بالإضافة إلى المبادرات الإنسانية العديدة التي تشهد له.

وبين الصيعري أنه صاحب مبادرة سعودة الوظائف وتوطينها، بالإضافة إلى كونه رئيس مجلس القوى العامة في المملكة منذ سنوات طويلة.

وأوضح أن الأمير نايف رجل خبير بكل ما تعنيه الكلمة، وعاشر إخوانه الملوك ووالده كما كان العضيد الأيمن في السنوات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأدار الاجتماعات بنجاح باهر.

وأكد أن الأمير نايف حرص على تعزيز الأمن في دول الخليج وحتى في تصريحاته الأخيرة والتي قال فيها إن أمن أي دولة خليجية هو أمن المملكة، بالإضافة إلى حرصه على أمن مملكة البحرين وذلك من خلال دعمه دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين.

وأشار إلى أنه التقى الأمير الراحل في مناسبات عدة ظهرت من خلالها شفافيته إذ لم يغضبه أي سؤال مهما كانت درجة حدته، مبيناً أنه من القادة الذين يؤمنون بدور الإعلام.

وشدد الصيعري على أن سمو الأمير نايف -رحمه الله- له فضل على الأمة الإسلامية من خلال محافظته، بعد الله تعالى، على أمن موسم الحج سنوياً، وتفاديه مختلف التهديدات والظروف الصعبة.

وأكد في الختام أن الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان له الدور الكبير في تفكيك الخلايا الإرهابية بالتنسيق مع الدول المجاورة التي هددت أمن المملكة.

قائد فذ

من جهته، قال مدير مكتب الشرق الأوسط في الشرقية ميرزا الخويلدي إن المملكة افتقدت برحيل سمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- قائداً فذاً أرسى دعائم الأمن في هذه البلاد، وكانت له بصمات معروفة في المملكة ومنها في تحرير المملكة من آفة الإرهاب التي اجتاحتها منذ ثلاثين عاماً.

وأشار إلى أن الأمير نايف كان يعمل بجد لرفع كفاءة الأجهزة الأمنية لمواجهة آفة الإرهاب والقضاء عليه بالإضافة إلى معالجته لتبعات تلك الظاهرة عبر امتصاص أسبابها، حيث كان معنياً بالدرجة الأولى بتخليص الوطن منه.

وأوضح أن الأمير حرص على فتح قنوات المناصحة واستيعاب التائبين والعائدين من تلك الجماعات الإرهابية، حيث عالجها من جميع النواحي الأمنية والاجتماعية والسياسية، وكان رجل دولة من الطراز الأول.

وبين أنه ومنذ أن كان الفقيد أميراً لمنطقة الرياض سعى إلى تحديث المؤسسات وبنائها داخل الإمارة، بالإضافة إلى كونه ذراعاً أساساً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سواء داخل جهاز الحكومة أم مؤسسة العائلة.

وأكد الخويلدي أن السعوديين جميعاً شعروا بهذا الفقد الكبير بالإضافة إلى الأشقاء في الدول العربية والإسلامية، مبيناً أن الخبر كان صدمة كبيرة إذ قاد الفقيد وإلى آخر يوم في حياته أهم الأجهزة في الدولة السعودية.

وشدد على أن الفقيد لم يغب يوماً عن أداء واجباته ومهماته في حفظ البلاد وصيانتها خصوصاً كون المملكة قارة مترامية الأطراف وتحيطها الكثير من التحديات وواجهت تفشي ظاهرة المخدرات والتهريب، وترابطها مع حدود بحرية كبيرة ودول متوترة، مبيناً أنه حافظ على أمن المملكة في ظل تلك الأخطار كلها.