متابعة وتصوير: عادل محسن
لم يبق إلا أن أضع لافتة على بعد أمتار من منزلي مكتوب عليها..قف أمامك منزل آيل للسقوط” قالتها أم خالد متهكمة على طريقة “الكوميديا السوداء” إلا أن الناظر إليها وهي تتحدث يدرك حجم المعاناة والخطر، وبعد دخول منزلها ربما سيحمل اللافتة بنفسه ويصرخ أنقذوا أم خالد وأسرتها.
في هذا البيت ليس سوى شقوق كبيرة في الجدران وأساس متضرر وأسرة تحبس الأنفاس وتستجدي المسؤولين ليل نهار أن “أدرجوا بيتنا في مشروع الآيلة للسقوط” لكن لا مجيب، حسب أم خالد التي فتحت بيتها وقلبها لـ«الوطن” وقالت: “ ننتظر مرور المسؤولين عن هذا المشروع أمام منزلنا ربما رأوا حجم المعاناة لكن جل ما نخشاه أن يأتوا بعد سقوطه على رؤوسنا”، مشيرة إلى أن” المسؤولين وعدوني مراراً بإدراج منزلي ضمن البيوت الآيلة للسقوط لكن لم يفوا بوعدهم بل أهملوا طلباتنا المتكررة”.
وتحدثت أم خالد عن انتظارها سنين طويلة ومنذ بداية مشروع الآيلة إدراج منزلها فيه وهي ترى المنازل من حولها تهدم ويعاد بناؤها من جديد دون أدنى التفاتة إلى منزلها المتهالك، وقالت “أنا لست حسودة أريد الخير لكل الناس لكني كما كل الناس لا أريد أن تنهار جدران هذا البيت على رؤوس3 عائلات تعيش فيه منذ 40 سنة”.
وأضافت: “قبل سنتين أُنجز منزل جاري رغم أن القائمين على المشروع فحصوا منزلي قبله..هذا أمر محزن، ودليل على تخبط وعدم وجود آلية محددة إذ إن منزلنا آيل للسقوط بكل ما تحمل كلمة سقوط من معنى ويمكن أن ينهار في أي لحظة”، متسائلة أين “المسؤولين عنا ولماذا يتعبوننا بالمراجعة من وقت إلى آخر ونستمع للوعود دون فائدة، نحن من أوائل المتقدمين للمشروع..كان يجب أن نقطن الآن في منزل جديد صالح للسكن الآدمي بدل أن نعيش في “قنبلة موقوتة”. وما زاد الطين بلة حالة إنسانية أخرى يخبئها هذا المنزل المتهالك، ابن أم خالد يعاني من نزيف في المخ وحالة صحية صعبة، ما حدا بأمه مناشدة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حصول ابنها على منزل إسكاني قريب من المناطق المخدمة صحياً بقلالي، مشيرة إلى أن الأهالي سعدوا كثيراً بتوجيهات سموه الكريمة حول توزيع الوحدات الإسكانية بمشروع شمال شرق المحرق والمعروف بإسكان قلالي.
ولم تكن حالة الابن هي آخر ما خبأته الجدران المتصدعة، إذ إن رجلاً طريح الفراش يعاني مرض السرطان يسأل زوجته أم خالد كل يوم “هل أموت بالسرطان أم بالجدران”.
هي عائلة مازالت تحارب ألم الحياة بابتسامة ترسمها عنوة معظم الأحيان، وجل أحلامها جدران بلا شقوق.