كتب - محمد الخالدي:

أكد نواب ورؤساء جمعيات وسياسيون وإعلاميون أن الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود من الرجال القلائل الذين عاهدوا الله على إقرار كلمة الحق، ليس في المملكة العربية السعودية فقط، وإنما في باقي دول الخليج وخسارته هي خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية لقربه الشديد من هموم المنطقة ووضع مجريات الأمور نصب عينيه.

وقالوا لـ«الوطن” إن جميع العرب والمسلمين يكنون للفقيد الراحل الحب والإخلاص وينظرون فيه الرجل صاحب المواقف الكريمة نظير وقوفه إلى جانب العديد من الدول خلال أزماتها وهو ما اتضح جلياً خلال أزمة أحداث البحرين الأخيرة التي أوضحت مدى حرصه الشديد على حماية أمن البحرين واستقرارها من كل سوء ودرء المخاطر عنها. وأضافوا أن اسمه ارتبط طويلاً بمكافحة الإرهاب ووضع الحل الأمني وإصلاح المنطقة بأفضل السبل المتاحة وإسهامه في لم شمل الأمم، مشيرين إلى أن هذه الصفات كلها صنعت له مجداً سيبقى خالداً على مدى الأيام سواء للعرب أم للخليجيين.

وقال النائب محمود المحمود: “تلقينا نبأ وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ببالغ الأسى وبصدمة قاسية على قلوبنا فهو من الرجال الذين عاهدوا على إقرار كلمة الحق ليس في المملكة العربية السعودية فقط، وإنما يتضح دوره في باقي دول الخليج.

وأضاف أن سعيه الدؤوب المتواصل في بلاده يأتي في المقام الأول إذ يزخر تاريخه بالعديد من المنجزات أهمها تأسيسه جامعة نايف للعلوم الأمنية إلى جانب ما عرف عنه بصاحب الأيادي البيض الكريمة في خدمة المسلمين عموماً.

وأشار إلى أن الحلم اللامحدود للفقيد وحزمه وكرمه وسخاءه ومساعدة المحتاجين كان عنوانه الأبرز، خصوصاً في علاج المرضى خارج السعودية وداخلها، كما إن دعمه لأهل العلم بفئاتهم كافة جعل مستويات التعليم ترتقي عالياً.

خسارة للأمة العربية

وقال النائب عدنان المالكي إن رحيل الفقيد عن الساحة خسارة للأمتين العربية والإسلامية نظراً لقربه الشديد من هموم المنطقة، وخصوصاً دول الخليج، إذ كان الفقيد يرى أن مصلحة الجميع في التكاتف خلال الأزمات التي تواجههم. وأضاف أن نظرة الأمير الراحل لمجريات الأمور كانت شمولية إذ دأب طوال حياته على مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة وارتبط اسمه بالحل الأمني وإصلاح المنطقة بأفضل السبل المتاحة ومساهمته في لم شمل الأمم كل هذه الصفات صنعت له مجداً سيبقى خالداً على مدى الأيام سواء للعرب أم للخليجيين.

بالمقابل تقدم الأمين العام لجمعية الصف عبدالله بوغمار بأحر التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعـــزيز آل سعود وللأســـــرة المالكة والشعب السعـــــودي الشقيق وإلى الأمتين العربية والإسلامية بهذا المصاب الجلل الأليم على قلوب الجميع داعياً من الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم خادم الحرمين الشريفين والأسرة الحاكمة والشعب السعودي جميل الصبر والسلوان.

من جهته ذكر الإعلامي محمد الحمادي أن خبر وفاة الأمير نايف كان فاجعة بالنسبة للجميع إذ ترك فراغاً كبيراً، مشيراً إلى أن الفقيد كان رجل دولة حافظ على مكتسباتها من كل سوء وحفظ أمنها واستقرارها، مشيراً إلى المملكة العربية السعودية فقدت رجلاً عظيماً ذا حنكة شهدت بها مكانته الاجتماعية ومواقفه الدولية. وأوضح أن جميع العرب والمسلمين يكنون للفقيد الحب والإخلاص وينظرون فيه الرجل صاحب المواقف الكريمة والوقوف إلى جانب العديد من الدول خلال أزماتها وهذا ما اتضح جلياً خلال أزمة أحداث البحرين الأخيرة التي أوضحت مدى حرصه الشديد على حماية أمن البحرين واستقرارها من كل سوء ودرء المخاطر عنها.

