دعا وكيل الشؤون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح علماء الأمة ودعاتها ومفكريها وحكمائها إلى دعوة الناس إلى الوحدة والتآلف، بدلاً من دعوات التأزيم والفرقة.

وقال، في كلمة ألقاها خلال الحفل السنوي الذي أقامته إدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج أمس الأول والذي رعاه سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، إن أبناء البحرين المخلصين العقلاء مدعوون إلى رفض دعوات الطائفية البغيضة، وعدم الاستجابة لمخططات الأعداء الهادفة إلى تفريق شمل المجتمع.

وقال د. المفتاح إن المجتمع البحريني أثبت بجميع طوائفه أنه على قدر التحدي، وأنه قادر بفئاته أجمع على صد محاولات زرع الفتنة، وأن مكونات المجتمع التي تآلفت وتآخت عبر تاريخها الطويل، وعاشت قروناً منسجمة مع بعضها قادرة، بتوفيق الله تعالى، على طي صفحة الأحداث المؤلمة، متجاوزة بذلك العقبات كلها من أجل تحقيق وحدة مجتمعية ينعم فيها كل مواطن بخير وطنه وأمن مجتمعه واستقراره. وأضاف: أن سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وتاريخ أمتنا المجيد أحد أهم أصول بقائنا وقواعد عزتنا كأمة صنعت مجداً وحضارة وعلماً وانفتاحاً قل لها النظير، مشيراً إلى أن مختلف بلدان المسلمين تمر بمنعطفاتٍ خطرة إذ تتعرض الأمة اليوم إلى أحداث متلاحقة تستوجب وقفة عاقلة ودعوة حكيمةً ملحة لرأب صدعها ولم شملها، ووضع الحلول الناجعة لها، من خلال قراءة السيرة والتاريخ بهدف استلهام الدروس والعبر والعظات، وإن معجزة الإسراء والمعراج تعد أحد أهم محطات التاريخ الإسلامي الذي لا ينبغي تجاهل دروسها لمعالجة قضايانا المعاصرة، ووضع الحلول الناجعة لها.

أمانة في أعناق المسلمين

وقال الشيخ عدنان القطان في كلمته: إن رحلة الإسراء والمعراج جاءت لتعلن للبشرية تتويج حبيبنا ورسولنا محمداً إماماً للأنبياء كلهم، فما أعظمه من تتويج وما أجله من تكريم، فهل نحن حقاً نعظم حبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، كما عظمه وأكرمه وأجله المولى سبحانه؟ مشيراً إلى أن هاتين الرحلتين كانتا محطة مهمة في حياة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفي مسيرة دعوته في مكة المكرمة، بعد أن قاسى ما قاسى، وعانى ما عانى من قريش، وقد هيأ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الرحلة، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، وتعويضاً عما أصابه من بلاء وأذى، وليعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض وآذوك، فقد أقبل عليك أهل السماء وأكرموك، وإذا كان هؤلاء الناس قد صدوك وآذوك فإن الله يرحب بك، وإن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً لهم، فكان هذا تعويضاً وتكريماً للرسول صلى الله عليه وسلم منه عز وجل، وتهيئة له للمرحلة المقبلة.

وأضاف القطان: إن حادث الإسراء والمعراج جاء ليضع في أعناق المسلمين في الأرض كلها أمانة القدس الشريف، مشيراً إلى أن التفريط بالقدس الشريف تفريط في دين الله، وأن الله تعالى سيسأل المسلمين عن هذه الأمانة إن فرطوا في حقها أو تقاعسوا عن نصرتها وإعادتها.

وأوضح إن رحلة الإسراء والمعراج دعوة للعروج إلى الله بأرواحنا وقلوبنا، ودعوة للإسراء من الظلمة إلى النور، ومن الشك إلى اليقين، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الفرقة والخلاف، إلى لزوم الجماعة والإتلاف، ومن الكبر والعنت، إلى الخضوع والطاعة لله رب العالمين.