حماية المرأة

وأكد المراقب في الشؤون السياسية أحمد صالح أن الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل مشهور بحفاظه على العادات والتقاليد والقيم الإسلامية وحماية مكانة المرأة السعودية، كما عرف عنه ترسيخه لدور الأمة على الصعيد الإنساني من خلال مواقفه الأصلية التي تحسب له انطلاقاً من شعوره الأصيل بالعروبة. وأضاف أن سموه أمضى سنوات طويلة في خدمة الوطن والمواطن وهو مشهور بتواضعه وحنكته وقدرته على الاطلاع على مجريات الأمور من جميع الزوايا لما يتمتع به من نفوذ كبير على المستويين الخارجي والداخلي وهو ما مكنه من نيل احترام الجميع، موضحاً أن هذه المنجزات كلها جعلت الأمير الراحل بحجم أمة، منوهاً إلى أن مواقفه البطولية ستظل خالدة في التاريخ ولن ينساه الجميع طال الزمن أم قصر.

شخصية قيادية فذة

وقال الكاتب الصحافي خالد أبو أحمد إن الأمير نايف قامة سامقة ودور مشهود في ترسيخ الأمن والدبلوماسية السعودية، موضحاً أن التاريخ القريب يذكر بالمزيد من الفخر والاعتزاز الدور الرائد والمشهود للفقيد الراحل في تطوير الخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لحجاج بيت الله الحرام، وما تشهده الأراضي المقدسة عاماً بعد عام من توسعة في المرافق ومن تأمين لراحة ضيوف الرحمن وتوفير السبل المعينة على أداء المسلمين هذه الشعيرة المباركة.

وأضاف: إن الفقيد لعب دوراً محورياً في محاربة التطرف الديني وفي إرساء ثقافة الأمن الاجتماعي ببلاده من خلال الأطر السياسية والفكرية والثقافية، بل والبحثية ويشهد له بذلك تأسيس الأكاديمية الأمنية التي أصبحت جامعة حملت اسمه وأصبحت من أشهر المؤسسات العملية والأكاديمية في المجال الأمني، وأسهمت من خلال المسابقات البحثية السنوية والدورية بتطوير فكر محاربة الجرائم التي تشغل بال الدول وبنحو خاص الجريمة المنظمة. وخلص أبوأحمد إلى أن وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود تعلن رحيل قامة سامقة من قامات السياسة والدبلوماسية في عالمنا العربي وفي المنظومة الخليجية، إذ مثل مدرسة في نكران الذات وفي اعتماد الأمة على ذاتها وفي ثقتها بنفسها وبإمكانياتها المادية والبشرية والمعنوية.

وقال رئيس تحرير جريدة الاقتصادية السعودية سلمان الدوسري إن الأمير نايف رجل دولة وقضى عمره في خدمة السعودية وهو واحد من قيادات المنطقة الذين تمرسوا بالعمل السياسي ومواقع اتخاذ القرار وأبدى حزماً بقضايا الإرهاب، وكان قوياً في تحمل أهم الملفات الأمنية بالمنطقة في فترة عاصفة مرت بها المنطقة بنحو عام، مشيراً إلى أن السعودية واجهت إرهاباً منظماً نابعاً من أخطر تنظيم إرهابي عالمي، هو تنظيم القاعدة. وأضاف الدوسري أن الأمير نايف كسب احترام العالم عندما تعرضت المملكة لقرابة عشر عمليات إرهابية في حين أحبطت الأجهزة الأمنية السعودية نحو 220 محاولة إرهابية والقبض على من كان وراءها، وهذا إنجاز أمني يثبت كيفية استطاعة السعودية محاصرة الإرهاب بالرغم من الاستهداف الكبير لها، وخلق ذلك احتراماً عالمياً كبيراً للأمير نايف، نتج عنه تهنئة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقيادة السعودية وإشارته إلى أن الولايات المتحدة تعرف الأمير نايف وتحترم التزامه مكافحة الإرهاب. ذكر الدوسري أنه “في الوقت الذي صدمت السعودية بفقدها (نايف) فإن السعوديين على مدار تاريخهم أثبتوا أن الرجال يغيبون ولا تغيب أو تتأثر الدولة أو تهتز”.